طب وصحة

بعد تفشي كورونا الحاد.. هل تتجه "إسرائيل" للتعايش معه؟

الاحتلال فرض الإغلاق التام للمرة الثانية بسبب تفشي كورونا- جيتي
الاحتلال فرض الإغلاق التام للمرة الثانية بسبب تفشي كورونا- جيتي

مع تصاعد وتيرة تفشي وباء كورونا في "إسرائيل" خلال الفترة الماضية، تحدث مسؤول إسرائيلي عن 3 قواعد حديدية أساسية؛ من أجل التعايش مع الوباء العالمي، مقدرا أن العالم سيعيش مع الفيروس ربما لسنوات.  

موجات كورونا

وأوضح البروفيسور شوكي شيمر، رئيس المركز الطبي "أسوتا" والمدير العام السابق لوزارة الصحة الإسرائيلية، أن "العديد من الدول تعيش هذه الأيام "موجة ثانية" من تفشي كورونا، وعدد المصابين الجدد كل يوم يشبه العدد الذي سجل في شهري آذار ونيسان 2020".

ولفت في مقاله بصحيفة "معاريف" العبرية، إلى أن "الدول التي اتبعت الإغلاق الكامل يشاهد فيها هذه الأيام ارتفاعا كبيرا في عدد حالات الإصابة الجديدة كل يوم، بما في ذلك الدول التي كان فيها معدل الوفيات أعلى في الموجة الأولى، مثل؛ فرنسا بلجيكا وبريطانيا".

ورأى شيمر أن "السويد تشكل حالة اختبار مشوقة، ففي هذه الدولة لم يتبع إغلاق عام كجزء من التصدي للفيروس، ومع أن الحكومة أوصت السكان بإبداء المسؤولية عبر العمل من البيت، والامتناع عن التجمهر، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، إلا أنها لم تقيد بشكل رسمي الحركة، ولم تأمر بإغلاق المحلات ومجالات الترفيه".

وأضاف: "في بداية انتشار الوباء، سُجل في السويد عدد عال من الوفيات، بسبب كثرة حالات الوفاة في دور العجزة الحكومي، مع تقدم الوباء، انخفض عدد المصابين والمتوفين هناك، أما اليوم فعدد المصابين والمرضى في السويد هو الأدنى بين كل الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية".

ونوه بأن "الدول المختلفة تتخذ هذه الأيام سياسة مختلفة لمكافحة الفيروس، ولم تتخذ أي دولة في العالم باستثناء إسرائيل الإغلاق العام الكامل للمرة الثانية، فيما تتخذ دول مختلفة في الانفجار الحالي للوباء سياسة قيود محلية وموضعية".

وأوضح أن "حكومات مختلفة في العالم تتخذ جملة واسعة من الخطوات الوقائية، بما فيها فرض واجب لبس الكمامة والغرامة الكبيرة في حالة عدم الطاعة، فرض قيود لزمن طويل (نصف سنة في بريطانيا)، منع التجمهرات (في بريطانيا يسمح بالتجمهر حتى ستة أشخاص فقط)، وسلسلة طويلة أخرى من الخطوات؛ هدفها إبطاء تفشي الوباء، دون فرض الأغلاق الكامل"، منوها بأن "الخط العام الذي يوجه الأمور هو العمل الموضعي، المحلي، منع التجمهر وفرض التعليمات".

قواعد حديدية

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أنه "في معظم الدول عاد تلاميذ المدارس لصفوف التعليم، والعديد من الزعماء أعلنوا منذ الآن أنهم لن يغلقوا مرة أخرى جهاز التعليم، وذلك في ضوء دورها الهام في الحفاظ على حياة المجتمع، كسب القيم وتقليص الفوارق".

ونبه بأنه "يوجد عدد كبير من المتغيرات التي تؤثر على الوفيات بالفيروس، ولا ترتبط بخطوات الحكومة، وهذه متغيرات اجتماعية – ديمغرافية، جينية وجغرافية، مثل العمر المتوسط للسكان، مزايا الإصابة؛ مثل معدلات السمنة الزائدة لدى السكان، الناتج المحلي الخام للفرد والفوارق في الدخل للفرد".

وأكد أن "الخطوات الوقائية كفيلة بأن تكون ناجعة في إبطاء الوتيرة؛ من أجل الامتناع عن وضع تنهار فيه أجهزة الصحة".

 

اضافة اعلان كورونا
وأفاد بأن العديد من الشهادات العلمية في العالم تفيد بوجد احتمال عال أن تكون انفجارات فيروس كورونا موسمية، مثل فيروس الإنفلونزا، وبما يشبه فيروسات كورونا الأخرى، وفي حال ما تحقق هذا السيناريو، سيكون لديه العديد من المعاني البارزة، منها صعوبة فهم طرق انتشار الفيروس، وتغير المناخ سيؤثر على الانفجارات المستقبلية للفيروس، كما أن الموسمية في الانفجارات تعني مزيدا من الإصابات في الشتاء وأقل في الصيف، وهي ذات صلة بتطوير اللقاح أو الوصول لمناعة القطيع.

وفي ختام مقاله بصحيفة "معاريف"، بين أن "المعلومات عن الفيروس، طبيعته وأضراره، لا تزال تدرس"، مقدرا أن العالم سيعيش مع الفيروس "أشهر طويلة وربما سنين".

وخلص إلى أن "الطريق إلى الحياة الطبيعية تمر عبر تعزيز المجتمع، الاقتصاد والصحة معا"، لافتا إلى وجود "ثلاث قواعد حديدية ستساعدنا في ذلك، وهي؛ الحرص على وضع الكمامة، والحفاظ على التباعد، والنظافة الشخصية، منع التجمهرات، وحماية كبار السن، وهذه هي حياتنا في السنة القريبة القادمة، ويجب أن نستوعب ذلك".

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم