قضايا وآراء

هكذا انتصرت على الخديعة الإنجليزية

عدنان حميدان
1300x600
1300x600
أفتخر لأنني كمواطن عربي مقيم في بريطانيا يقظ لكل محاولات الإنجليز الماكرة ومؤامراتهم الدنيئة؛ حيث يتحايلون علينا بأمور كثيرة لجعلنا نعتقد أن الإقامة بين ظهرانيهم أقرب للإسلام من بلادنا! تخيلوا مثلا أنهم كل عام يرسلون لي مبلغا من المال بحجة أنني مواطن ملتزم بدفع الضرائب وأنهم متعاطفون معي، حيث يشعرون أني دفعت أكثر من الواجب عليّ تجاه الدولة، باعتباري متزوجا ولدي أطفال ويقومون (بخبث ومكر) بإرجاع مبلغ مجز لي سنويا دون أن أطلب!

بل إنهم أرسلوا هدية مالية عندما جاءنا مولود، وكذلك زارتنا عدة مرات مندوبة من قبلهم تعتني بزوجتي وتساعد في العناية بالمولود!

وتستمر محاولاتهم الماكرة ويقولون إذا ما عندك مال كاف نساعدك في شراء منزل جديد بنسبة 40 في المئة، ونسامحك بحصتنا في أول خمس سنوات، وإذا قررت أن تبيع فنحن شركاؤك بالغنم والغرم، حيث نسبتنا تبقى كما هي.. إذا ربح البيت نأخذ حصتنا، وإذا خسر أيضا نقبل حتى لو كان الرقم أقل من الذي دفعناه؟!

وفي المدرسة خصصوا مصلى، وهناك صلاة جمعة وطعام حلال، بس لا تخافوا أنا صاح لمؤامراتهم ولا يمكن أن يغريني ذلك عن أجواء بلادي.

لا شك أن تجربتي كانت صعبة في مسألة التدخين باعتباري معاديا شديدا له، حيث تمنع بريطانيا التدخين في الأماكن العامة والمغلقة حتى لو كان داخل بيتك، وهذا يسعدني جدا. وقد كدت أضعف أمام هذا الإغراء الكبير، ولكني عدت واستجمعت قواي وتذكرت رحلاتي الماتعة في الحافلات العامة في معظم بلادي العربية، حيث التدخين يملأ الأجواء، ورحت أستحضر الأعراس التي حضرت في الصالات المغلقة وكيف كانت سحب الدخان تغطي المكان، وقلت: سرطان الوطن ولا صحة لندن.

كله كوم وقصتي مع شرطي التفتيش في المطار كوم ثاني، هُو يقوم بعمله بشكل اعتيادي وأنا مصدوم أتأمل فيه من فوق لتحت، وأحتار بين لحيته الطويلة وبنطال العمل الرسمي المثني من تحت.. نعم شرطي بريطاني سلفي يقصر بنطاله ويطيل لحيته، وهو معني بتفتيش المسافرين قبل الصعود للطائرة! لكن أيضا هذه الحيلة الإنجليزية لا تنطلي عليّ، ومهما فعلوا فلندن تبقى لندن، يكفيها أنها عاصمة الاستعمار العالمي.

صحيح أنه في كثير من دولنا العربية ممنوع إطالة اللحية أو تقصير الثوب على رجل الشرطة، فضلا على صعوبة قبول شخص سلفي متدين بهذا العمل، فإننا عربيا نساعد الشخص المتدين على التفرغ للعبادة وعدم إضاعة وقته في مهن دنيوية أو حكومية، ناهيك عن كونها أمنية.

حتى الابتسامة العريضة على محيا موظف ختم الجوازات في مطار هيثرو لا تخدعني، وَلَن تجعلني أنسى أجواء الصرامة والخوف التي أعيشها في مكاتب الجوازات داخل مطارات الدول العربية وأنا أدخل في لعبة مع نفسي.. سيتم تأخيري أو لن يتم تأخيري.. سيصادرون جوازي أو لن يصادروه، وهكذا.

والحقيقة أن هذا يجعل المرء يشعر بهيبة الدولة وجدية رجال الشرطة وهم عابسو الوجه، حازمون في تعاملهم ولا يضحكون إلا للفتيات الجميلات خوفا على صحتهن النفسية.

ففي بلدي العربي تعيش هيبة الدولة لحظة وصولك للمطار، وليس ما يضحك الإنجليز علينا بِه من ابتسامات جميلة يوزعها العاملون في المطارات، ابتسامات أفقدت الدولة هيبتها.

وأحب طمأنتكم أنني أستحضر في كل زيارة لمتاحف بريطانيا كيف سرقوا تراثنا وحضارتنا ومتاحفنا، حتى باتت بلادنا شبه خالية من المتاحف سوى تلك المتاحف التي تمجد زعماءنا.

حتى أن كثيرين يعتقدون أنهم يحبوننا، خصوصا عندما يسمعون جماهير ليفربول تهتف لمحمد صلاح قائلة: مو صلاح مو صلاح، وهذه خدعة أخرى، فهم لا يهتفون له، وإنما يقولون مو صلاح، أي لا نريد صلاح، هم يريدون الفساد ويهتفون له، والحمد لله أنني منتبه لهم ولمؤامرتهم.

وقد يقول أحدهم لماذا تقيم بينهم ما دمت تعرف ذلك عنهم؟ أقول: أفعل ذلك حتى أفضحهم وأشجع أصدقائي من العرب على القدوم لبريطانيا والاستقرار فيها ورؤية تلك الخدع بأم أعينهم، وأخطط لإقامة حفلات جماعية تغني لحكامنا وتميز دولنا العربية، مع بقائنا طبعا في لندن.. فهيا يا أصدقاء هلموا للإقامة معي في الغرب حتى نفضح مؤامراتهم علينا.

(مقال ساخر)
التعليقات (0)