ملفات وتقارير

كيف ستتعامل أمريكا مع قوات الأسد بعد عودتها لشمال سوريا

ترامب أكد بقاء قوات أمريكية لـ"حراسة حقول نفط" في الشمال السوري- جيتي
ترامب أكد بقاء قوات أمريكية لـ"حراسة حقول نفط" في الشمال السوري- جيتي

مع عودة القوات الأمريكية إلى مواقع عدة قرب الحدود التركية في شمال شرق سوريا، وتسييرها دوريات في تلك المناطق، تثار تساؤلات عن كيفية تعامل القوات الأمريكية مع قوات النظام السوري التي انتشرت في قسم كبير من هذه المناطق، بموجب الاتفاقات التركية الروسية في سوتشي.

 

وسبق كذلك أن انتشرت قوات النظام السوري في مناطق عدة في الشمال السوري بموجب التوافقات التي جرت مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

ووفق تقارير عدة، فقد توزعت التعزيزات العسكرية الأمريكية التي دخلت من إقليم شمال العراق (كردستان)، بين قاعدتي قصرك شمال الحسكة، و صرين قرب رأس العين (كوباني) شرق حلب.

وبعد ذلك، سيّرت تلك القوات، الخميس، دوريات بدأتها من قاعدتها في مدينة رميلان في محافظة الحسكة، واتجهت إلى الشريط الحدودي مع تركيا شمال بلدة القحطانية، وهي منطقة كانت واشنطن تسير فيها دوريات قبل سحب قواتها من نقاط حدودية عدة مع تركيا، لتمر العربات الأمريكية بالقرب من نقاط لجيش النظام خلال تنفيذ هذه المهمة.

 

اقرأ أيضا: دوريات أمريكية شمال شرق سوريا على مرأى من قوات النظام

وتعد هذه الدورية الأولى التي تنفذها القوات الأمريكية في المنطقة، وذلك بعد أن أعلنت الإدارة الأمريكية نيتها البقاء في المناطق التي تنتشر فيها آبار النفط في منطقة شرقي نهر الفرات، في ريفي الحسكة ودير الزور.
 
"مقاومة شعبية"

من جانبه سخر القيادي العسكري في الجيش السوري الحر، النقيب عبد السلام عبد الرزاق من حديث الأسد عن مقاومة شعبية ضد الوجود الأمريكي، مستبعدا في هذا السياق احتمال حصول أي صدام بين قوات النظام والقوات الأمريكية.

 

وقال لـ"عربي21" إن "القوات الأمريكية حين أعلنت انسحابها، كانت تقصد تخليها عن "قسد" وقد صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بذلك صراحة".


ورأى عبد الرزاق، أن تغيير ترامب لقراره بالانسحاب الكامل، والإبقاء على عدد محدود من قواته في مناطق النفط، لا يتعارض مع وجود قوات للنظام أو غيره في المنطقة.

وتابع: "ليس هناك مشكلة بين النظام وأي قوة خارجية تحتل نقاطا أو مناطق في سوريا، لأنه هو من جلب أطرافا خارجية لاحتلال سوريا، مقابل بقاء نظامه على رأس السلطة".

 

اقرأ أيضا: حقول النفط التي أعلنت أمريكا البقاء بسوريا لـ"حراستها" (خريطة)

 
وهنا أشار عبد الرزاق إلى عبور رتل عسكري من القوات الأمريكية، على أحد حواجز قوات النظام قرب بلدة تل تمر غربي الحسكة، من دون أن يحصل أي احتكاك بينهما.

وكانت وسائل إعلام عدة أكدت عبور رتل أمريكي على حاجز عسكري لقوات النظام بالقرب من تل تمر بريف الحسكة، أمس الخميس، بعد انتشار قوات النظام في تلك المنطقة وفق اتفاقها مع "قسد".

تقاسم جديد للنفوذ

أما الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد أديب عليوي، فأشار في حديث مع "عربي21"، إلى ما يمكن اعتباره اتفاقا جديدا على تقاسم النفوذ في مناطق شرق الفرات.

وأوضح، أن "انتشار قوات النظام في منطقة شرق الفرات، إلى جانب الشرطة العسكرية الروسية، تم أساسا بضوء أخضر أمريكي، حيث من الواضح أن الولايات المتحدة لم تسحب جنودها من بعض المناطق (منبج، وعين العرب)، حتى وصول القوات الروسية إليها".

وتابع عليوي بأن الولايات المتحدة هي من تحدد الأدوار في تلك المناطق، على اعتبار صاحبة النفوذ الأكبر فيها.

تواجد محدود للنظام

وفي السياق ذاته، أكد عليوي أن وجود قوات النظام في منطقة شرق الفرات، لا يعد وجودا قويا، موضحا "هي قوات فردية بدون أسلحة ثقيلة، وبقرار روسي كامل".

وقال: "لطالما أن انتشار هذه القوات كان عبر تفاهم روسي- أمريكي، فإن قوات النظام ملتزمة بالتعليمات الروسية ومنضبطة بحيث لا تستطيع أن تقوم بأي حركة ضد القوات الأمريكية هناك".

وأضاف أن الغاية من الدوريات الأمريكية هي منع اقتراب أي طرف من مناطق إنتاج النفط، وكذلك الحفاظ على مشروع "قسد"، وعلّق بقوله "مشروع قسد مستمر بعد إنعاش الولايات له، وجعلها قادرة على فرض شروط على روسيا والنظام".

ومن الواضح أن كل ذلك حسّن من موقف "قسد" بمواجهة النظام، حيث رفضت قبل يومين دعوة النظام السوري إليها الانضمام في قواته.

وقالت قيادتها في بيان: "نثمن كل ما من شأنه توحيد الجهود للدفاع عن سوريا وصد العدوان التركي على بلادنا، فإن موقفنا كان واضحا منذ البداية، حيث أن وحدة الصفوف يجب أن تنطلق من تسوية سياسية تعترف وتحافظ على خصوصية قسد وهيكليتها، وإيجاد آلية سليمة لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية السورية تكون إطارا جامعاً لتوحيد الجهود".

وأضافت ردا على دعوة وزارة الدفاع التابعة للنظام مقاتلي "قسد" إلى الانضمام إلى جيش النظام، "نرفض لغة الخطاب هذه الموجهة للأفراد، بينما كان الأولى بوزارة الدفاع السورية أن توجه خطابها للقيادة العامة لقوات سورية الديمقراطية بغية فتح باب حوار ينم عن رغبة صادقة لتوحيد الجهود وليس الالتفاف على الواقع للتنصل من مسؤولياتها".

التعليقات (0)