صحافة دولية

التايمز: تنظيم الدولة يتوسع بأفريقيا ويستغل النزاعات المحلية

دراسة: تنظيم الدولة في غرب أفريقيا يقوم بعمليات جريئة وبشكل متزايد تشبه ما قام به التنظيم في بداية 2014- جيتي
دراسة: تنظيم الدولة في غرب أفريقيا يقوم بعمليات جريئة وبشكل متزايد تشبه ما قام به التنظيم في بداية 2014- جيتي

تناولت صحيفة "التايمز" في تقرير لها اتساع سيطرة تنظيم الدولة على مزيد من الأراضي في أفريقيا.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إن هجوما نفذ على سجن في جمهورية الكونغو الديمقراطية أطلق فيه سراح 1.300 من المعتقلين لم يكن جريئا فقط لأنه تم على سجن قريب من معسكر للجيش لكنه يقدم صورة عن خطط التنظيم للقارة.

وقبل أيام من الهجوم على سجن كانغابايي قام 300 من مقاتلي التنظيم بالعبور من موزامبيق التي تشهد تمردا إلى تنزانيا وهاجموا مركزا للشرطة وقتلوا عددا غير معروف من الناس.

ونقل التقرير عن دراسة نشرها مركز مكافحة الإرهاب بأكاديمية "ويست بوينت" أن "تنظيم الدولة في غرب أفريقيا يقوم بعمليات جريئة وبشكل متزايد، تشبه ما قام به التنظيم في بداية 2014".

ويعتبر هجوم تنزانيا والكونغو انتصارا للتنظيم الذي أصبح ملاحقا في الشرق الأوسط، حيث يقوم بإعادة تنظيم نفسه ويضع نصب عينه إعادة إحياء "الخلافة" في المناطق التي تنتشر فيها الفوضى ويختفي الأمن. ففي بعض المناطق بنيجيريا وموزامبيق انتقل مقاتلو التنظيم من العمليات العشوائية إلى الاستيلاء على المناطق وإدارة ما يشبه الدولة. وجاء في تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية أن تنظيم الدولة في العراق وسوريا لم يعد يملك القدرة على السيطرة على المناطق التي يديرها التحالف الدولي ويعمل منها لكن هجماته لم تتوقف في البلدين. لكنه لم يعد يركز على مناطقه التي خرج منها فهو منشغل بالتوسع في مناطق حول العالم لم تكن يوما مرتبطة بالتنظيم.

وفي 2017 سيطر التنظيم على بلدة ماراوي في الفلبين ولخمسة أشهر على الرغم من الهجوم العسكري الذي شنه الجيش الفلبيني.

ولكنه اليوم أكثر انشغالا في أفريقيا التي يحقق فيها إنجازات واضحة. وهذا لأن نشاطاته هناك مرتبطة بالتمردات التي حصلت في مالي والنيجر ونيجيريا وبوركينا فاسو والكاميرون وتشاد.

وجاء في دراسة للبنتاغون أن تنظيم الدولة في غرب أفريقيا هو أكثر الفروع نشاطا ونسبت إليه 186 هجوما في 2019 ومعظمها في حوض بحيرة تشاد والمناطق الحدودية لشمال نيجيريا. وتمثل العمليات في هاتين المنطقتين نسبة 40% من كل العمليات في أفريقيا.

ويقول التقرير إن عمليات تنظيم الدولة في غرب أفريقيا كانت الأكثر دموية. وتشمل العمليات هجمات في وضح النهار منها استهداف موكب حاكم ولاية بورنو النيجيرية في تموز/يوليو.

ويلاحظ التقرير قدرة التنظيم على استغلال النزاعات الأخرى المشتعلة في أفريقيا والتي اندلعت بسبب مظالم ومطالب محلية، حيث قام بإعادة تشكيل هذه الحروب المحلية بناء على صورته. وجاءت أول إشارة عن وجود التنظيم في القارة بخطاب لأبي بكر البغدادي في آب/ أغسطس 2018 عندما أعلن عن إنشاء ولاية وسط أفريقيا وبعد عام قتل البغدادي، قطفت ولاية وسط أفريقيا ثمارها في نيسان/ إبريل 2019 عندما شن التنظيم هجوما على قرية كونغولية قريبة من الحدود مع يوغندا.

 

ولم يشارك في الهجمات إلا عدد قليل من المقاتلين من الشرق الأوسط، ومعظم المقاتلين الإسلاميين جاؤوا من حركة تمرد في يوغندا اسمها "قوات التحالف الديمقراطي" والتي تخوض تمردا منذ عقود وقبل ظهور تنظيم الدولة على الخريطة. وفي نهاية 2019 ظهر التنظيم في جنوب القارة بموزامبيق ومرة ثانية استغل الجماعات المتمردة المحلية هناك. وتحالفت الجماعة التي تخوض حربا منذ ثلاثة أعوام مع مقاتلي التنظيم وباتت تهدد أكبر مشروع للطاقة وحقل للغاز والنفط في البحر.

ويقول فرانسيسكو ميلان من كينغز كوليج في لندن ومؤلف دراسة بحثية عن توسع تنظيم الدولة إن أفريقيا أصبحت خط القتال الأول لتنظيم الدولة.

 

وقال إن فروع التنظيم في غرب أفريقيا لديها منافذ على السلاح والمال. وأدى سقوط نظام معمر القذافي في 2011 إلى تدفق السلاح عبر الصحراء الأفريقية.

 

وأضاف أن تنظيم الدولة لم يقدم الدعم المالي والعسكري لعمليات فرع وسط وجنوب أفريقيا باستثناء الدعاية. وقال: "توسع تنظيم الدولة في وسط أفريقيا أمر ولكن شحن السلاح والمقاتلين إليه أمر آخر".


واعتمدت ورقة "ويست بوينت" على تقارير استخلصتها من المواقع المظلمة في الإنترنت خاصة تطبيق تيلغرام الذي ينشر من خلاله المتطرفون عملياتهم. ومع أن معظم المزاعم الواردة في التقارير الموجودة على الإنترنت تهدف للدعاية إلا أن المحللين يرون أن المعلومات الأساسية الواردة فيها صحيحة. ولكنهم حذروا من الغموض الذي يحيط بوضع التنظيم، فهناك عشرات الآلاف من المقاتلين الذين يتنقلون في سوريا والعراق ويعيشون في ظروف فقيرة.

 

وقبل سيطرة التنظيم على سوريا والعراق في 2014 شن عملية "تحطيم الأسوار" حيث أفرج عن مئات السجناء من أنصاره. ويعيد التنظيم التجربة نفسها في الكونغو ولو نجح في الخدعة هناك فستعود الخلافة من جديد وهذه المرة من لاغوس إلى مانيلا.

 

اقرأ أيضا: WP: هجمات تنظيم الدولة تتصاعد بأفريقيا رغم ادعاء ترامب هزيمته

التعليقات (0)