صحافة دولية

NYT: هذا سر توقيت جولة بومبيو بالشرق الأوسط

جدل حول خطة بومبيو مخاطبة مؤتمر الحزب الجمهوري من المدينة الفلسطينية المحتلة- جيتي
جدل حول خطة بومبيو مخاطبة مؤتمر الحزب الجمهوري من المدينة الفلسطينية المحتلة- جيتي

علقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على جولة وزير الخارجية، مايك بومبيو، في الشرق الأوسط، معتبرة أن يخلط فيها بين الدبلوماسية والسياسة الحزبية.

 

واعتبر تقرير أعدته "إزابيل كيرشنر"، وترجمته "عربي21"، أن جولة بومبيو التي تستمر خمسة أيام تهدف بالأساس لمناقشة السلام والأمن الإقليمي، ولكنه يريد في الوقت نفسه جعل القدس المحتلة منطلقا لمخاطبة المؤتمر القومي للحزب الجمهوري.

 

وأضاف التقرير أن طائرة بومبيو حطّت لدى الاحتلال الاثنين، في بداية جولة بالشرق الأوسط، أثارت الجدل حتى قبل انطلاق أولى فعالياتها.

 

فقد كان بومبيو، بحسب الصحيفة، واضحا في التأكيد على جعل زيارته للاحتلال منطلقا لخطابه للحزب الجمهوري، في خرق واضح للتقاليد التي تمنع الخلط بين ما هو دبلوماسي وحزبي.

 

وبالنسبة للرئيس دونالد ترامب وأنصاره من الإنجيليين فلا يوجد مكان يثير اهتمامهم بقدر ما تثيره القدس المحتلة.

 

وفي تغريدة له على تويتر، كشف بومبيو عن ذلك المخطط، وبعد وصوله التقى مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

وكانت من أكثر قرارات ترامب إثارة للجدل اعترافه بالقدس كعاصمة للاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها متلاعبا بسياسة تقليدية في واشنطن.

 

وفي الوقت الذي أثير فيه جدل حول خطة بومبيو مخاطبة مؤتمر الحزب الجمهوري من المدينة الفلسطينية المحتلة، أوضحت وزارة الخارجية أن الخطاب سيكون بصفته الشخصية.

 

وقالت: "لن يتم استخدام أي مصدر من مصادر الخارجية ولا طاقمها في التحضير لتعليقاته أو حتى الترتيب لظهوره. ولن تتحمل وزارة الخارجية التكلفة في ما يتعلق بظهوره".

 

ولكن ويندي شيرمان التي عملت مساعدة لوزير الخارجية في عهد باراك أوباما قالت إن الخطة لتسجيل الخطاب في القدس "غير مسبوقة وخطأ".

 

وكتبت تغريدة قالت فيها: "في وقت يعاني فيه الشرق الأوسط من وضع أمني صعب يجب ألا تكون القدس جزءا من أدوات المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري. ويجب ألا يقوم وزير الخارجية بومبيو بتشويه سمعة وزارة الخارجية".

 

اقرأ أيضا:  بومبيو يطمئن نتنياهو بشأن مبيعات الأسلحة للإمارات

 

وقالت هالي سوفير، المديرة التنفيذية للمجلس الديمقراطي اليهودي الأمريكي والمستشارة السابقة لشؤون الأمن في حملة السناتورة كاميلا هاريس، المرشحة الديمقراطية لمنصب نائبة الرئيس، إن خطط بومبيو "غير مسبوقة وغير أخلاقية".

 

وأضافت: "مرة أخرى يستخدم ترامب إسرائيل لتسجيل نقاط سياسية".

 

وبالنسبة لبومبيو ونتنياهو، وفق الصحيفة، تمثل الزيارة فرصة للحديث عن الإنجاز الدبلوماسي الأخير الذي رعته إدارة ترامب وعقد اتفاق سلام بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي.

 

وفي خطاب متلفز، الاثنين، ظهر نتنياهو في مزاج من يخوض حملة لانتخابات مقبلة بعد عدة أشهر، وقال إن الاتفاق مع الإمارات فتح "عهدا جديدا للسلام في الشرق الأوسط" وأنه سيناقش توسيع "دائرة السلام" في لقائه مع بومبيو.

 

وقال: "حسب تقييمي فهناك دول أخرى، في المستقبل غير البعيد".

 

وتشمل جولة بومبيو زيارة للإمارات، والبحرين والسودان الذين أظهروا ميلا لتحسين العلاقات مع إسرائيل، وفق "نيويورك تايمز".

 

وأشارت الخارجية في بيانها للقاء بومبيو مع رئيس الحكومة السودانية الانتقالية، عبد الله حمدوك ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، لمناقشة الجهود الأمريكية لدعم الحكومة المدنية وللتعبير عن الدعم "لتعميق العلاقات السودانية – الإسرائيلية".

 

وجاء في البيان أن "التزام الولايات المتحدة بالسلام والأمن والاستقرار في إسرائيل والسودان وبقية دول الخليج لم يكن أقوى منه في ظل قيادة الرئيس ترامب".

 

وعن محادثاته مع قادة الاحتلال الإسرائيلي، ذكر بيان الخارجية أن النقاشات ستتركز على دور إيران "الخبيث" بالمنطقة، وتعميق وبناء علاقات الاحتلال في المنطقة، وحماية اقتصاده.

 

وتقول الصحيفة إن التقاطع ما بين السياسة الأمريكية والإسرائيلية محفوف بالمخاطر كما أن خطاب بومبيو إلى المؤتمر الجمهوري من القدس "سيمثل ضربة للعلاقات الخارجية في ظل تراجع شعبية الحزب الذي كانت إسرائيل تعتبره أهم رصيد مشترك".

 

وتميزت علاقة نتنياهو بالتقلب مع الرئيس باراك أوباما، واتهم الأخير رئيس وزراء الاحتلال بالتدخل في انتخابات عام 2012 لدعم المرشح الجمهوري ميت رومني.

 

وقبل انتخاب ترامب أصرت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على ضرورة حل موضوع القدس من خلال المفاوضات بين طرفي الصراع.

 

لكن خطوة ترامب أدت لقطع الفلسطينيين علاقاتهم مع واشنطن، ورفضوا خطته للسلام التي كانت متحيزة لصالح إسرائيل.

 

وعاد ترامب لاعترافه بالقدس في تجمع انتخابي عقده مؤخرا بولاية ويسكونسن، قائلا: "هذا من أجل الإنجيليين.. لقد كانوا أكثر ابتهاجا من الشعب اليهودي.. صحيح، أمر لا يصدق".

التعليقات (1)
عبد الله
الإثنين، 24-08-2020 08:46 م
الوضع باختصار ان الامارات عزمت اميركا والإمارات على مائدة كبيرة، وعند الحضور سخرت اسرائيل الولايات المتحدة لجلب العشاء للحضور، الإمارات ظلت تقف وعينها على المائدة لكن اسرائيل لم تسمح لها بمد يدها لتناول اي قطعة لحم من المائدة، وبقت الامارات تنظر وكلما مدت يدها صفعتها اسرائيل، وحتى العظام اعطوها للكلاب ولم يعطوها للإمارات. بالنهاية اسرائيل تسخر اميركا لخدمتها والإمارات لمسح حذائها أمام العالم.