صحافة إسرائيلية

وزير إسرائيلي سابق يحذر من مخاطر ضم مناطق الضفة والغور

حركة المقاطعة تنتظر الخطوات القادمة لإسرائيل التي ستؤكد موقفها- جيتي
حركة المقاطعة تنتظر الخطوات القادمة لإسرائيل التي ستؤكد موقفها- جيتي

حذر وزير إسرائيلي سابق، من الأضرار المترتبة على ضم الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية المحتلة ومنطقة الأغوار، وهي مخاطر لن يجدي معها نفعا أي لقاح إلى الأبد.

وقال وزير الداخلية الإسرائيلي الأسبق عوزي برعام، في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية: "المقربون من بنيامين نتنياهو (رئيس الحكومة)، يقولون إنه يعتبر ضم المناطق ذروة إرثه".

وأوضح أنه "بعد نتائج انتخابات الكنيست التاسعة عام 1977 (صعود الليكود إلى الحكم كان بمثابة انقلاب بإسرائيل) انشغل مناحيم بيغن بمحادثات السلام مع مصر، واضطر للموافقة فيها على حكم ذاتي فلسطيني موسع، وكان لبيغن معارضة من أعضاء حزبه، لكن الأغلبية أيدته وأيدت الطريق التي رسمها، ومنذ ذلك الحين تطورت إسرائيل في معظم المجالات، لكنها بقيت نقطة صغيرة في قلب شرق أوسط عربي".

 

اقرأ أيضا: نتنياهو واثق من ضم مناطق في الضفة الغربية خلال شهرين

ولفت برعام، إلى أن "الافتراض الأساسي الذي كان مقبولا على معظم الأحزاب الصهيونية، بين أن إسرائيل ستمتنع عن القيام بعمليات ضم أحادية الجانب، لأن مستقبلها سيقوم على اتفاق مع الفلسطينيين والجيران الآخرين".

ونوه إلى أن "إسرائيل شنت الحرب على "BDS" (حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات)، وهي حركة توجت بالنجاح في عدة جبهات، تسعى لإثبات أن إسرائيل ليست فقط تحتل مناطق ليست لها، بل تشير ضمنا إلى أن الصهيونية هي حركة توسعية".

وتساءل: "الآن ماذا نقول؟ هل نسيت فجأة الأبعاد الحقيقية لإسرائيل في الشرق الأوسط؟"، منوها أن "حركة المقاطعة تنتظر الخطوات القادمة لإسرائيل التي ستؤكد موقفها، وها هو نتنياهو الحذر والجبان، ومعه اليمين كله، يركضون نحو ضم سريع لمناطق في الضفة".

وأضاف الوزير السابق: "هناك أمران يوجدان في أساس التغيير الذي حل بنتنياهو، الأول: نتنياهو يعرف أن مصوتي الليكود وأعضاء مؤسساته مقربون من معتمري القبعات الدينية أكثر من "الصقور" مثل بني بيغن وعوزي لنداو".

وإضافة لما سبق، فإنه "في الليكود توجد مجموعات تطالب ببناء الهيكل الثالث (المزعوم)، ويريد نتنياهو أن يبقي لهؤلاء إرثه الفريد، فالصفقة التي يعرضها نتنياهو معروفة ومعلنة، أنتم تدافعون عني في محاكمتي وفي تدمير النسيج القضائي، وأنا أؤيد كل فكرة مجنونة تقومون بطرحها".

وأما الأمر الثاني، فهو أن "الولايات المتحدة، التي يحكمها رئيس مجنون وجاهل (دونالد ترامب)، تحت ظله المؤقت كان يمكن بناء صندوق العهد، شريطة أن يجلب له بناؤه 50 ألف صوت من يهود فلوريدا"، موضحا أن "ترامب بكل تأكيد سيتشاور مع سفيره لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، ويمكن افتراض ما سيتولد عن هذا التشاور".

 

اقرأ أيضا: هآرتس: مفتاح ضم الضفة بيد نتنياهو ولا موقف ثابت لترامب

وأكد برعام، أن "مصالح إسرائيل الواضحة ترفض الضم، معظم رجال جهاز الأمن على مر أجياله يعارضون بشدة هذه الفكرة الخطيرة، وتبريراتهم مؤسسة جيدا، ولكن الجمهور الواسع لا ينفعل، والضم لا يشغله، فهو لا يفهم أنه بدلا من وباء كورونا المؤقت، سيحصل على مرض مزمن، ربما لن يكون له لقاح إلى الأبد"، لافتا إلى أن "فكرة الضم هي فقط لمصلحة نتنياهو، الذي يريد من خلالها التقرب من المستوطنين".

وكثر الحديث عن إمكانية ضم الاحتلال للضفة الغربية المحتلة ومنطقة الأغوار في الصحافة العبرية هذه الأيام، خاصة بعد الاتفاق الذي أبرم من أجل تشكيل حكومة وحدة جديدة بين نتنياهو المتهم بالفساد، ورئيس حزب "أزرق أبيض" الجنرال بيني غانتس، الذي تخلى عن شركائه في الحزب.

والأحد، صرح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو، بأنه واثق من ضم مناطق جديدة من الضفة الغربية إلى "السيادة الإسرائيلية" خلال شهرين.

وذكر نتنياهو، أن واشنطن ستمنحه موافقتها خلال شهرين للضم الفعلي لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى أمله بضم الأغوار المحاذية للأردن.

التعليقات (0)