سياسة عربية

أربعة مشاهد من "جمعة الخلاص" تحرج إعلام السيسي

إعلام النظام تجاهل تماما التظاهرات المعارضة وقتلى سيناء وركّز على مظاهرات التأييد- فيسبوك
إعلام النظام تجاهل تماما التظاهرات المعارضة وقتلى سيناء وركّز على مظاهرات التأييد- فيسبوك
عاش الشارع المصري أربعة مشاهد متناقضة، أمس الجمعة، في "جمعة الخلاص"، اختلف تماما التعامل الإعلامي مع كل منها.

ففي الوقت الذي تجاهل فيه إعلام النظام العسكري الحاكم مشهد التظاهرات التي خرجت بقرى ومدن ومحافظات مصرية ضد رأس النظام عبدالفتاح السيسي، وشكك فيها؛ أفسح تغطياته الصحفية والتليفزيونية بنشرات الأخبار وبرامج التوك شو للتجمع الموالي للنظام، والذي شهدته منطقة المنصة الشهيرة بطريق النصر برابعة العدوية (شرقي القاهرة).

وبالوقت الذي أفرد فيه إعلام النظام تغطية خاصة لفاعليات حفل ختام مهرجان "الجونة السينمائي"، تعامل مع مقتل 15 وضابطا مجندا مصريا عند حاجز التفاحة ببئر العبد في سيناء، كخبر عادي؛ مركزا على احتفالات الجونة، وفساتين الفنانات، وأغاني المنصة، ومشاركة الفنانين، وبينهم محمد رمضان.


ولم تخل صحيفة مصرية ولا فضائية من تغطية الفعاليات المؤيدة للسيسي، وختام مهرجان الجونة السينمائي، عبر مقاطع الفيديو وألبومات الصور، وعناوين الأخبار والتحقيقات وأيقونات خاصة بالموضوعين في المواقع الإلكترونية منذ الصباح الباكر وحتى انتهاء الفاعليات ليلا، إلى جانب مانشيتات صحف، السبت.

 



وهو المشهد الذي عبّرت عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط بقولها: أبرزت صحف القاهرة، الصادرة صباح السبت، تظاهرة "في حب مصر ودعم الدولة المصرية"، والتي شارك فيها أمس الجمعة، وفود شبابية ونسائية ومجتمعية بمحيط ميدان المنصة لإعلان تأييد السيسي ضد ما وصفوه بـ "الإرهاب".

 

 

وفي رؤيتها قالت الكاتبة الصحفية مي عزام، إن "التعامل الإعلامي المنقوص؛ لم يكن فقط من جانب الإعلام المصري، لكن من الإعلام الخارجي المناهض للسيسي".

الكاتبة بصحيفة "المصري اليوم"، أضافت لـ"عربي21"، أن "الكل يدور في دوائره لا يريد أن يشاهد ما هو أبعد منها".

وأعلنت عزام، عن أسفها لهذا الوضع مؤكدة أن "الجميع خاسر؛ من راهن على تحرك المصريين بمختلف مشاربهم نتيجة دعوات الفنان محمد علي، وأنه قادر على حشد داخل مُستقطب ومُنقسم، وكذلك خسر من تصور أنه انتصر بصورة ناقصة".

وفي وصفها للمشهد، قالت إن "الأمر ينطبق عليه وصف العميان لفيل - والذي كتبت عنه مؤخرا- فكل أعمى يتصور أنه وحده يصف الفيل الوصف الحقيقي، وهو فقط يصف الجزء الذي يتحسسه بأنامله".
 
من جانبه، أعلن عضو حزب "الوسط" المعارض وليد مصطفى، عن استغرابه من مواصلة احتفالات المنصة والجونة، بينما هناك "جنود مصريون استشهدوا، ودماء مصرية أريقت بلا ذنب".

مصطفى، أشار بحديثه لـ"عربي21"، إلى أننا كمصريين "لا نعرف ماذا يحدث بسيناء، خاصة بعد الشهادة الغريبة عن الأوضاع بها، والتي قدمها الناشط السيناوي مسعد أبو فجر، الذي اختاره النظام لتمثيل سيناء بجميعة الخمسين لوضع دستور 2014".

وأكد أن تلك الشهادة الموثقة عبر مقطع فيديو لأبو فجر، "يجب أن يتبعها محاكمة شخصيات هامة، وفتح تحقيق كبير وعادل من لجان محايدة لمعرفة ما يحدث بسيناء".

وتساءل: "لماذا يتم قتل جنودنا هناك؟ لماذا يتم قتل أهالي سيناء؟ لماذا يتم تهجيرهم؟ ومن هم الذين يتم قتلهم يوميا بسيناء؟ وماذا يحدث لأهل سيناء ولجنودنا وكلاهما مصريين تنتهك حقوقهم وتراق دماؤهم بلا ذنب".

وأضاف المعارض المصري أن "المتحدث العسكري يُصدر بيانات عن موت الجنود، وحول قتل أكثر من ألفي إرهابي على الأقل منذ بدء العمليات بسيناء؛ دون الكشف عن حقيقة هؤلاء الإرهابيين"، متسائلا: "لماذا لا توجد صورة ولا اسم لأحد منهم؟".

واعتقد أن "هدف الأذرع الإعلامية للنظام من تغطية مهرجان الجونة بهذا الشكل هو ترويج كل ما يشغل الناس عن السؤال عما يحدث بالدولة، وعن الفساد، وميزانية الدولة المرصودة لتسديد الديون، وأسباب الاقتراض وأين يتم إنفاق القروض؟".

ويرى المعارض المصري، أن "عرض المهرجانات والحديث عن فساتين الفنانات، ومن تزوج وطُلق، لم يعد يهم الناس الذين يشغلهم الآن كيفية شراء طبق فول كل صباح".

وأكد أن "تغطية التظاهرات المؤيدة لنظام لن يحقق ما حققه إعلام 2013، عندما مارس خداعا إعلاميا رهيبا بأن هذا النظام هو المنقذ ونال دعم الناس، ولكن في 2019، اكتشف الشعب الحقيقة وليس عن طريق الإعلام -الذي مازال يكذب ويخادع- حيث وجدوا حياتهم المادية متدهورة".

وأشار مصطفى، إلى أن "من شاركوا بمظاهرات التأييد شاركوا بالأمر؛ فما بين موظف بشركة وعامل بمصنع لا يقدر أن يقول لا، وينتظر الحافز المادي الذي سيحصل عليه وفي النهاية خرج نحو 20 ألفا بأقصى تقدير".

وانتقد التعامل الإعلامي في كل القضايا، مؤكدا أنه ليس لدينا إعلام في مصر، وهذا مسيء لإعلام مصر الرائد والأول بالعالم العربي".
 
وفي تعليقها عبر "تويتر"، كتبت الناشطة آية حجازي: "كل عاقل بيحب وطنه سيساوي أو سلفي أو كنباوي أو فلول؛ النهاردة حصل هجوم على كمين في بئر عبد، بيقولوا 15 جنديا اتقتل، الدولة مش مهتمة، وبتتكلم على رقص المنصة اللي بيواجه المتظاهرين السلميين"، مؤكدة أن تفسير هذا الموقف هو أن الخوف على الكراسي لا على الدماء.

 

 

 

التعليقات (0)