ملفات وتقارير

مع انتهاء مهلة أردوغان.. هل تنفذ أنقرة تهديداتها شرق الفرات؟

نقلت وكالة تركية عن مصادر أن وحدة الاستخبارات قامت بجمع كافة المعلومات حول التنظيم الكردي- الأناضول
نقلت وكالة تركية عن مصادر أن وحدة الاستخبارات قامت بجمع كافة المعلومات حول التنظيم الكردي- الأناضول

تتجه الأنظار، إلى تركيا مجددا، مع انتهاء المهلة التي حددتها للولايات المتحدة، في المضي قدما نحو تأسيس المنطقة الآمنة شرقي الفرات.

وتثار التساؤلات حول نية تركيا، الإقبال نحو القيام بعملية عسكرية في شرقي الفرات للقضاء على الوحدات الكردية التي تعدها بأنها امتداد لمنظمة العمال الكردستاني، والتي تصنفها أنقرة "كيانا إرهابيا".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد عودته من نيويورك، قال إن المساعي بين أنقرة وواشنطن لإنشاء المنطقة الآمنة تمضي وفق الجدول الزمني المحدد، وذلك بعد اتهامات سابقة بالمماطلة، لافتا بالوقت ذاته، إلى أن استعدادات بلاده على طول الحدود باتت مكتملة.

وأوضح أن الخطوات الفعلية القادمة بخصوص المنطقة، سيجري تقييمها من أجل اتخاذها وتنفيذها.

إلا أن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أكد أن بلاده غير راضية عن النقطة التي تم الوصول إليها مع الأمريكيين بشأن المنطقة الآمنة بسوريا.

وأضاف: "من غير الصواب أن يقول مبعوث الولايات المتحدة لسوريا إننا لم نتحدث عن عمق المنطقة الآمنة"، مشيرا إلى أن ذلك يعني "أنهم لم ينصتوا إلى ما قلناه جيدا"، مشددا على أن "هدف تركيا من المنطقة الآمنة هو إخراج الإرهابيين من شمال سوريا".

 

اقرأ أيضا: تشاووش أوغلو: لسنا راضين عن جهود واشنطن في المنطقة الآمنة

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "صباح" التركية، أن المجلس الأمن القومي برئاسة أردوغان، سيجتمع اليوم ، لافتة إلى أن البند الوحيد على جدول الأعمال هو موضوع المنطقة الآمنة التي سيتم إنشاؤها شرقي الفرات.

وأشارت في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن الاجتماع يأتي مع انتهاء المهلة التي حددتها أنقرة لواشنطن.

وأضافت، أن اجتماع مجلس الأمن القومي التركي، سيكون حاسما، وسينتج عنه قرار في إمكانية المضي نحو عملية عسكرية في المنطقة، أو الاستمرار في التفاهمات مع الولايات المتحدة.


ولفتت إلى أن خطط أنقرة تجاه منطقة شرقي الفرات باتت جاهزة، وفي هذا السياق، ذكرت قبل أيام، وكالة أنباء دوغان "DHA"، أنه بسبب الموقف المزدوج من الولايات المتحدة شرقي الفرات، فإن تركيا تواصل التجهز للخيارات البديلة، وتستعد لها.

 

وكشفت في تقرير ترجمته "عربي21"، أنه جرى رصد كافة أنشطة الوحدات الكردية في شرقي الفرات، وتم تحديد الأهداف الاستراتيجية في المنطقة، وبانتظار الإشارة إلى القوات البرية والجوية لمهاجمتها.

 

وأضافت أنه على الرغم من تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين أنقرة وواشنطن، والقيام بعدة طلعات جوية، وتسيير دوريات ثنائية، إلا أن الولايات المتحدة تواصل تقديم الدعم للوحدات الكردية بالتزامن مع ذلك.

 

ونقلت الوكالة عن مصادر، أن وحدة الاستخبارات قامت بجمع كافة المعلومات حول التنظيم الكردي في المنطقة، وأن قوات الجيش والأمن تتأهب بانتظار تعليمات للقيام بعملية واسعة هناك.

 

اقرأ أيضا: هذه هي الخطة التركية لـ"توطين" اللاجئين بالمنطقة الآمنة
 

وذكرت المصادر ذاتها، أنه جرى رصد الوحدات الكردية واستعداداتها لعملية عسكرية تركية محتملة، لافتة إلى أنها جهزت أنفاقا وملاجئ في هذا الإطار، وإلى قيام تلك الوحدات بالتنكر باللباس المدني.

 

وفي السياق ذاته، حذر السفير المتقاعد أونور أويمن، بلاده من القيام بعملية عسكرية في تلك المنطقة، لافتا إلى أن الفجوة بين واشنطن وأنقرة حول المنطقة الآمنة ما زالت كبيرة.

 

وقال في مقابلة معه في صحيفة "يني شاغ" المعارضة، وترجمتها "عربي21"، إن الحاجة باتت ملحة للاستعانة بالنظام السوري لإعادة السيطرة على تلك المنطقة، بدلا من القيام بعملية عسكرية.

 

وأوضح أن هذا الإطار ينطبق أيضا على شرقي الفرات، فلن يكون سهلا على تركيا محاربة "الإرهاب" عبر عزل النظام السوري.

 

وأضاف أن تركيا غير قادرة على حل معضلة تلك الوحدات الكردية في شرقي الفرات، ويجب على أنقرة أن تتحدث مع النظام السوري الذي يصنف أيضا تلك الوحدات كيانا إرهابيا بالنسبة له.

 

ولفت إلى أن مفهوم المنطقة الآمنة لدى تركيا، يختلف عنه لدى الولايات المتحدة، موضحا أن أنقرة تريد منطقة آمنة بعمق كبير، وبدون أي تواجد للوحدات الكردية، إلا أن واشنطن تريد اقتصار ذلك على القيام بدوريات مشتركة فقط في مناطق محدودة.

 

اقرأ أيضا: أردوغان يهدد بتحرك أحادي في شمال سوريا خلال أسبوعين
 

وأشار إلى أن بلاده قالت إنها ترغب بإنشاء قواعد عسكرية كما في شمال العراق، إلا أن الحقيقة أنها لم تتمكن من السيطرة على منطقة "قنديلي".

 

وأوضح أن بلاده لا يمكن لها الذهاب إلى منطقة قنديل، كما أن إدارة بارزاني والحكومة لا يستطيعان ذلك، وهذا ما يحدث في شرقي الفرات بسبب التواجد الأمريكي هناك.

التعليقات (0)