مقابلات

أكاديمية: بايدن الأقرب للفوز بانتخابات أمريكا لهذه الأسباب

أستاذة الإعلام في جامعة ميريلاند الأمريكية سحر خميس قالت إن "كل الرياح في الولايات المتحدة تسير عكس اتجاه ترامب"- عربي21
أستاذة الإعلام في جامعة ميريلاند الأمريكية سحر خميس قالت إن "كل الرياح في الولايات المتحدة تسير عكس اتجاه ترامب"- عربي21

قالت أستاذة الإعلام في جامعة ميريلاند الأمريكية، د. سحر خميس، إن "كل الرياح في الولايات المتحدة تسير عكس اتجاه الرئيس دونالد ترامب، الذي بدأت حظوظه في الانتخابات الرئاسية تقل وتضعف بعض الشيء"، مرجحة فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن "إذا ما مضت الأمور في مسارها الطبيعي، وما لم تحدث أي مفاجأة ليست في الحسبان".

وأضافت "خميس"، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن ما يُعرف بـ "الناخب المتأرجح"، والذي لم يقرر بعد مَن سينتخب، "من المتوقع الآن أن يدلي بصوته إلى بايدن وليس ترامب، لأنه اتضح عدم كفاءة الأخير في التعامل مع ملف جائحة كورونا، حتى أنه شخصيا أصيب به، خاصة أن هذا الفيروس بدأ يتفشى بين أعضاء إدارة ترامب".

"انقسام غير مسبوق"

وأوضحت أن "الاختلافات كبيرة جدا بين ترامب وبايدن وحملاتهما الانتخابية، وهناك حالة من التشرذم والانقسام في المجتمع الأمريكي بصورة غير مسبوقة، ولم تحدث سابقا بتاريخ أمريكا الحديث؛ فمن يؤيدون ترامب يختلفون تماما وبشكل جذري عن مؤيدي بايدن، فضلا عن أن طبيعة الحزب الجمهوري اختلفت عما كانت عليه في السابق، فاليوم نرى تبادل الاتهامات بين الجمهوريين والديمقراطيين، بعدما كان هناك قبول وتفهم لكل الآراء المختلفة".

ورأت "خميس" أن "المناظرة الرئاسية الأولى أثارت استياء الكثيرين داخل وخارج الولايات المتحدة، لأنها كانت حافلة بالصخب والصياح والصراخ والمقاطعة، وتبادل الاتهامات والإساءة إلى الآخر، الأمر الذي أساء لصورة أمريكا حول العالم، بل يمكن القول إنها أهانت منصب الرئيس، حتى أن الكثير من المعلقين والمحللين قالوا إنهم لم يشاهدوا طوال حياتهم مناظرة رئاسية أمريكية بهذه الصورة وهذه الطريقة".

وأشارت إلى أن "صورة ترامب اهتزت أمام الشعب الأمريكي وأمام الرأي العام العالمي، على خلفية إصابته بفيروس كورونا، لأنه كان حريصا على إظهار نفسه بصورة الرجل القوي، وكأنه سوبرمان، وبأنه لا يمكن أن يُصاب بأي ضرر أو مرض، إلا أن هذه الصورة تحطمت تماما، واتضح عكس ذلك، بأنه إنسان لا يلتزم بالتعليمات الطبية، ولا يستمع للعلم أو العلماء أو الأطباء، وبعدما استخدم لغة الاستخفاف والإنكار وتكذيب الحقائق بشأن كوفيد-19 بات هو وزوجته ضحايا لهذا الفيروس الذي وصفه سابقا بأنه أكذوبة".

 

اقرأ أيضا: بادين يتقدم في استطلاع "CNN" لآراء الناخبين الأمريكيين

وشدّدت الأكاديمية الأمريكية ذات الأصول المصرية على أن "مصداقية ترامب تأثرت سلبا بحجم كبير بعد إصابته بفيروس كورونا الذي أصاب حملته الانتخابية في مقتل، وشوّه صورته أمام الكثيرين في الداخل والخارج، وهو الأمر الذي يصب في مصلحة بايدن وحملته الانتخابية بكل تأكيد".

وعن السيناريوهات المحتملة لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قالت: "من الصعب التنبؤ أو التوقع الأكيد بما ستسفر عنه الأيام القادمة، فحتى الآن لا نعرف ماذا سيحدث للرئيس ترامب شخصيا، وعما إذا كان قد تعافى تماما أم لا، ومن المعلوم أن المناظرة الرئاسية القادمة مقرر لها الانعقاد في 15 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، فهل سيسمح وضعه الصحي بإجراء تلك المناظرة في صورتها العادية أم ستكون عبر الإنترنت أم ستؤجل أم ستُلغى؟".

كل هذه الأمور غير واضحة حتى الآن، وهي مترتبة على قدرته الصحية على التعافي من فيروس كورونا، ومتى يستطيع القيام بمهام عمله مرة أخرى، وكذلك التداعيات الخاصة بهذا الأمر سواء على النواحي الأمنية أو الدفاعية أو الاقتصادية، أو في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، أو أسواق المال، وغيرها من التداعيات المختلفة التي تعتمد على سرعة تعافي ترامب من هذا المرض".

وتابعت "خميس": "حتى الآن رأينا هزة في أسواق المال، وفي البورصة الأمريكية، فالجميع يعلم أن إصابة رئيس أكبر دولة في العالم بفيروس كورونا لا بد أن تكون لها أبعاد وتداعيات، وهناك أيضا الحديث عما يمكن حدوثه بعد ذلك، وكيف ستتطور الأمور".

واستطردت قائلة: "لا ننسى أنه باق من الزمن أقل من شهر فقط على الانتخابات الأمريكية؛ فنحن الآن في فترة حرجة للغاية نستطيع القول إنها فترة العد التنازلي للانتخابات الأمريكية، وهي مرحلة دقيقة وفي غاية الخطورة والأهمية، وبالطبع الإصابة بفيروس كورونا في هذا التوقيت هو توقيت قاتل بالنسبة لترامب وحملته الانتخابية".

"عقدة أوباما"

وأوضحت "خميس"، التي تقيم منذ 13 عاما بولاية ميرلاند الأمريكية، أن "ترامب لديه عقدة تسمى (عقدة أوباما)؛ فهو يفعل عكس كل ما فعله أوباما في كافة المجالات، خصوصا في ما يتعلق ببعض القضايا الداخلية مثل ملف الرعاية الطبية المعروف بـ (أوباما كير) الذي يريد ترامب إلغاءه، لكنه لا يتحدث عن البديل، ولا يوضح ذلك، لكنه يهاجم (أوباما كير) لمجرد أن هذا المنظومة الصحية من صنع سلفه باراك أوباما.

كذلك إلغاؤه للاتفاق النووي مع إيران بدون أي مقدمات وبشكل أحادي، وهو التصرف الخاطئ الذي انتقده الكثيرون بسببه، وفي مقدمتهم بعض حلفائه التقليديين في الاتحاد الأوروبي، وبعض الدول الغربية، باعتبار الإلغاء خطوة أحادية غير مدروسة، وهو لم يفعل ذلك إلا لأن أوباما هو من وقّع على هذا الاتفاق".

وأردفت: "كما أن ترامب ادعى زورا أن الولايات المتحدة دفعت المليارات لإيران من أموال الناخب الأمريكي، وهو كلام مغلوط، فهذه الأموال هي أموال الإيرانيين التي تم تجميدها كجزء من العقوبات الاقتصادية التي فرضت على إيران، وليست أموال الناخب الأمريكي أو دافعي الضرائب كما يزعم".

ولفتت أستاذة الإعلام في جامعة ميريلاند الأمريكية إلى أن "معظم تصريحات ترامب مغلوطة، ويجانبه الصواب في كثير من الأحيان، وكثير من الناس يقولون صراحة إنه كاذب، ولا يقول الحقيقة، وقد كان لهذا الأمر تداعيات خطيرة، إلى جانب العديد من الملفات الأخرى".

"دعم إسرائيل"

وقالت: "أما إذا اتجهنا للشرق الأوسط فقد قدم ترامب لإسرائيل ما لم يقدمه أي رئيس آخر، مثل: الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وكلها أمور غير مسبوقة، فيمكن أن نلخص فترة رئاسة ترامب بأنها (غير المسبوقة)".

وأكملت: "بعض الذين يناصرون إسرائيل، وخاصة مَن لديهم آراء متشددة، أو من اليمينيين المتطرفين، يخافون من ضياع هذه الفرصة الذهبية، وهي فرصة المؤازرة، والمناصرة غير المسبوقة بشكل سافر وفج من الرئيس ترامب لإسرائيل، فهم يخافون أن يفقدوا هذه الفرصة وأن يكون بايدن أقل ولاءً، وأقل دفاعا عن إسرائيل من ترامب. بينما في المقابل نجد الجانب العربي يقول: نحن نتشكك في بايدن، هل سيكون مناصرا لحقوق العرب وحقوق الفلسطينيين أم سيكون أيضا منحازا لإسرائيل؟".

وأوضحت أن "دعم إسرائيل هو أحد الدعائم الثابتة في السياسة الأمريكية، ولن يأتي رئيس أمريكي غير داعم لإسرائيل، والأمر باختصار له علاقة وطيدة بمسألة تمويل الانتخابات، فالكثير من هذه التمويلات يأتي عن طريق اللوبيات (جماعات الضغط السياسي)، وكما نعلم فإن اللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة هو لوبي قوي جدا، ويقوم بتمويل كثير من هذه الحملات الانتخابية، والمرشح الذي يكسب تأييد هذا اللوبي هو الأكثر حصولا على الأموال، والمزيد من الدعم، وبالتالي المزيد من فرص الفوز في الانتخابات".

"الجاليات العربية والإسلامية بأمريكا"

ونوهت إلى أن "الجاليات العربية والإسلامية داخل الولايات المتحدة ما زالت جاليات حديثة إلى حد ما، فهي لم تقض - مثلا - نفس المدة داخل الولايات المتحدة التي قضاها اليهود الأمريكيون، وخاصة الجالية العربية، وإن كانت الجاليات الإسلامية موجودة منذ زمن بعيد، إلا أنهم غير منخرطين بالعمل السياسي بالشكل الكافي، وهذه نقطة خطيرة".

وطالبت أستاذة الإعلام في جامعة ميريلاند الأمريكية الجاليات العربية والإسلامية بأمريكا بتفعيل مشاركتهم بشكل أكبر، خاصة على "صعيد التصويت في الانتخابات الأمريكية، والانخراط في العمل السياسي، وأن يكون لهم مناصب هامة داخل أروقة السياسة الأمريكية على جميع المستويات".

وقالت: "لقد رأينا النائبتين المسلمتين، وهما إلهان عمر (صومالية أمريكية)، ورشيدة طليب (فلسطينية أمريكية)، ولكن ذلك غير كاف. نحن نريد المزيد من النائبات والنواب العرب والمسلمين الأمريكان، نريد أن يكون هناك تمثيل سياسي أفضل لهم في كل جوانب الحياة السياسية الأمريكية، لكن هذا ليس متاحا حتى هذه اللحظة، وبالتالي فكل مرشح يتقدم لمنصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية يحاول مغازلة اليهود الأمريكان، كما يغازل اللوبي الصهيوني من خلال إظهار ولائه وانتمائه لإسرائيل.

وهذا الأمر لن يتغير إلا إذا تغيرت موازين اللعبة، واستطاع المسلمون والعرب الأمريكان أن يكون لهم تواجد أكبر على الساحة السياسية، وأن يكون لهم دور أكبر في العمل السياسي، والتصويت في الانتخابات؛ حتى تتغير هذه الصورة تدريجيا، فهي لن تتغير بين يوم وليلة، ولا بشكل مفاجئ، بل هي عملية تدريجية قد تستغرق وقتا غير قليل، حتى يحدث التغيير في خريطة السياسة الأمريكية".

"الضوء الأخضر للاستبداد"

كما أشارت إلى "عملية دعم ترامب للأنظمة السلطوية والديكتاتورية حول العالم؛ فترامب لديه ولع غريب بالأنظمة الشمولية؛ فقد رأينا مغازلته للرئيس الروسي بوتين، والجميع يعرف خلفية التدخلات الروسية في الانتخابات الأمريكية، كما نراه يتحدث بولع عن رئيس كوريا الشمالية – أكثر دولة شمولية في العالم – فهو يقوم بأشياء غير مسبوقة، ويحطم كثيرا من الثوابت وكثيرا من الأمور المتعارف عليها في السياسة الأمريكية".

وتابعت أستاذة الإعلام في جامعة ميريلاند الأمريكية: "هذا الولع والإعجاب بالأنظمة الشمولية والسلطوية معناه أن ترامب أعطى الضوء الأخضر لكثير من الأنظمة والزعماء الديكتاتوريين حول العالم بألا يراعوا أبسط مبادئ حقوق الإنسان، ولا مبادئ التنوع السياسي، ولا مبادئ احترام المعارضة".

ورأت أن "عهد ترامب منذ عام 2016 وحتى الآن هو العهد الذهبي لكل هذه الأنظمة الشمولية والديكتاتورية السلطوية حول العالم، لأن ترامب نفسه لديه هذا الولع، فهو يريد أن يكون رئيسا سلطويا، يصرح قائلا (أنا لدي سلطات كاملة) – قالها في أحد المؤتمرات الصحفية، وأصيب حينئذ الصحفيون بالذهول - كيف تتحدث بهذه اللهجة والولايات المتحدة قائمة على فكرة توازن القوى، أو توازن السلطات، فلا يكون الرئيس فوق القانون، ولا فوق المؤسسات".

وأوضحت أن "ترامب يتعامل كما لو كان فوق القانون والمؤسسات، فتراه يعطي الأوامر بفصل هذا وعزل ذاك، والإطاحة بهذا من منصبه كما لو كان قد جاء من دول العالم الثالث، وكأن أحدهم أعطاه كتابا بعنوان (كيف تصبح رئيسا لدولة من العالم الثالث) فكأنه يقرأ هذا الكتاب ويطبق ما فيه بشكل منهجي، لذا لا تجده يعترض إطلاقا على أي انتهاكات لحقوق الإنسان، أو أي انتهاكات تتم ضد المعارضة في أي مكان بالعالم، وكأنه يقول لزعماء تلك الدول: استمروا على ما أنتم عليه".

واستطردت "خميس" قائلة: "كنت أتحدث مع إحدى الناشطات من إحدى الدول العربية فقالت إنها اضطرت أن تغادر بلدها عام 2016 وأن تعيش في المهجر، فسألتها عن السبب، فقالت: تولي ترامب الرئاسة الأمريكية هو ضوء أخضر لكل سلطوي أو شمولي أو ديكتاتوري في العالم بألا يراعي أبسط مبادئ حقوق الإنسان".

وأردفت: "نتمنى أن يكون هناك تغيير للأفضل مع الانتخابات القادمة في نهاية عام 2020؛ لأن أربع سنوات أخرى تحت قيادة ترامب سيكون لها تداعيات – للأسف – في منتهى الخطورة وشديدة السوء، سواء على الملفات الاقتصادية أو السياسة الداخلية أو الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية".

وأكملت: "إذا ما حدث هذا التغيير المرجو فستكون هناك إنفراجة بعض الشيء في مواقف الإدارة الأمريكية، على الأقل سيكون هناك خطاب مختلف من الرئاسة الأمريكية قد يكون به نوع من الرفض لانتهاكات حقوق الإنسان، أو الانتهاكات ضد المعارضين، وعمليات تكميم الأفواه، والحد من الحريات حول العالم، بالإضافة إلى محاولة إعادة صورة الولايات المتحدة كدولة ديمقراطية لها هيبتها واحترامها. هذه الصورة التي اهتزت، بل وتشوهت في عيون العالم، أمام الرأي العام الدولي في عهد ترامب".

"د. سحر خميس في سطور"

تعمل كأستاذة للإعلام في جامعة ميرلاند الأمريكية، ومتخصصة في الإعلام العربي والإسلامي ودراسات المرأة، ولها العديد من الكتب والمؤلفات في هذه المجالات، وحاصلة على العديد من الجوائز العلمية والمهنية.

وشغلت سابقا منصب رئيس قسم الإعلام في جامعة قطر عام 2005، وحاصلة على درجة الدكتوراه في الدراسات الإعلامية من جامعة مانشستر البريطانية. وهي أيضا محللة ومعلقة إعلامية في العديد من وسائل الإعلام الدولية.

التعليقات (1)
NNNNNS
الخميس، 08-10-2020 01:38 ص
مبروك لبايدن قلبا وقالبا EL MADHER SALAH