ملفات وتقارير

هذه الأهداف الاقتصادية من زيارة الوفد الروسي لدمشق

لافروف زار دمشق لأول مرة منذ 8 سنوات- تويتر
لافروف زار دمشق لأول مرة منذ 8 سنوات- تويتر

أحدثت زيارة الوفد الروسي الأخيرة لدمشق صدى سياسيا واسعا، ركز على الجانب الاقتصادي من المباحثات التي اعتبرها كثيرون أنها تأتي للهيمنة الاقتصادية على ما تبقى في سوريا.

واستنادا إلى التصريحات على هامش الزيارة، فإن الحديث عن البعد الاقتصادي كان طاغيا على المباحثات، حيث أشار رئيس الوفد، نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي يوري بوريسوف، إلى تقديم أكثر من 40 مشروعا جديدا في مجال إعادة إعمار قطاع الطاقة، وعدد من محطات الطاقة الكهرومائية واستخراج النفط من البحر، وهي قيد الدراسة.

وأعرب عن أمله بتوقيع الاتفاقية، التي وصفها بالمهمة، خلال زيارته المقبلة إلى دمشق، معتبرا أن الاتفاقية –التي تنتظر موافقة الأسد- ستضع الأطر الجديدة لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين في السنوات المقبلة.

بدوره، قال رئيس النظام بشار الأسد، إنه حريص على تعزيز الاتفاقات الاقتصادية وصفقات الأعمال مع موسكو، لمساعدة نظامه على تجاوز العقوبات التي تقوض اقتصاده.

 

اقرأ أيضا: لافروف في دمشق لأول مرة منذ 8 سنوات.. يبحث ملفين

وأضاف خلال اجتماعه مع الوفد الروسي أنه "يريد أن يرى نجاح الاستثمارات الروسية في قطاعات رئيسية بالاقتصاد كان قد جرى الاتفاق عليها في السابق".

ودفعت تلك المعطيات أعلاه، بعدد من المراقبين إلى اعتبار الزيارة على أنها تحرك روسي يهدف إلى "التحكم الكامل بما تبقى من اقتصاد سوري"، لاسيما في مجالات النفط والغاز والاتصالات، وفق ما صرحوا به لـ"عربي21".

شرق الفرات

 
وفي قراءته لأبعاد الزيارة، أشار المراقب الاقتصادي والمفتش المالي المنشق عن النظام، منذر محمد، إلى ما نقلته مصادر عن تعليمات روسية وصلت للأسد، بخصوص ملف النفط في شرق سوريا، وقال: "نستطيع القول إنها تعليمات صارمة، مفادها أن على الأسد التوصل إلى اتفاق مع "قسد" تحت أي ثمن، إذ تحاول روسيا سحب البساط من تحت أقدام الوجود الأمريكي في الشرق السوري".

وقال لـ"عربي21": "تراهن روسيا على الانقسام داخل قسد، بين تيار يوالي الولايات المتحدة، وآخر يواليها والنظام السوري، وهذا ما توضح من خلال خروج أصوات تنتقد الاتفاق النفطي الذي وقعته قسد مع شركات أمريكية، وهي أصوات صدرت عن شخصيات قيادية في التنظيم، لزيادة نفوذه على حساب النفوذ الأمريكي". 

وفي السياق ذاته، قال الكاتب الصحفي زياد الريّس، في حديثه لـ"عربي21": إن "الوفد الروسي حمل معه تعليمات جديدة للأسد، حول كيفية التعامل مع منطقة شرق الفرات الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)".

واستنادا إلى مصادر من دمشق، أكد أنه بعد الاتفاق الأخير الذي وقعته "قسد" مع "منصة موسكو" برئاسة قدري جميل، بدأت روسيا بشكل جاد باختراق مناطق "قسد"، والزيارة ركزت على الخطة الروسية للتعامل مع هذا الواقع.

والجانب الآخر الذي لا يجب إغفاله، وفق الريّس، أن الزيارة تأتي لمعاينة ما تبقى من فرص استثمارية في سوريا، كاشفا عن تطلع روسيا إلى الهيمنة على سوق الاتصالات الخلوية، بعد سيطرة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، على شركة "سيرتل" المملوكة لابن خاله رامي مخلوف، وكذلك إبداء شركة "MTN" للاتصالات الخلوية الأم، رغبتها بالخروج من السوق السورية.

 

اقرأ أيضا: لافروف ينفي نقل مرتزقة وأسلحة من "حميميم" إلى ليبيا

وبحسب مصادره، فإن روسيا ستبدأ قبل نهاية العام الجاري، بالدخول فعليا في سوق الاتصالات الخلوية السورية.

"تابع اقتصادي"

 

وليس من المبالغة القول، من وجهة نظر الريّس، إن الزيارة "تؤذن بتحويل الاقتصاد السوري بشكل كامل إلى اقتصاد تابع لروسيا"، وفق تعبيره.

وزاد بقوله: "لن يستطيع الأسد بعد اليوم القيام بأي فعل اقتصادي أو تجاري أو استثماري، دون موافقة روسيا".

تحسين أداء النظام

وفي قراءة أخرى لأهداف الزيارة، أعرب المعارض السوري، لؤي حسين عن اعتقادة بأن الغرض منها إتمام ترتيبات سياسية في بنية النظام السوري بهدف تحسين أدائه تجاه الأزمات التي تعانيها سوريا خاصة الأزمة المعيشية التي باتت تهدد بنية المجتمع السوري.

وقال على "فيسبوك": "أظن أن القيادة الروسية باتت تلاحظ بوضوح إخفاق الرئيس الأسد في التعاطي مع هذه الأزمات، وأن هذا يحتاج من روسيا لتقديم بعض النصائح لتحسين أداء النظام".

التعليقات (0)