ملفات وتقارير

لهذا تسعى روسيا لزيادة حضورها بين عشائر دير الزور بسوريا

كثفت وكالات إعلام روسية مؤخرا من استضافة وجهاء عشائر من مناطق دير الزور
كثفت وكالات إعلام روسية مؤخرا من استضافة وجهاء عشائر من مناطق دير الزور

بينما يستمر التوتر في ريف دير الزور الشرقي بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، تخطط روسيا لزيادة حضورها في المنطقة، مستخدمة لذلك العديد من الوسائل، منها "لجان المصالحات"، للتغلغل ضمن بنية العشائر.

وحسب مصادر "عربي21"، تسعى روسيا لتأجيج التوتر من خلال دفع عشائر عربية إلى رفض الدعوات للتسوية مع "قسد"، لخلط الأوراق، وسط آمال بالوصول إلى مناطق إنتاج النفط،.

وكثفت وكالات إعلام روسية مؤخرا من استضافة وجهاء عشائر من مناطق دير الزور، بغرض تسليط الضوء على ما يجري من توترات في مناطق سيطرة "قسد"، لزيادة تأليب العشائر، ودفعها إلى الانتفاض بوجه "قسد" و"التحالف الدولي".

تأليب العشائر

وقال مصدر محلي لـ"عربي21" إن التحركات الروسية من خلال ما يعرف بـ"لجان المصالحات" في مناطق سيطرة "قسد" باتت واضحة للجميع، مشيرا في هذا السياق إلى رفض "قبيلة البكارة" تسليم السلاح الذي تمت مصادرته من عناصر "قسد" قبل أيام في بلدة "جديد بكارة".

وأوضح طالبا عدم الكشف عن اسمه، أن وجهاء القبيلة رفضوا طلبا أمريكيا بإعادة الأسلحة إلى عناصر "قسد" الذين تم طردهم من المنطقة من قبل الأهالي، على خلفية التوترات التي عمت ريف دير الزور الشرقي بعد حادثة اغتيال الشيخ مطشر الهفل، أحد شيوخ "قبيلة العكيدات".

 

اقرأ أيضا: "قسد" تشن حملة مداهمات شرق دير الزور بعد احتجاجات ضدها

وحسب المصدر فإن روسيا حرضت وجهاء "قبيلة البكارة" على عدم الاستجابة للمطالب الأمريكية بالتهدئة.

من جانبه، أكد مدير موقع "الخابور" إبراهيم الحبش لـ"عربي21" أن وجهاء "قبيلة البكارة" رفضوا تسليم 65 بندقية آلية، كان أبناء القبيلة قد استحوذوا عليها بعد مداهمتهم لمقار "قسد" وطردهم العناصر.

لكنه نفى أن يكون امتناع القبيلة عن تسليم السلاح لـ"قسد" بتحريض روسي، وقال: "الحراك شعبي بالدرجة الأولى، ولا يقف خلفه أي طرف".

الاعتماد على وسطاء

وتابع الحبش، بأن لدى روسيا شخصيات موالية لها تنشط في مناطق سيطرة "قسد"، بهدف التعطيل على المشاريع الأمريكية، وما يعطي لهذه المساعي دافعا للسياسات العنصرية لـ"قسد"، والغضب الشعبي بين العشائر عليها.

وقال: "الثروات في المنطقة تشكل عامل جذب لروسيا، وهي تحاول استغلال الظرف الحالي للتمدد في شرق الفرات، كما فعلت عندما عقدت اتفاقا مع "قسد" بعد إطلاق تركيا عملية "نبع السلام"، في خريف العام الماضي.

وفي السياق ذاته، أكد الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، أنه بعد فشل روسيا في استمالة "قسد" وفك ارتباطها بالولايات المتحدة، اتجهت مؤخرا لاستمالة العشائر العربية، مستفيدة من الشرخ بين الأخيرة و"قسد".

وأوضح لـ"عربي21" أن الشعور بالغبن لدى أبناء العشائر جراء سياسات "قسد"، منح لروسيا ثغرة للتمدد داخل البنية العشائرية.

 

اقرأ أيضا: اشتباكات وقتلى.. هل تكبح "قسد" غضب العشائر العربية؟

ولا يعني ذلك، من وجهة نظر السعيد، أن محاولات روسيا ستكلل بالنجاح، وخصوصا أن وضع المناطق التي يسيطر عليها النظام في دير الزور ليس بأفضل من حال مناطق سيطرة "قسد".

كما أشار إلى انقسام العشائر في المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" على نفسها، بين تيارات موالية للولايات المتحدة، وأخرى لروسيا والنظام السوري وإيران.

وكانت موجة الاغتيالات الأخيرة التي طالت عددا من الرموز العشائرية، ومنهم شيخ الهفل أحد وجهاء "قبيلة العكيدات" قد فجرت الوضع في ريف دير الزور، وسط اتهامات لـ"قسد" التي تسيطر على المنطقة، بالمسؤولية عنها.

التعليقات (0)

خبر عاجل