اقتصاد دولي

سباق قطري روسي على الغاز المسال رغم هبوط الأسعار

أزمة كورونا في الصين لم تؤثر على إمدادات الغاز القطري كثيرا هناك- جيتي
أزمة كورونا في الصين لم تؤثر على إمدادات الغاز القطري كثيرا هناك- جيتي

سلط موقع "أويل برايس" الأمريكي الضوء على التسابق الشديد بين قطر وروسيا حول الغاز الطبيعي المسال، على الرغم من هبوط الأسعار إلى أدنى مستوياتها.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المنتجين الأمريكيين الصغار والمتوسطين يستعدون لإعلان الإفلاس، بينما يحاول المنتجون الذين يتمتعون بصلات سياسية أكثر قوة إبرام صفقة توفر بعض الأمل في زيادة سريعة للأسعار، في حين لجأت الشركات الكبرى إلى خفض النفقات الرأسمالية، وتأجيل البعض من استثماراتها الرئيسية.

وأضاف أنه ومع ذلك، ليس منتجو النفط الوحيدين الذين يجب أن يستعدوا لجني عائدات ضئيلة نسبيا، ذلك أن هذه الأزمة تشمل مصدري الغاز الطبيعي المسال أيضا.

وذكر الموقع أن واردات الغاز الطبيعي المسال الشهرية التي تسلمتها أوروبا شهدت، خلال شهر آذار/ مارس 2020، أعلى مستوى لها على الإطلاق، حيث وصلت 10.45 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال عبر 170 حمولة. وفي ظلّ انخفاض الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، كان هذا الأمر متوقعا للغاية.

وأورد أن الطلب الصيني على الغاز الطبيعي المسال يتراجع إلى مستويات ما قبل أزمة كورونا، وقد أعلنت الهند عن إغلاق تام لبلادها جراء فيروس كورونا، في حين أعلنت اليابان عن حالة الطوارئ حتى السادس من شهر أيار/ مايو. أما كوريا الجنوبية، فقد طلبت من موردي الغاز الطبيعي المسال تأجيل عمليات الشحن على خلفية تراجع الطلب.

وأفاد الموقع بأن قطر، التي تزود سوق الغاز الطبيعي المسال الآسيوي بحوالي 4 إلى 5 ملايين طن شهريا، ستواجه تعثرا في الطلب من سوق تصديرها الأساسي لعدة أشهر على الأقل.

 

لكن على الرغم من استمرار انخفاض أسعار الغاز الطبيعي المسال في جميع الاقتصادات الرئيسية في أوروبا، إلا أن تكاليف الإنتاج المنخفضة في قطر، وقاعدة الموارد الضخمة، ونقص المنافسة المحلية، تضعها في موقف قوي عندما يتعلق الأمر بسباق الغاز الطبيعي المسال في أوروبا.

 

 

اقرأ أيضا: قطر تقرر زيادة إنتاج الغاز 64 بالمئة.. هل تواصل الصدارة؟


وبالنسبة للعديد من المحللين، كانت المعضلة الشاملة لسوق الغاز الأوروبية تكمن في مدى قدرة الغاز الطبيعي المسال الأمريكي في الهيمنة على حساب إمدادات خطوط الأنابيب الروسية، ولكن نطاق المنافسة اتسع بشكل كبير. وبصرف النظر عن الغاز الطبيعي المسال الأمريكي وغاز خط الأنابيب الذي توفره غازبروم، فإن قطر ستنافس الغاز الطبيعي المسال الروسي على زيادة إمدادات الغاز الطبيعي المسال في يامال.

وأشار الموقع إلى أن صادرات مشروع يامال للغاز الطبيعي المسال الموجهة إلى محطة زيبروغ لتوريد الغاز الطبيعي في بلجيكا، التي تعد من إحدى نقاط إعادة الشحن الرئيسية للغاز الطبيعي المسال الروسي، وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق خلال شهر آذار/ مارس 2020.

وتشير الكثير من المؤشرات إلى أن شركة نوفاتاك وشركاءها في يامال بدأوا في إعطاء الأولوية للحفاظ على حصتهم في السوق. مع إغلاق السوق الصينية خلال شهر آذار/ مارس ونيسان/ أبريل، يبدو أن المعركة من أجل أوروبا تزداد حدة.

من المحتمل أن التنافس الشرس على السوق الأوروبية يبدو غير منطقي في ظل الكارثة الصحية التي تمر بها بلدان الاتحاد الأوروبي، التي أثرت بدورها على أرقام النمو الاقتصادي لهذا العام، ولكن هناك بعض الحجج المضادة القوية التي تفيد بأن شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا لن تنخفض بشكل حاد، على عكس الطلب على النفط.

ونوّه الموقع بأن قطر تدرك هذا الأمر، وتسعى بشكل ملموس إلى تأمين حاجيات المملكة المتحدة واتحاد بنلوكس والسوق الإيطالية، حيث تحظى شركة قطر للغاز بالتزامات طويلة الأجل. في المقابل، سوف يترك السباق المحموم بين روسيا وقطر مجالا صغيرا جدا للغاز الطبيعي المسال القادم من الولايات المتحدة الأمريكية، التي وصلت ذروة صادراتها خلال شهر شباط/ فبراير إلى 3.1 مليون طن.

وقال إنه في حال ظلّت الأمور على حالها حتى نهاية شهر نيسان/ أبريل، ستنخفض صادراتها بنسبة 50 بالمئة عن أعلى مستوى لها على الإطلاق.

وأشار إلى أنه ستدفع ديناميات الطلب الصيني قطر وروسيا والولايات المتحدة إلى القتال من أجل تلبية طلب البلدان الأوروبية على الغاز الطبيعي المسال. وبما أن شحنات الغاز الطبيعي المسال القطري إلى الصين تعد موسمية بشكل ملحوظ، لم يكن لانخفاض الطلب الناجم عن تفشي فيروس كورونا في الصين تأثيره الكارثي على الدوحة.

وأكّد الموقع أن تجمّد الطريق البحري الشمالي سيُعيق شحنات يامال للغاز الطبيعي المسال في روسيا. لذلك، لن تبدأ شحنات الغاز الطبيعي المسال بالانطلاق إلا بداية من شهر حزيران/ يونيو 2020. نتيجة لذلك، يشير الوضع الحالي للسوق إلى أن مثلث بحر الشمال الذي يربط بين اتحاد البنلوكس والمملكة المتحدة وشمال فرنسا سيشهد سباقا محموما، هدفه بعيد كل البعد عن تحقيق أرباح هائلة.

التعليقات (0)