بورتريه

غابة الأسرار الكورية

كيم يو جونغ
كيم يو جونغ

مبتسمة دائما، وصاحبة وجه ودود جذاب، تبدو قليلة الكلام ومتحفظة ومسيطرة.

وفاة أو إقصاء كيم جونغ أون لن تؤدي إلى انتهاء حكم أسرة مؤسس كوريا الشمالية كيم أيل سونغ، فثمة سيدة شابة متوثبة مثل نمر رابض لملء أي فراغ قد يحدث في السلطة.

وإذا كانت هذه الشابة -كما تقول مجلة "لونوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية- ستجلس على العرش في بيونغيانغ، فلا ينبغي أن يتوقع أحد الهدوء والاسترخاء.

عينت وريثا رسميا أواخر العام الماضي من قبل اللجنة المركزية لـ"حزب العمال" الكوري، بعد أن أصبحت عضوا في المكتب السياسي للحزب، وهو هيئة لصنع القرار برئاسة شقيقها.

كما أن ابني زعيم كوريا الشمالية الحالي صغيران على الحكم، فيما يبدو شقيقه الآخر غير مهتم بالحكم كما يقال، فيما ذكرت تقارير أن زوجة "الزعيم"، المشجعة والمغنية السابقة، لا تمارس أي سلطة سياسية. لا تحب الأضواء، وتفضل العمل في الظل، وتنظم خطط التواصل لأخيها منذ سنوات عدة، بعد أن عينت عام 2011 في وزارة الاتصالات، وفي عام 2014، عينت نائبة مدير الدعاية، كعلامة على الثقة المطلقة بينها وبين شقيقها.

ويقال إنها هي من خططت لصناعة "هالة القدسية" حول شخصية شقيقها "القائد الأعظم" كيم جونغ أون، وأن يظهر في صورة رئيس دولة متابع للأمور، مثل جدهم المؤسس، كما شجعته "بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية على زيارة منازل البسطاء، وإحاطة نفسه بشخصيات رياضية شهيرة.

البروفسور والمحلل السياسي، يانغ مو جين، يؤكد أنها "من القلائل الذين يمكنهم التحدث بحرية في أي موضوع مع الزعيم".

يعود أول ظهور للشابة كيم يو جونغ إلى عام 2012، حين التقطت صور لها وهي تبكي في جنازة والدها الزعيم السابق كيم جونغ إل، إلا أن يو جونغ التي لا يعرف تاريخ ميلادها بالضبط، وهناك تقديرات تشير إلى أنه يقع بين عامي 1987 و1989، بدأت تظهر بشكل أكثر أثناء الاحتفالات.

درست في سويسرا مع شقيقها "الزعيم"، كما درست علوم الكمبيوتر في جامعة كم إل سونغ بعد عودتها، وتتحدث لغات عدة، ووفقا لمعلومات شحيحة لا يمكن التحقق منها، فقد تزوجت عام 2015 من نجل نائب رئيس "حزب العمال" الذي رقي إلى عضوية اللجنة العسكرية للحزب، وهي أم لطفلة، فيما تقول تقارير إنها لا تزال عزباء.

أدرجت عام 2017، في قائمة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأمريكية المخصصة للرد على انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية.

ظهورها الأكثر ضجيجا في وسائل الإعلام كان من خلال مشاركتها في الاجتماع التاريخي بين الكوريتين أثناء دورة الألعاب الأولمبية عام 2018، وصرحت بأنها أرسلت كمبعوث خاص لشقيقها، وسلمت رسالة مكتوبة شخصيا منه إلى رئيس كوريا الجنوبية.

لعبت كيم يو جونغ دورا محوريا في التقارب بين أخيها والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد التصعيد الدبلوماسي المتعلق بالأسلحة النووية، وكانت في وقت لاحق جزءا من فريق شقيقها في قمة كوريا الشمالية والولايات المتحدة عام 2018 في سنغافورة وقمة هانوي بين البلدين عام 2019.

رغم مظهرها الهادئ، فقد تحدثت وللمرة الأولى بشكل علني عن مناورة عسكرية بالذخيرة الحية أجرتها كوريا الجنوبية، الذين وصفتهم بـ"الكلاب المذعورة التي تنبح".

وفيما تؤكد روايات وتحليلات أن طريقها معبد للحكم، يرى أكاديميون أن وفاة كيم جونغ أون قد يؤدي إلى نهاية حكم الأسرة البالغ 72 عاما.

ويحذر كبير محللي الدفاع في مؤسسة "راند كوربوريشن" الدكتور بروس بينيت، من أن "هناك احتمالا معقولا بأن تنتهي الشمولية الكورية الشمالية في المستقبل المنظور، مع احتمال قوي للغاية أن يصاحب هذه النهاية عنف كبير واضطراب".

ومن المحتمل أن يحاول القادة العسكريون في البلاد تنظيم انتزاع للسلطة دون خليفة مسمى، ما يؤدي إلى مخاوف من أزمة إنسانية.

ووفقا لتحليلات متطابقة، فإن الصين وكوريا الجنوبية قد تفضلان النظام الكوري الشمالي الحالي على مواجهة هذه المشاكل الهائلة.

ويتفق الأستاذ في جامعة كوريا في كوريا الجنوبية نام سونج ووك مع هذا الرأي، بتأكيده أن السياسة الكورية الشمالية وعمليات نقل السلطة الوراثية تتمحور حول الذكور.

وعلى وقع انتشار فيروس كورونا، أعلنت كيم يو جونغ أن ترامب أرسل رسالة إلى كيم، يعرض فيها المساعدة في التصدي لفيروس كورونا الجديد. وقالت: "تعد الرسالة مثالا جيدا على إظهار العلاقات الشخصية القوية والخاصة بين ترامب وكيم".

وتبدو جميع التقارير التي تحدثت عنها عبارة عن تكهنات وانطباعات، والكثير منها يؤكد أنها تشبه أخاها من حيث القسوة والسرية، وميلها لمهاجمة الخصوم السياسيين بشكل عنيف. ولا يزال الكثير عنها لغزا.

ورغم ابتسامتها العلنية، إلا أنها عندما تكون خارج تلك الخطوط تختفي الابتسامة، حتى أنها تبدو مثل شقيقها الرئيس كيم جونغ أيل.

 

التعليقات (0)