سياسة عربية

موقف الفصائل الفلسطينية من الانتخابات.. هذه شروط نجاحها

وفد لجنة الانتخابات سيلتقي بقيادة "حماس" اليوم الاثنين- جيتي
وفد لجنة الانتخابات سيلتقي بقيادة "حماس" اليوم الاثنين- جيتي

تحدثت أبرز الفصائل الفلسطينية، عن موقفها من إجراء الانتخابات "الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني"، مؤكدة دعمها لإجراء الانتخابات في الأراضي الفلسطينية المحتلة ضمن توافق وطني فلسطيني.


ووصل وفد لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية إلى قطاع غزة، الأحد، عبر حاجز بيت حانون (إيرز) الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال القطاع، برئاسة رئيس اللجنة، حنا ناصر، وعضوية كل من المدير التنفيذي للجنة الانتخابات هشام كحيل، ونائبه أشرف الشعيبي.


ترحيب "حماس"

 

ورحبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بوفد لجنة الانتخابات، وأوضح المتحدث باسمها حازم قاسم، أن حركته منذ إعلان رئيس السلطة محمود عباس عزمه الدعوة إلى إجراء انتخابات عامة، "أكدت أنها مع إجراء هذه الانتخابات في الضفة والقدس وغزة، وستعمل على إنجاحها، باعتبار أنها حق من حقوق شعبنا، واستحقاق على السلطة أيضا".


ونوه في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "هذا الموقف، هو سياسة ثابتة عند حماس، لأن الانتخابات هي الطريقة الأنسب لإدارة الشأن الداخلي الفلسطيني، ومن حق شعبنا أن يختار من يمثله في الهيئات والمجالس المختلفة، سواء في الرئاسة أو المجلس التشريعي أو في المجلس الوطني".


وأكد قاسم، أن "حماس ستضع مقدراتها تحت تصرف الجهات التي تدير عملية الانتخابات، وستعمل على إنجاحها بكل ما تستطيع، كي تكون انتخابات حرة ونزيهة، تعبر بشكل شفاف وصادق عن إرادة الناس".

 

اقرأ أيضا: "لجنة الانتخابات" تصل غزة للتباحث مع حماس والفصائل


وشدد على أن حركته "ستسلم بنتائج الانتخابات مهما كانت، على اعتبار أن هذه هي إرادة الجماهير الفلسطينية"، منوها أن وفد لجنة الانتخابات سيلتقي بقيادة "حماس" الاثنين.


وشدد المتحدث باسم الحركة، على أهمية أن "تجرى الانتخابات وفق القانون والتوافق الفلسطيني على آليات وتفاصيل هذه الانتخابات"، لافتا أن "حماس ستتعاون مع اللجنة لأبعد مدى، كي تنجز عملية انتخابية حضارية".


ونبه أن مبادرة الفصائل الثمانية لتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام "صيغة مناسبة ومدخل سليم لإعداد الساحة الفلسطينية لانتخابات حقيقية"، معربا عن أمله أن تعلن حركة "فتح" عن موافقتها على هذه المبادرة.


وردا على سؤال "عربي21"، حول موقف الحركة من إجراء انتخابات تشريعية دون الرئاسية، قال قاسم: "حماس ترحب بإجراء انتخابات شاملة بشكل متزامن، وهذا مطلب وطني"، مشيرا إلى أهمية أن تتم العملية الانتخابية ضمن التوافق الوطني الكامل في آلياتها، ومؤكدا "نحن مع هذا التوافق".

"الجهاد الإسلامي" مع التوافق

 

وحول موقف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين من الانتخابات، أوضح القيادي أحمد المدلل، أن "الانتخابات في ظل الانقسام لن تكون مجدية، بل ستكرس وستفتح المجال لمناكفات وسجالات، وشعبنا وقضيته في غنى عنها الآن".


وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أنه "لا يمكن أن يكون هناك انتخابات دون توافق فلسطيني، وعندما تطرح يجب أن تكون انتخابات عامة"، مضيفا: "لا يوجد فصيل فلسطيني ضد إجراء الانتخابات، فهي عملية ديمقراطية واستحقاق لشعبنا حتى يختار من يمثله".


وتساءل المدلل: "أي انتخابات هذه التي نريد؟"، مؤكدا أن حركته "لن تكون جزءا من الانتخابات التشريعية ولا الرئاسية، وإنما ستشارك في انتخابات المجلس الوطني، ورغم ذلك، نحن نؤكد أن هذه الانتخابات يجب أن تأتي في أجواء مرضية وتوافق فلسطيني".


ونوه أن "الانتخابات هي ركن أساسي من الرؤية الوطنية التي أجمعت عليها 8 فصائل ذات حضور وتأثير في الساحة السياسية الفلسطينية، من بينها حركة الجهاد".

 

اقرأ أيضا: تنفيذية المنظمة تتهم حماس بعرقلة الانتخابات.. والحركة ترد

ونبه القيادي إلى أهمية "عقد لقاء حواري وطني يلتقي فيه الرئيس محمود عباس مع الأمناء العامين للفصائل، لتسهيل الطريق للوصول إلى الانتخابات، كي نعيد الثقة من جديد، وبعد ذلك تكون هناك حكومة توافق وطني، تهيئ الأجواء من أجل الوصول إلى الانتخابات العامة، الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، وبعد ذلك نلتف لترتيب بيتنا وإعادة هيكلة منظمة التحرير".


ورغم موقف حركة الجهاد من الانتخابات التشريعية و الرئاسية، إلا أن المدلل أكد أن حركته "لن تعطل مسار الانتخابات في ظل الأجواء التوافقية".


الجبهتان تؤيدان


أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقد أكدت على لسان عضو لجنتها المركزية القيادي، كايد الغول، على "أهمية وضرورة إجراء انتخابات شاملة، باعتبارها السبيل لتداول السلطة وإعادة تجديد بنية النظام السياسي الفلسطيني، مع ضرورة تضافر كافة الجهود لإنجاحها".


ونوه في تصريح خاص لـ"عربي21"، أنه "في ضوء التعقيدات القائمة وخاصة مع وجود الانقسام، يصبح التوافق الوطني ممرا إجباريا لنجاح هذه العملية"، محذرا من أن "إجراء الانتخابات دون توافق من شأنه أن يعمق الانقسام ويقود إلى الانفصال".


وأكد الغول "أهمية عقد اجتماع قيادي للأمناء العامين يجري فيه بحث العملية الانتخابية في سياق عملية متكاملة لإنهاء الانقسام من جهة، وتوفير ضمانات نزاهتها والاعتراف بنتائجها، والاتفاق على إجرائها (تشريعية ورئاسية)، إما بالتزامن أو بالتوالي أو وفق ما يمكن أن يصل إليه النقاش، وبما ينتج عملية ديمقراطية شاملة لكل مكونات النظام السياسي الفلسطينية بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية".


وأضاف: "هذا ما تدعو إليه الجبهة، كي تكون الانتخابات رافعة لإنهاء الانقسام، انتخابات تعيد بناء النظام السياسي وتوفر شراكة حقيقية في إدارة الشأن الوطني الفلسطيني، ومن الممكن أن تشكل فرصة لمواجهة الاحتلال، الذي على الأرجح سيعمل على تعطيل الانتخابات في القدس وربما في الضفة، إذا ما شعر أنها ستؤدي إلى إنهاء الانقسام، لأن بقاء الانقسام الفلسطيني ما زال يشكل مصلحة استراتيجية لإسرائيل".


وحول رد حركة "فتح" على رؤية الفصائل الثمانية، ذكر القيادي في الشعبية، أنه "حتى الآن لم يصل أي رد رسمي، وهناك تصريحات إعلامية فقط"، موضحا أن "هذه الرؤية تشكل فرصة للكل الفلسطيني للخروج من حالة الانقسام".

 

اقرأ أيضا: ما دلالات دعوة الرئيس الفلسطيني لإجراء انتخابات عامة؟

وقال: "سنبقى على اتصال مع الإخوة في فتح، وسنتحاور معهم على أمل أن نصل إلى نتيجة محددة تؤدي إلى تنفيذ ما جاء في هذه المبادرة".


وبدورها، رحبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بقدوم وفد لجنة الانتخابات إلى قطاع غزة، وشددت على لسان القيادي طلال أبو ظريفة، على "أهمية التحضير لهذه الانتخابات وتوفير الأجواء والشروط المناسبة لضمان نجاحها، كي تكون ممرا يوحد الحالة الوطنية الفلسطينية، ويعيد بناء مؤسسات النظام السياسي الفلسطيني على أساس ديمقراطي".


ولفت في تصريح خاص لـ"عربي21"، إلى "ضرورة التحضير لإجراء الانتخابات من خلال حوار وطني على مستوى قيادي مقرر الأمناء العامين بحضور الرئيس أبو مازن، بما يمكننا من الاتفاق على كل ما يتعلق بهذه الانتخابات وشموليتها، بحيث تشمل الرئاسة، المجلس التشريعي والمجلس الوطني الفلسطيني، وقوانين الانتخابات وفق التمثيل النسبي الكامل".


ونوه أبو ظريفة، إلى أنه "سيعقد لقاء الاثنين، يجمع وفد لجنة الانتخابات مع الفصائل الفلسطينية بغزة كما حصل في الضفة الغربية المحتلة، وكل تنظيم سيحدد موقفه انطلاقا من المصلحة الوطنية، واحترام القانون الأساسي الفلسطيني وكون الانتخابات استحقاقا دستوريا وسياسيا".

التعليقات (0)