سياسة عربية

نشطاء يتساءلون: أين تعليق رئيس تونس على تطبيع الإمارات؟

سعيد أكد أن التطبيع خيانة إبان انتخابه رئيسا لكنه لم يعلق على الاتفاق بين الإمارات والاحتلال حتى الآن- الرئاسة التونسية
سعيد أكد أن التطبيع خيانة إبان انتخابه رئيسا لكنه لم يعلق على الاتفاق بين الإمارات والاحتلال حتى الآن- الرئاسة التونسية

"التطبيع، خيانة عظمى.. ونحن في حالة حرب مع كيان غاصب"، عبارات قالها الرئيس التونسي قيس سعيّد قبل رئاسته، وتعد أحد العناوين الأساسية للتعاقد مع ناخبيه، بعد أن قدّم خطابا صريحا دعما للقضية الفلسطينية، وإدانة لـ"العدو" المحتل بلهجة حادة، بعيدا عن اللغة الديبلوماسية. 


وفي هذا الإطار، تساءل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، عن سبب الصمت التونسي الرسمي من تطبيع الإمارات علاقاتها بالكامل مع الاحتلال الإسرائيلي.

وتأتي التساؤلات لا سيما أن الرئيس التونسي قيس سعيد، جعل من موقفه الرافض من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي جزءا أساسيا من برنامجه الانتخابي قبل أن يصل للرئاسة، ما يجعله أمام اختبار أمام ناخبيه والشعب التونسي.

 

اقرأ أيضا: "النهضة" التونسية تدين اتفاق السلام الإماراتي مع الاحتلال

ويأتي صمت الرئاسة ورئيسي حكومة تصريف الأعمال، والحكومة المكلف الجديد، في حين لقي التطبيع الإماراتي رفضا شعبيا ونقابيا وحزبيا كبيرا في تونس. 

 

وحاولت "عربي21" مرارا التواصل مع الرئاسة التونسية للتعليق على الموضوع ولكن ولم تتلق ردا، في حين لم تصدر الخارجية أو الرئاسة أي بيان رسمي إلى اللحظة تعليقا على تطبيع الإمارات.

 

ولم تعلق حتى الآن أي دولة عربية بشكل رسمي على التطبيع الإماراتي مع الاحتلال بشكل سلبي سوى الأردن، في حين عبرت كل من مصر وسلطنة عمان والبحرين عن ترحيبها رسميا بالاتفاق بين أبو ظبي وتل أبيب.

وتصاعد الغضب الجماهيري وغضب الأحزاب والحركات ومنظمات المجتمع المدني الحكومية وغير الحكومية والنقابات التونسية، ضد الاتفاق مع الاحتلال برعاية الإدارة الأمريكية.

وأدانت الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين، وهيئة المحامين الشبان بشدة الاتفاق، من إبرام اتفاقية اعتراف وتطبيع كامل وتعاون شامل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي تحت رعاية ووصاية من الولايات المتحدة الأمريكية.

وعبرتا عن موقفهما الثابت والمعبر عن إرادة جميع المحامين التونسيين، وذلك باعتبار حق الشعب الفلسطيني خيارا لا بديل عنه، واعتبار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي "خيانة وجريمة تستوجب العقاب".

ودعتا كلا من رئيس الدولة والحكومة التونسية إلى الإسراع بشجب كل مبادرة تسعى إلى التطبيع أو الترويج له، والإسراع بتقديم مبادرة تشريعية لتجريم التطبيع داخل المنظومة القانونية لتونس، ودعوة كل القوى الوطنية  والتقدمية العربية والقوى الدولية المحبة للسلام إلى تكثيف جهودها لإيقاف المشروع الاستيطاني الخطير بدعم واضح من القوى الرجعية العربية والدولية والذى يهدف إلى سلب حق الشعب الفلسطيني في حريته وعيشه فوق أرضه بسلام.

اتحاد الكتاب التونسيين من جانبه عبر عن استهجانه من الخطوة الإماراتية، مؤكدا أنها طعنة في ظهر شعب فلسطين وطعنة للإجماع العربي، داعيا إلى تكثيف الجهود لإسقاط مشاريع الذل والعار.

من جانبها، نددت حركة النهضة التونسية بالاتفاق الإماراتي، ووصفته بالخطوة الاستفزازية لنضالات شعب فلسطين وللأمتين العربية والإسلامية ولكل الشعوب المناصرة للحق والعدل، خاصة أنه يأتي في ظل تصاعد الاعتداءات الاستيطانية.

أما حركة الشعب في بيانها فقالت: "في الوقت الذي تمتد فيه يد الغدر والإجرام الصهيونية إلى أهلنا بفلسطين يأتي موقف الإمارات المخزي، ونعبر عن غضبنا وندين الخطوة بأشد العبارات، وكذلك خطوات المطبعين، ونعتبره خيانة وجريمة بحق شعب فلسطين وحقه بالحرية، مع وقوفنا صفا ضد كل محاولات ومخططات الاحتلال، وندعو الأمة للوقوف بوجه التطبيع" .

وأدان التيار الديمقراطي كل أشكال التطبيع المعلن وغير المعلن والتنديد بصمت جامعة العرب من الخروج على إجماعها، معبرا عن دعم لامشروط لعدالة قضية فلسطين.

والخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بالكامل، واصفا إياه بـ"التاريخي".


وعقب إعلان ترامب عن الاتفاق، أكد نتنياهو أن حكومته متمسكة بمخطط الضم، رغم أن بيانا مشتركا صدر عن الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، أشار إلى أن تل أبيب "ستتوقف عن خطة ضم أراض فلسطينية".


وقوبل اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي بتنديد واسع داخل فلسطين، شعبيا ورسميا.


اقرأ أيضا: إحراق صور ابن زايد بالأقصى.. وفعاليات شعبية رافضة للتطبيع (شاهد)


ونددت به قوى سياسية وشعبية عربية في دول عربية عدة، فيما خرقت كل من مصر والبحرين وسلطنة عمان الصمت العربي الرسمي حيال الاتفاق؛ إذ هنأت القاهرة والمنامة ومسقط، في بيانات رسمية، أبوظبي بالخطوة.


ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي، تتويجا لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.

التعليقات (0)