أفكَار

الريسوني: الإكراه لا ينشئ دينا ولا إيمانا ولا كفرا ولا ردّة

أحمد الريسوني: لن يكون أحد مؤمنا مسلما إلا بالرضا الحقيقي- (صفحة الريسوني)
أحمد الريسوني: لن يكون أحد مؤمنا مسلما إلا بالرضا الحقيقي- (صفحة الريسوني)

أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن آية (لا إكراه في الدين) القرآنية غير منسوخة وغير قابلة للنسخ، وأن الدين والإكراه لا يجتمعان، ذلك أن "الدين إيمان واعتقاد يتقبله عقل الإنسان وينشرح له قلبه، وهو التزام وعمل إرادي، والإكراه ينقض كل هذا ويتناقض معه".

وأوضح الريسوني في مقال له اليوم نشره الموقع الرسمي لحركة "التوحيد والإصلاح" المغربية، أنه متى ثبت الإكراه بطل الدين.

 

"الدين إيمان واعتقاد يتقبله عقل الإنسان وينشرح له قلبه، وهو التزام وعمل إرادي، والإكراه ينقض كل هذا ويتناقض معه".


وقال في شرحه للآية التي ذهب بعض المفسرين إلى القول بنسخها (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ): "الإكراه لا ينتج دينا، وإن كان قد ينتج نفاقا وكذبا وخداعا، وهي كلها صفات باطلة وممقوتة في الشرع، ولا يترتب عليها إلا الخزي في الدنيا والآخرة".

وأكد أن "الدين إيمان واعتقاد يتقبله عقل الإنسان وينشرح له قلبه، وهو التزام وعمل إرادي، والإكراه ينقض كل هذا ويتناقض معه".

وأضاف: "كما أن الإكراه لا ينشئ دينا ولا إيمانا، فإنه كذلك لا ينشئ كفرا ولا ردة، فالمكرَه على الكفر ليس بكافر، والمكره على الردة ليس بمرتد، وهكذا فالمكره على الإيمان ليس بمؤمن، والمكره على الإسلام ليس بمسلم. ولن يكون أحد مؤمنا مسلما إلا بالرضا الحقيقي: (رضيتُ بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا ورسولا). وإذا كان الإكراه باطلا حتى في التصرفات والمعاملات والحقوق المادية والدنيوية، حيث إنه لا ينشئ زواجا ولا طلاقا، ولا بيعا، ولا بيعة، فكيف يمكنه أن ينشئ دينا وعقيدة وإيمانا وإسلاما؟!".

وشدد الريسوني على أن "قضية (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) هي قضية كلية محكمة، عامة تامة، سارية على أول الزمان وآخره، سارية على المشرك والكتابي، سارية على الرجال والنساء، سارية قبل الدخول في الإسلام، وبعده، أي سارية في الابتداء وفي الإبقاء، فالدين لا يكون بالإكراه ابتداء، كما لا يكون بالإكراه إبقاء".

 

قضية (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) هي قضية كلية محكمة، عامة تامة، سارية على أول الزمان وآخره، سارية على المشرك والكتابي


وأشار إلى أنه "لو كان للإكراه أن يتدخل في الدين ويُدخل الناس فيه، أو يبقيهم فيه، لكان هو الإكراه الصادر عن الله عز وجل، فهو سبحانه وحده القادر على الإكراه الحقيقي والمُجْدي، الذي يجعل الكافر مؤمنا والمشرك موحدا والكتابي مسلما، ويجعل جميع الناس مؤمنين مسلمين، ولكنه سبحانه ـ بحكمته ـ أبى ذلك ولم يفعله : (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) يونس: 99 (قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) الأنعام: 149، (وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ) الأنعام: 107 فحكمة الله التي لم تأخذ بالإكراه في الدين، حتى في صورة كونه ممكنا ومجديا وهاديا، لا يمكن أن تقره حيث لا ينتج سوى الكذب والنفاق وكراهية الإسلام وأهله".

وشدد الريسوني على أن "آية (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) غير منسوخة وغير قابلة للنسخ، فهي أيضا غير مخصصة وغير قابلة للتخصيص. وأقل ما يقال في هذا المقام، هو أن الآية جاءت بصيغة صريحة من صيغ العموم، فلا يمكن تخصيصها إلا بدليل مكافئ ثبوتا ودلالة". 

واستدل العلامة المغربي على رأيه بقول العلامة ابن عاشور: "وجيء بنفي الجنس (لا إكراه)، لقصد العموم نصا، وهي (أي الآية) دليل واضح على إبطال الإكراه على الدين بسائر أنواعه…"، وفق تعبيره.

التعليقات (1)
insaniyat
الأربعاء، 09-10-2019 11:16 ص
الإسلام دين إذا حاربوه اشتد و إذا تركوه امتد معادلة صعبة تفوق كل إمكانيات الكفر و الإلحاد و على هذا فإن النهاية لنا و إن الله معنا و سوف يعلم الذين ظلموا أي منقلبين ينقلبون .. عدو الإسلام اللدود يقول الإسلام سينتصر لأنه أقوى من المال . سؤالي إلى كل مسيحي إلى كل يهودي : لماذا لم يقول بأن إيمان المسحية أو اليهودية سيتغلب على العالم ؟ رأي الشخصي هو أن هذا الباحث أدرك بأن المسيحية ليست إيمان بالله و إنما إيمان بالحرية المطلقة ، و لذلك أهم شيء في الإيمان المسحي هو الله مات من أجل خطايا البشر .. جملة مخادعة و المقصود منها .. الله مات فليس هناك من يحاسب البشرية .. فنالوا بموت الله الحرية المطلقة .. مثل الإلحاد تماماً .. و اليهودية لهو وجه آخر واضح بأنه إيمان بالعرق و العنصرية و السحر و فوق كل هذا يعتقدون بأن الله سيأتي ليترشح لكرسي رئاسة العالم .. ما يسمونه بالهيكل و مملكة سليمان يعني همهم جميعاً هو الحرية و الحكم .. و الإسلام همه هو الإيمان بالله الحي القيوم الواحد الأحد و تعليم البشرية مكارم الأخلاق و القيم السامية التي ترقى بالنفوس البشرية .. يقول أحمد ديدات : الإسلام بك أو بدونك سينتصر أما أنت ستخصر و تضيع بدون الإسلام .