سياسة عربية

مصدر حكومي أردني لـ"عربي21": الاحتلال يسلم "الغمر" الخميس

الغمر استأجرتها إسرائيل من الأردن لمدة 25 سنة بموجب اتفاق بين الجانبين- جيتي
الغمر استأجرتها إسرائيل من الأردن لمدة 25 سنة بموجب اتفاق بين الجانبين- جيتي

قال مصدر حكومي أردني رسمي لـ"عربي21"، الخميس، إن إسرائيل تسلم اليوم مساء منطقة "الغمر"، كما سلمت قبلها الباقورة.

 

ويتوقع أن تنسحب إسرائيل الخميس من منطقة "الغمر" جنوبي البحر الميت وتسلمها إلى الأردن، عند الساعة الخامسة من مساء اليوم بعد فترة تأجير للمنطقة استمرت نحو 25 عاما.


وقالت القناة السابعة الإسرائيلية: "الغمر ستعود إلى الأردن بعد انتهاء فترة استئجارها من جانب إسرائيل، في إطار معاهدة السلام (وادي عربة) بين البلدين، لعام 1994".


اقرأ أيضا: بعد استعادتهما كيف سيستثمر الأردن الباقورة والغمر؟

 

من جهته، قال وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال أمجد العضايلة، لـ"عربي21"، إن فترة السماح للمزارعين الإسرائيليين بدخول الأراضي الزراعية في منطقتي الباقورة والغمر لحصاد محاصيلهم انتهت الخميس.


وانتهت، في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 فترة تأجير المنطقتين، التي نص عليها الملحقان 1/ب و1/ج ضمن اتفاقية "وادي عربة" للسلام، التي وقعها البلدان عام 1994.


واستعاد الأردن منطقتي الباقورة (100 كلم شمالي العاصمة)، والغمر (400 كم جنوبي العاصمة) بعد أن اتفق الأردن وإسرائيل في معاهدة السلام (1994) على تطبيق نظام خاص يضمن "حقوق ملكية أراض خاصة ومصالح مملوكة إسرائيلية ويعطي إسرائيل حق الانتفاع في الأرض"، ويبقى هذا الوضع -وفقا للملحق 1(ب) في الاتفاقية- نافذ المفعول لمدة 25 سنة.


وينص الملحقان على تأجير المنطقيين لمدة 25 عاما من تاريخ دخول معاهدة السلام حيز التنفيذ، مع تجديد التأجير تلقائيًا لمدد مماثلة، ما لم يُخطر أي الطرفين الآخر بإنهاء العمل بالملحقين قبل سنة من تاريخ التجديد.


وما زال يواجه الأردن مشكلة الملكيات الإسرائيلية الخاصة في تلك الأراضي، وتعود قصة الملكيات الخاصة إلى عام 1926، عندما منحت سلطات الانتداب البريطاني شركة الكهرباء الفلسطينية المملوكة لـ"بنحاس روتنبرغ"، أحد قادة الحركة الصهيونية، حق امتياز توليد الطاقة الكهربائية، عن طريق استخدام مياه نهري الأردن واليرموك ليبيع روتنبرغ لاحقا الأراضي إلى الوكالة اليهودية.


أما حول الملكيات الخاصة في منطقتي الباقورة والغمر، فقد شددت الحكومة الأردنية لـ"عربي21"، على أن "اتفاقية السلام اعترفت بملكية إسرائيلية خاصة لـ820 دونما، وأن الأردن سيسمح لأي مواطن إسرائيلي يثبت ملكيته الحصول على تأشيرة دخول من السفارة الأردنية في تل أبيب، لدخول المملكة عبر الحدود الرسمية دون الاستثناءات التي كان يحصل عليها المزارعون من إعفاءات جمركية وتسهيلات للدخول".


وقالت وزارة الخارجية  الأردنية على لسان الناطق باسم الوزارة السفير ضيف الله الفايز، في بيان صحفي أرسلته إلى "عربي21"، إن "الحكومة كانت تسمح لمزارعين إسرائيليين بالدخول لمنطقة الغمر لفترة إضافية لحصاد محصولهم تحت القانون الأردني بشكل كامل وبعد الحصول على تأشيرات دخول وليس تحت النظام الخاص الذي انتهى العمل به في العاشر من تشرين ثاني العام الماضي".

 

وأكد أن "هذه الفترة تنتهي مساء اليوم (الخميس)". 


بدروه، دعا نقيب المهندسين الزراعيين الأردنيين عبد الهادي الفلاحات، الحكومة الأردنية، إلى الاستفادة من هاتين المنطقتين الزراعيتين، واستثمارهما لإنتاج الخضروات، وقال لـ"عربي21"، إن "هناك فرصة كبيرة للاستثمار الزراعي والسياحي في الباقورة والغمر، لما يتوفر فيهما من تربة خصبة ومياه جوفية".
 
بينما وصف النائب خليل عطية اليوم بـ"النصر" قائلا لـ"عربي21": "لا يضيع حق وراءه مطالب عنيد مصر على استعادة حقه مهما كانت التضحيات والتحديات، وهذا الخبر المفرح هو رضوخ الكيان الغاصب لإرادة قيادتنا بإعادة جزء من الوطن عزيز وغال علينا وهو أرض الغمر في وادي عربة إلى حضن الوطن، إلى السيادة الأردنية الكاملة بعد طول غياب".


وقال عطية: "نحتفل  بهذا  الانتصار الكبير وإن شاء الله تكون استعادة أرضنا في الغمر هي المقدمة لاستعادة حقنا كاملا غير منقوص في فلسطيننا الحبيبة".
 
وكانت إسرائيل احتلت منطقة الباقورة شمال المملكة عام 1950، والغمر في الجنوب عام 1967، وتبلغ مساحة الباقورة ستة آلاف دونم، استعاد الأردن منها 850 دونما فقط في عام 1994، ضمن اتفاقية السلام. أما منطقة الغمر الواقعة بالقرب من طريق البحر الميت القديم داخل الأراضي الأردنية بشكل طولي، فمساحتها 4000 دونم، وجميعها مناطق زراعية خصبة غنية بالمياه الجوفية.

 
التعليقات (0)