ملفات وتقارير

هذه الملفات ستحدد خيارات الأمريكيين في رئاسيات 2020

ملف الرعاية الصحية أكثر ما يهم الديمقراطيين فيما يتراجع ملفا الإرهاب والسياسة الخارجية لدى أنصار الحزبين إجمالا- جيتي
ملف الرعاية الصحية أكثر ما يهم الديمقراطيين فيما يتراجع ملفا الإرهاب والسياسة الخارجية لدى أنصار الحزبين إجمالا- جيتي

يعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الناخبين بأن تواصل البلاد أداءها الاقتصادي القوي بعد التجديد له العام المقبل، وهو الأداء الذي لمسه الأمريكيون بالفعل خلال السنوات الماضية، إذ تراجع معدل البطالة من 5% في 2015 إلى 3.6% في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.


حرم ذلك المشهد المرشحين الديمقراطيين من استخدام ورقة الاقتصاد خلال سعيهم لانتزاع مفاتيح البيت الأبيض من ترامب في انتخابات العام المقبل 2020، وهو ما يدفعهم للبحث بشكل حثيث عن كل ما يهم الناخبين، لا سيما غير المتحزبين منهم بشكل فاقع.


وأجرت شبكة "CNBC" الإعلامية الأمريكية مؤخرا استبيانا لتسليط الضوء على الملفات التي تحظى بأكبر قدر من الاهتمام لدى الناخبين، الذين يعتزمون تحديد توجهاتهم في ضوء الوعود المقدمة بشأنها.

 


وتصدر ملف الوظائف والاقتصاد قائمة اهتمام الأمريكيين، ولكن ليس بالحجم الذي يتوقعه أنصار ترامب، بحسب "CNBC"، وذلك بنسبة 24% من المستطلعة آراؤهم، وبفارق 3% فقط عن ملف الرعاية الصحية، الذي يحظى باهتمام كبير في أوساط الديمقراطيين.


وفي المرتبة الثالثة، حل ملف الهجرة، بواقع 15%، وهو يعبّر مناصفة عن قطاع من أنصار ترامب، من جهة، ومعارضيه لا سيما من أبناء الأقليات والمهاجرين، من جهة ثانية، جراء عمل الرئيس الأمريكي المكثف على مدار السنوات الماضية لتسليط الضوء على هذه المشكلة وخلق معالجات "قاسية" لها.


وحل رابعا ملف البيئة، وهو أيضا من أبرز اهتمامات التيار الليبرالي في البلاد، وحظي باختيار 13% من المستطلعة آراؤهم، تلاه ملف التعليم بواقع 9%، وهو الذي يقلق ملايين الأمريكيين الذين تتراكم عليهم منذ سنوات ديون تكاليف الدراسة، ويقدم الديمقراطيون بشكل خاص وعودا بإنهاء هذه الأزمة المتفاقمة عاما بعد آخر.

 

اقرأ أيضا: العد التنازلي للانتخابات الأمريكية.. من هم منافسو ترامب؟ (طالع)


واكتفى ملفا السياسة الخارجية والإرهاب بـ4% لكل منهما، وهو ما يشير إلى اهتمام ضعيف لدى الناخب الأمريكي بما يجري خارج البلاد، وينعكس على البرامج الانتخابية وسياسات إدارة ترامب إلى حين توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع على أقل تقدير.


وعلى مستوى الهوية الحزبية، قال 29% من الجمهوريين إن الأوضاع الاقتصادية هي أكثر ما تهمهم، ثم ملف الهجرة بواقع 25%، فيما تصدر ملفا الرعاية الصحية والبيئة في أوساط الديمقراطيين بواقع 25% و24% على الترتيب.


الأهم.. "إزاحة ترامب"


وفي حديث لـ"عربي21" قال الخبير في الشأن الأمريكي، محمد عويس، إن المتنافسين على ترشيح الديمقراطيين لخوض الرئاسيات أمام ترامب يركزون حاليا على جذب اهتمام القاعدة الشعبية للحزب، ولم يبدأوا بعد بمخاطبة الشارع الأمريكي بشكل عام.


وأوضح "عويس" أن مطلب إزاحة ترامب بات يتصدر فعليا اهتمام الديمقراطيين على أي اعتبار آخر، ما يجعل المحدد الأساسي لديهم في اختيارهم ممثلهم الموحد لانتخابات 2020 هو القدرة على الفوز، سواء من حيث توحيد القاعدة الشعبية للحزب، من جهة، والقدرة على كسب أصوات من خارجه أيضا، من جهة ثانية.

 

اقرأ أيضا: الملياردير بلومبرغ يبدأ حملته للمنافسة على رئاسة أمريكا (شاهد)


وأضاف أن لا أحد من المرشحين الديمقراطيين الحاليين، رغم كثرتهم، يلبي ذلك المعيار بشكل كامل، إلا أنه "لا يوجد في الحزب حاليا قادة مثل جيمي كارتر أو بيل كلينتون أو تيب أونيل أو غيرهم، فضلا عن تغير ديناميكية الانتخابات في الولايات المتحدة منذ تصدر ترامب المشهد، وزيادة حظوظ التدخلات الأجنبية وفرص توجيه الرأي العام عبر الإنترنت".


وكانت "عربي21" قد نشرت في وقت سابق تقريرا يلقي الضوء على مؤشرات مبكرة لاحتمال فوز ترامب بفترة رئاسية ثانية، من بينها انقسامات الديمقراطيين، حيث اعتبر تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، في تموز/ يوليو الماضي، أنهم موزعون في حقيقة الأمر على "ثلاثة أحزاب"، لا واحد، لكل منها "دستور" خاص، وتفضيلات سياسية مختلفة.


وبحسب التقرير، فإنه على الرغم من اجتماع القاعدة الشعبية المتشرذمة للحزب على هدف إزاحة ترامب، إلا أن تسمية مرشح وبرنامج انتخابي يقنع جميع الديمقراطيين بالنزول إلى صناديق الاقتراع سيكون صعبا للغاية.


ويشعر أقصى يسار القاعدة الشعبية الديمقراطية بخيبة أمل، إزاء تسريبات لرسائل إلكترونية، أظهرت "تآمرا" في أروقة الحزب ضد "ساندرز" لصالح "كلينتون"، خلال منافستهما على الترشح لانتخابات 2016 أمام الجمهوري ترامب.


ومع ظهور "إليزابيث وارن" كمرشح قوي جديد عن اليسار التقدمي في هذه الجولة، فإن هذا التكتل بات هو الآخر منقسما، ليتصدر المشهد "جو بايدن"، الذي يعبر عن الحالة التقليدية للحزب، وهو ما قد يدفع كثيرين في نهاية المطاف إلى الاستنكاف عن التصويت، لا سيما من أنصار ساندرز، الأكثر تطرفا.

التعليقات (0)