صحافة دولية

ماذا يجب أن تفعل إن قمت بضرب ابنك؟

​ ونبهت المجلة إلى أن الضرب قد يؤدي لمفارقة بيولوجية ضارة- لافغوارديا
​ ونبهت المجلة إلى أن الضرب قد يؤدي لمفارقة بيولوجية ضارة- لافغوارديا

نشرت مجلة "بارنتس" الأمريكية تقريرا، استعرضت فيه قائمة بأهم النصائح التي من شأنها أن تساعد الوالدين على التصرف بشكل مناسب في حال أقدم أحدهما على ضرب الطفل.


وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الضرب ليس من أشكال التربية التي يُنصح باعتمادها مع الأطفال، لكن قد يقع أحد الوالدين في هذا الخطأ، خاصة في الأوقات العصيبة. ومع تنامي الخوف والعزلة الاجتماعية والصعوبات الاقتصادية التي تواجهها العديد من العائلات نتيجة جائحة فيروس كورونا، زادت الخلافات المنزلية.


ووجد باحثون من جامعة ميشيغان أن الإجهاد الناجم عن الجائحة قد أثر على العائلات، وتسبب في إثارة المزيد من المشاكل في المنزل.


وقد أظهر استطلاع أجري عبر الإنترنت في آذار/ مارس 2020، أن واحدا من كل خمسة آباء ضرب طفله مرة واحدة على الأقل في الأسبوعين السابقين. وقال 12 بالمئة من الآباء إنهم فعلوا ذلك أكثر من مرتين، بينما أقرّ أربعة من أصل عشرة آباء بأنهم صرخوا بضع مرات أو أكثر على أبنائهم في الفترة ذاتها.


وذكرت المجلة أن هذه الأوقات عادة ما تكون صعبة على الوالدين، ذلك أنه من الطبيعي أن تؤدي التوترات الناجمة عن الخوف من فقدان الوظيفة أو عدم القدرة على العثور على حضانة للأطفال أو تحمل تكاليفها، وحتى التعايش مع المدارس الافتراضية، إلى استخدامهما أساليب تأديبية غير مقصودة. وفي الواقع، يقول الخبراء إن هناك طرقا للتعامل مع ذلك.


كيف يؤثر الضرب على الأطفال؟

 
تعارض الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الضرب وتوصي الآباء باستبداله باستراتيجيات تأديب فعالة، مثل الإشادة بالسلوكيات الجيدة وتجاهل السيئة منها، مع الحرص على التحلي بالسلوكيات الجيدة لتكون نموذجا يحتذى به بالنسبة لطفلك.

 

اقرأ أيضا: إليك السبب الذي يجعل الأطفال والحيوانات ينامون لفترات طويلة

وأشارت المجلة إلى أن ضرب الطفل يمكن أن يكون نتيجة شعور الوالدين بالإحباط، خاصة في ظل الضغوط التي يواجهونها اليوم، ولكن تأثيراته لا تقتصر على الألم الموضعي فحسب.


حسب عالم الأعصاب مايكل ميرزنيتش، يمكن أن يؤثر ضرب الأطفال سلبا على نموهم، وبالتحديد على الوظائف التنفيذية بالنسبة للأطفال الأصغر سنا، والمهارات المعرفية التي تشمل الذاكرة والتفكير المرن وضبط النفس. ويضيف الدكتور ميرزنيتش أن التوتر الناجم عن التعرض للضرب "يؤدي إلى هيمنة الاستجابة العاطفية للطفل مقابل إبطاء الاستجابة التنفيذية، وبذلك يفقد السيطرة".


ونبهت المجلة إلى أن الضرب قد يؤدي لمفارقة بيولوجية ضارة أوضحها الطبيب النفسي دان سيغل، تتمثل في الارتباك الذي يحصل له نتيجة تلقي دماغه إشارة تدعوه إلى الهرب حتى لا يتعرض للأذى مقابل إشارة أخرى تدعوه إلى الاقتراب من الشخص الذي يرعاه. بعبارة أخرى، إن ضرب طفلك يعلمه الاستمرار في التماس الحب من الأشخاص الذين يؤذونه، ولا يوجد آباء يريد ذلك لأبنائهم.


كيف تتجنب ضرب أطفالك؟

 
تطرقت المجلة إلى الطرق التي ينصح بها الخبراء لتفادي الوالدين الوضعيات التي تدفعهم إلى صفع أطفالهم. ويكمن مفتاح ذلك في تعلم سبل التحكم في العواطف لتجنب الوصول لمرحلة تعنيف الطفل.


نقلت المجلة عن الدكتور ميرزنيتش أنه "عندما تغضب، يرتفع نشاطك العقلي ليبلغ ذروته لمدة دقيقة إلى ثلاث دقائق. وأبسط ما يمكن لأي أحد القيام به في هذه الحالة هو إعداد النفس للتمهل عند الشعور بالغضب. انس الأمر لوهلة، واجعل من ذلك عادة. من شأن ذلك تغيير كل شيء. ستعمل هذه العادة على تغيير اللوزة الدماغية لديك (الجزء المسؤول عن العاطفة والسلوك)".

 

اقرأ أيضا: 6 أنواع من الولادة وخصائصها.. تعرفي إليها

وأضافت المجلة أن إيجاد طرق لتهدئة نفسك بشكل منتظم فكرة سديدة. في هذا الصدد، يقترح الدكتور ميرزنيتش ممارسة التأمل. والقيام بذلك مع بقية أفراد العائلة يعزز الترابط بينكم، ويخفف من التوتر، وبإمكانه أيضا مساعدة الأطفال على فهم أفكارهم ومشاعرهم، ليصبحوا أكثر قدرة على التحكم فيها أيضا. وإذا كان التوتر هو سبب فقدان الأب أو الأم لأعصابهما، فعليهما البحث عن طريقة للتخفيف منه، مثل طلب المساعدة من بعضهما وتقسيم المهام.


ما الذي عليك فعله إذا ضربت طفلك؟

 
حذرت المجلة من الهلع، لأن هناك طرقا للمضي قدما بطريقة إيجابية. ويقول الخبراء إنه على الأب أو الأم الاعتراف أولا بما حدث من أجل إصلاح العلاقة مع الطفل. وحسب الدكتور سيغل "فإن كل ضربة توجهها لطفلك جسيمة، لذا عليك الاعتراف بخطئك، ثم تأكد من مناقشة ما حدث مع طفلك ومواساته. تحدث إلى طفلك عما شعر به. ثم عانقه، وتواصل معه وفقا لمستواه وطمئنه".


إن لم تعلم ما تقوله لطفلك، اقترحت ترينا غرين براون، الكاتبة والناشطة ومؤسسة جمعية "التربية من أجل التحرير" قول عبارات من قبيل: "أدركت أن ما فعلته قد آذى مشاعرك. أنا آسف، ما كان ينبغي عليّ أن أفعل ذلك. دعنا نتفق على كيفية تصرفنا في المستقبل". ومن خلال تحمل مسؤولية أفعالنا، تؤكد غرين براون أننا لا نعلم أطفالنا تحمل مسؤولية أفعالهم فحسب، بل كيفية تحميل الآخرين المسؤولية أيضا.


وأوصت المجلة بطلب مساعدة احترافية إذا وجدت نفسك غير قادر على التحكم في عواطفك، مثل معالج متخصص في إدارة الغضب. وتذكر دائما أن تحب نفسك، وأن جميع الآباء والأمهات يرتكبون الأخطاء، وأن عقولنا قادرة على إحداث تغيير كبير أيضا.

0
التعليقات (0)