سياسة دولية

CNN: سيناريو مرعب لانتخابات الرئاسة خاصة للسود

مسلحون بيض مؤيدون لترامب- جيتي
مسلحون بيض مؤيدون لترامب- جيتي

مع اقتراب يوم الانتخابات في الولايات المتحدة، يصدر المعلقون تحذيرات مروعة، بشأن الانقلابات المحتملة وأعمال العنف والشغب التي ستعم الشوارع، وعدم تنازل الرئيس دونالد ترامب عن الرئاسة إذا ما خسر. لكن هناك سيناريو آخر يخشاه الأمريكيون من أصول أفريقية - ويبدو أن قلة من الناس يتحدثون عنه-، بحسب ما يذكر الكاتب جون بلاك.

ويوضح بلاك في تقريره على شبكة "سي إن إن"، ترجمته "عربي21"، أن السيناريو الوارد الحدوث هو إذا ما اشتبك رجل أسود مسلح، مع رجل مسلح أبيض في مظاهرة ما وبدأ الرصاص يتطاير في الهواء فإن لمواجهة مثل هذه، أن تقلب السباق الرئاسي، وتعثر حركة حياة السود مهمة، وتؤدي إلى إلغاء الدعم الأبيض للعدالة العرقية، التي ظهرت بقوة خلال احتجاجات جورج فلويد".

وأضاف: "قد يبدو هذا السيناريو غير قابل للتصديق، ولكن مع وجود عدد من الجماعات البيضاء اليمينية المتطرفة والمسلحة، والحركة المتنامية بين الأمريكيين السود الذين يشكلون مجموعاتهم المسلحة الخاصة فإن الأمر يدعو للقلق".

ماذا لو حدث اصطدام بين هاتين الحركتين؟

وكان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريس وراي قد أظهر بعض القلق مؤخراً عندما قال بأنه قلق من الاشتباكات العنيفة التي يمكن أن تحدث بين مجموعات اليسار المتطرف واليمين المتطرف في الاحتجاجات العرقية.

ومع أنه ليس كل المجموعات السوداء تتسلح لتتحدى المجموعات البيضاء الأهلية. يقول الكثيرون بأنهم شكلوا مجموعات متنوعة لعدة أسباب أهمها: حماية المتظاهرين، والتأكيد على حقوقهم في التعديل الثاني، وحماية مجتمعاتهم من ضباط الشرطة الفاسدين وكذلك من المتعصبين البيض.

وقال أحد الأعضاء إن السود "لا يمكن أن يجلسوا مكتوفي الأيدي ينظرون إلى عائلاتهم وهم يقتلون". حتى السود غير المتحالفين مع هذه الجماعات يقومون بتسليح أنفسهم. وأبلغت منظمات الأسلحة السوداء عن زيادات هائلة في العضويات لامتلاك أسلحة، بالإضافة إلى تزايد عدد النساء السود اللواتي اشترين بنادق.

 

إقرأ أيضا: بايدن ينشر إقراراته الضريبية لعام 2019 ويطالب ترامب بفعل ذلك


وقال العديد منهم إنهم انضموا إلى هذه الجماعات بعد حوادث قتل السود التي انتشرت على أيدي العنصريين البيض.

ويقول بلاك إن "قسا أسود صدمني عندما أخبرني أنه كان يفكر في الحصول على سلاح بسبب تزايد العنصرية، وكذلك العديد من رفاقه القساوسة. أخبرني صديق مؤخراً أنه يخزن مجموعة من الأسلحة، وقال خلال مكالمة هاتفية "لن أعود للعبودية"، مؤكدا لجوء السود إلى البنادق والأسلحة وسط التوترات العرقية المتصاعدة ليست بالأمر الجديد.

وفي أواخر القرن التاسع عشر شجعت الصحف السوداء السود على تملك السلاح لحماية أنفسهم من البيض. كما قام قادة سود مثل فريدريك دوغلاس وإيدا بي ويلز بتسليح أنفسهم. حتى مارتن لوثر كينغ جونيور كان أحد المستشارين يصف منزله بأنه "ترسانة" من الأسلحة. إلا أنه في نهاية المطاف تخلى عن الأسلحة وألزم نفسه بمنهجية اللاعنف.

ويقول: "بشكل عام، ينظر إلى الرجل الأبيض الذي يحمل سلاحاً في الأماكن العامة على أنه وطني، أما الرجل الأسود فينظر إليه على أنه سفاح. ومثلما قال الكوميدي هيغلي ذات مرة، هذه هي المعايير المزدوجة التي عاش الأمريكيون السود تحت ظلها لفترات طويلة".

وتابع: "أعلم أنه من المفترض أن تكون هذه أمريكا الجديدة، وربما تكون احتجاجات "حياة السود مهمة" الأكبر من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة. حيث وقف عدد لا يحصى من المتظاهرين البيض جنباً إلى جنب مع المتظاهرين السود في الشوارع. واتخذت العديد من الشركات والفرق الرياضية مواقف من أجل العدالة العرقية. لأول مرة في تاريخ الأمة قد يكون لدى الولايات المتحدة ما يسميه أحد الكتاب "أغلبية مناهضة للعنصرية".

ولكن صورة واحدة لشخص أسود يحمل سلاحاً قد تمحو الكثير من المكاسب. ومثلما أثار فيديو جورج فلويد حركة حياة السود مهمة، يمكن أن يؤدي الفيديو الخطأ إلى إيقافها.

وقال: "قد يكون تأثير رد الفعل العنيف أسوأ، خاصة بعد استخدام الرئيس ترامب لغة عنصرية لتعبئة قاعدته. مما دفع السائقين إلى مهاجمة حشود المتظاهرين السلميين بسياراتهم. ويحذر البعض الآن من أن البلاد "تتجه نحو العنف السياسي" الذي يهدد الديموقراطية نفسها".

وتابع: "أنا لا أطلب من أصحاب الأسلحة السود نزع أسلحتهم. ولكن وكما يقول المؤرخ كوترول إنه لا ينبغي للسود أن يتخلوا عن حقوق التعديل الثاني بسبب مخاوفهم من رد فعل بعض البيض، ويسأل: "هل ستجعل حقك للبقاء على قيد الحياة مرهوناً بتصور الآخرين؟".

ولكن ما يخيفني هو سؤال آخر: "ماذا سيحدث إذا ما أصدرت مجموعة من الحراس السود تحدياً، ولكن هذه المرة هناك مجموعة من البيض مستعدون لقبول التحدي؟".

التعليقات (0)