ملفات وتقارير

هل ينجح بومبيو بعقد مؤتمر للتطبيع.. ما علاقته بحملة ترامب؟

قال مراقبون إن "زيارة بومبيو جزء من الحملة الانتخابية التي تصور ترامب على أنه نجح بتحقيق السلام"- جيتي
قال مراقبون إن "زيارة بومبيو جزء من الحملة الانتخابية التي تصور ترامب على أنه نجح بتحقيق السلام"- جيتي

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن أحد أهداف زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إلى منطقة الشرق الأوسط، والتي تضمنت عددا من الدول العربية، هو الترتيب لعقد مؤتمر إقليمي تحت رعاية الولايات المتحدة، بحضور عربي وإسرائيلي.


وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن المؤتمر من المقرر أن يعقد في إحدى الدول الخليجية، وتحديدا في الإمارات، زاعمة أن هناك دولا عربية أعطت موافقة مبدئية على المشاركة، وهي البحرين والسودان وسلطنة عمان والمغرب وتشاد.


وتأتي جولة بومبيو للمنطقة بعد إعلان اتفاقية تطبيع بين أبو ظبي والاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية، وسط مساعٍ لحث دول عربية أخرى على السير في الطريق ذاته، إلى جانب رغبة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق "إنجازات" تسبق انتخابات رئاسة البيت الأبيض المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

 

الصراعات الحزبية


وتطرح تحركات وزير الخارجية الأمريكي تساؤلات عدة، أبرزها: هل سينجح في عقد مؤتمر للتطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية؟ وما علاقة هذه الزيارة بحملة ترامب الانتخابية؟ وكيف ستنعكس على السباق الانتخابي بالولايات المتحدة؟


بدوره، يصف المحلل السياسي جو معكرون زيارة بومبيو بأنها "مناورة انتخابية"، تحاول البناء على التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، لانتزاع قرارات مشابهة من الخليج والسودان، بهدف تسجيل نقاط انتخابية، ضمن استراتيجية ترامب لبناء تحالف عربي- إسرائيلي ضد إيران.


ويؤكد معكرون في حديثه لـ"عربي21" أن بومبيو كسر تقاليد عدم تدخل وزراء الخارجية في الصراعات الحزبية، عبر إلقاء خطاب أمام مؤتمر الجمهوريين، ما يعكس تسييس مهمته الرسمية، التي يفترض أن يقوم بها نيابة عن كل الأمريكيين.


ويتابع قائلا: "يبدو أن حلفاء ترامب داخل الإدارة مكرسون حاليا بشكل كامل، لضمان فوزه بولاية ثانية".

 

وحول إمكانية عقد مؤتمر إقليمي للتطبيع، يستبعد معكرون ذلك لسببين، الأول "ضمان حضور تمثيل عربي رفيع المستوى إلى جانب نتنياهو غير ممكن حاليا"، والثاني "هناك حسابات لهذه الدول العربية المعنية، قد تتعارض مع جدول أعمال ترامب الانتخابي".

 

اقرأ أيضا: NYT: هذا سر توقيت جولة بومبيو بالشرق الأوسط


وينوه إلى أن المؤشرات الأولية الآتية من السودان، هي التمهل في مسار التطبيع مع إسرائيل، والتركيز حاليا على رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، معتقدا أن "الموقف السعودي أيضا يبدو متريثا كما أوحت أجواء زيارة بومبيو إلى البحرين".

ويرى معكرون أن "الدول العربية المعنية لن تبيع ترامب تطبيعا شاملا مع إسرائيل، قبل الحصول على شيء ما، وقبل التأكد من نتائج الانتخابات الأمريكية، التي تشهد تعثرا لترامب في استطلاعات الرأي حتى الآن على الأقل".


ويستكمل بقوله: "يبدو أن الدول الخليجية المعنية لا ترغب بالتنازل أكثر من التطبيع الإماراتي، لكن ضغوط بومبيو قد تؤدي إلى تسريع أشكال أخرى من إجراءات التطبيع الضمنية مع إسرائيل".

 

"إخراج مسرحي"


وبشأن انعكاس مخرجات زيارة بومبيو على فرص فوز ترامب بالانتخابات، يقول معكرون إن "هذه الزيارة بإخراجها المسرحي تستهدف بشكل أولي الناخب الإنجيلي، أي الكتلة الأبرز في قاعدة ترامب"، مستدركا: "خطوة بومبيو قد تؤدي إلى نفور بين اليهود الأمريكيين الذين لديهم هواجس من محاولات ترامب تحويل دعم إسرائيل إلى قضية حزبية، بدل إبعادها عن الصراعات الداخلية الأمريكية".


ويضيف قائلا: "الاستعراض السياسي الذي قام به بومبيو، لن يزيد فرص ترامب الانتخابية، لأن أولويات الناخب الأمريكي تبقى القضايا المحلية"، بحسب تقديره.


ويتفق المحلل السياسي نصير العمري مع معكرون قائلا: "زيارة بومبيو تندرج في محاولات ترامب لإظهار إدارته على أنها قامت بدعم إسرائيل، وبتدعيم العلاقات العربية الإسرائيلية، وهذا كله يصب في أمن تل أبيب"، مضيفا أن "هذا جزء من الحملة الانتخابية التي تصور ترامب على أنه نجح في تحقيق السلام بالمنطقة".

 

اقرأ أيضا: سلطان عمان يستقبل بومبيو في زيارة غير مجدولة (شاهد)

ويضيف العمري في حديثه لـ"عربي21": "لكن هذا يتنافى مع الواقع، حيث أن القضية الرئيسية لم تحل، وهي قضية الصراع العربي الإسرائيلي والحقوق الفلسطينية"، موضحا أن "هذا جانب دعائي يعمل عليه ترامب خاصة في هذه الأيام، التي تشتد فيها الحملة الانتخابية".


ويشير إلى أن "حظوظ ترامب أصبحت مهددة بسبب ما يصوره الديمقراطيون، على أنه فشل في السياسة الخارجية، والتسبب بعزلة للولايات المتحدة"، معتبرا أن اجتماعات بومبيو الأخيرة "تأتي في إطار التنسيق الأمريكي مع العرب وإسرائيل، بهدف عزل إيران ووقف التمدد الروسي والصيني بالمنطقة".


ويؤكد العمري أن "الناخب الأمريكي لا يصوت على أساس السياسات الخارجية، ونسبة هذه الفئة قليلة جدا، وترامب يريد أن يظهر أنه حقق نجاحا، ولكن ذلك لن يؤثر على الناخب"، منوها في الوقت ذاته إلى أن "هناك فئة من قاعدة ترامب الانتخابية يريدون أن يكون داعما قويا لإسرائيل".


ويتابع: "ترامب يحاول أن يحافظ على هذه الفئة التي بدأت تتآكل، لكن بنفس الوقت هذه المحاولات لن تنجح في إقناع المترددين والمستقلين في إعادة انتخاب ترامب"، على حد قوله.


وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية انتقدت زيارة بومبيو للمنطقة، معتبرة أنه "يخلط فيها بين الدبلوماسية والسياسة الحزبية"، لافتة إلى أن بومبيو جعل زيارته للاحتلال الإسرائيلي منطلقا لخطابه للحزب الجمهوري، في خرق واضح للتقاليد التي تمنع الخلط بين ما هو دبلوماسي وحزبي.

 
التعليقات (0)