دراسة: بعض الخلايا المناعية تعمل أثناء النوم

وجد باحثون أن الخلايا المناعية التي تسمى الخلايا الدبقية الصغيرة "microglia"، والتي تلعب دورا مهمّا في إعادة تنظيم الروابط بين الخلايا العصبية، ومكافحة العدوى، وإصلاح الضرر، نشطة أيضا بشكل أساسي أثناء نومنا.

وبحسب الخبر الذي نشره موقع "thehindu"، تعتبر خلايا "Microglia" في عملها أول المستجيبين للدماغ، حيث تقوم بدوريات في المخ والنخاع الشوكي، وتنتقل إلى العمل للقضاء على الالتهابات، أو تلتهم الحطام من أنسجة الخلايا الميتة.

وأشار الخبر الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الباحثين توصلوا لهذه النتيجة بعد إجراء دراستهم على الفئران.

وقالت مؤلفة الدراسة "أنيا ماجويسكا"، وهي أستاذة بجامعة "روتشستر" بالولايات المتحدة الأمريكية: "هذا البحث يظهر أن الإشارات الموجودة في دماغنا، والتي تعدل من حالة النوم والاستيقاظ، تعمل أيضا كمفتاح يعمل على تشغيل الجهاز المناعي وإيقافه".

وذكر الموقع أنه في الدراسات السابقة أظهر المختبر الذي تعمل فيه "ماجيوسكا"، كيف تتفاعل الخلايا الدبقية الصغيرة مع المشابك العصبية، وهي المرحلة التي تتواصل فيها محاور عصبون واحد، وتتواصل مع جيرانها.

وتساعد الخلايا الدبقية الصغيرة في الحفاظ على صحة ووظيفة المشابك العصبية، وتوصيلات التقليم والتشذيب بين الخلايا العصبية، عندما لم تعد ضرورية لوظيفة الدماغ.

 

وتشير الدراسة الحالية إلى دور هرمون "نورإبينفرين"، المسؤول عن مشاعر الإثارة الجنسية والتوتر في الجهاز العصبي المركزي، وتكون مستويات هذا الهرمون في المخ منخفضة أثناء نومنا، لكن عندما يرتفع الإنتاج يثير خلايانا العصبية، ما يجعلنا نستيقظ، وتصبح في حالة تأهب.

 

وأظهرت الدراسة أن هرمون "نورإبينفرين" يعمل أيضا على مستقبلات محددة، وهي مستقبلات "الأدرينالية بيتا 2"، التي يتم التعبير عنها بمستويات عالية في الخلايا الدبقية الصغيرة.

 

وعندما تكون هذه المادة الكيميائية موجودة في الدماغ، تنزلق الخلايا الدبقية الصغيرة إلى نوع من السبات.

 

وأوضح الباحثون الذين استخدموا تقنية تصوير متطورة تسمح لهم بمراقبة النشاط في الدماغ الحي، أنه عندما تعرضت الفئران لمستويات عالية من "نورإبينفرين"، أصبحت الخلايا الدبقية الصغيرة غير نشطة، ولم تتمكن من الاستجابة للإصابات الموضعية، وانسحبت من دورها في تجديد شبكات الدماغ.

 

وقال الباحث المشارك الدراسة "ريان ستويل": "يشير هذا العمل إلى أن إعادة التصميم المعززة للدوائر العصبية وإصلاح الآفات أثناء النوم يمكن التوسط فيها جزئيا؛ من خلال قدرة الخلايا الدبقية الصغيرة على التفاعل ديناميكيا مع المخ".

 

وأضاف "ستويل": "يوضح هذا البحث أيضا أن الخلايا الدبقية الصغيرة حساسة بشكل رائع للإشارات التي تعدل وظائف المخ، وأن ديناميات ووظائف الخلايا الجليدية يتم تعديلها من خلال الحالة السلوكية للحيوان".