ملفات وتقارير

هل زادت إسرائيل اعتمادها على الـ"درونز" مقابل المقاتلات؟

جندي إسرائيلي خلال إطلاقه طائرة بدون طيار- أرشيفية
جندي إسرائيلي خلال إطلاقه طائرة بدون طيار- أرشيفية

أثار استخدام الطائرات المسيرة، في تنفيذ العديد من الهجمات ضد أهداف مرتبطة بحلفاء إيران، سواء في لبنان أو العراق ومؤخرا في سوريا والتي يعتقد أن إسرائيل وراءها، تساؤلات بشأن لجوئها لهذه الوسيلة، بعيدا عن طلعات المقاتلات خاصة في أجواء سوريا.

وخلال شهرين فقط شنت طائرات مسيرة، العديد من الهجمات على مواقع للحشد الشعبي في العراق، اتهمت إسرائيل بالوقوف وراءها بالإضافة إلى هجوم الضاحية الجنوبية، الذي كشف حزب الله ضلوع إسرائيل فيه، وآخر تلك الهجمات إسقاط طائرتين مسيرتين في مناطق بالجولان، شبيهتين بتلك التي جرى السيطرة عليها في بيروت.

وقال النظام السوري قبل أيام، إنه تم إسقاط طائرة مسيرة فوق أجواء محافظة ريف دمشق جنوب سوريا، قادمة من هضبة الجولان المحتلة.

وقالت وسائل إعلام النظام السوري، إن قوات الأخير أسقطت الطائرة القادمة من جهة الغرب فوق أجواء بلدة عرنة بمنطقة جبل الشيخ، مشيرة إلى أنه بعد تفكيك الطائرة تبين أنها مزودة بقنابل عنقودية وعبوة محملة بمادة السيفور شديد الانفجار.

 

إقرأ أيضا: ماذا طلبت إسرائيل من روسيا مقابل تقنية الطائرات بلا طيار السرية

الخبير العسكري العميد أحمد الحمادي، قال: إن إسرائيل لجأت إلى التقليل من استخدام الأدوات الحربية، التي تشكل إحراجا للروس في ضرب أهداف مرتبطة بإيران في سوريا.

وأوضح الحمادي لـ"عربي21" أن تفعيل منظومات دفاع جوي صاروخية في سوريا، أثار مخاوف الإسرائيليين من استهداف مقاتلاتهم، وهو ما يشكل خسارة فادحة بالنسبة لهم في حال إسقاط إحداها.

وأضاف: "الطائرات المسيرة من الناحية العسكرية، أقل كلفة مادية وبشرية وفي حال فقدان إحداها لا يعتبر الأمر خسارة كبيرة، نظرا للحسابات السياسية الداخلية لدى زعماء الاحتلال الإسرائيلي، والذين سقط بعضهم بفعل بعض الأخطاء العسكرية في حوادث كثيرة مختلفة".

وشدد الحمادي على أن إسرائيل رغم تركيزها في الآونة الأخيرة على الطائرات المسيرة، إلا أنها لم تدخر أي أداة حربية إلا واستخدمتها في سوريا سواء المقاتلات أو الصواريخ الموجهة، التي غالبا ما أطلقتها على أهداف من الأجواء اللبنانية.

ولفت إلى أن الاحتلال يرى في الوقت الحالي، أن الأهداف التي يرغب بضربها لا تحتاج إلى جهد عسكري كبير، وبالتالي يدرس الهدف على أساس أن طائرة مسيرة تفي بالغرض، وهي وسيلة توفر الدقة نظرا لتوجيهها من لحظة الإطلاق وحتى إصابة الهدف.

 

إقرأ أيضا: مقتل عنصرين من "الحشد" بقصف "درونز".. واتهام إسرائيل (صور)

وفي السياق ذاته قال الخبير العسكري: إن الاحتلال "لديه إمكانيات عسكرية كبيرة تتيح له تنفيذ هجمات بواسطة الطائرات المسيرة، والحصول على ميزة الفاعل المجهول، لأن تلك الطائرات يمكن إطلاقها من منصة في البحر، أو حتى من على سطح بناية داخل أرض الخصم بيد أحد عملائها".

من جانبه قال الباحث سعد وفائي" إن إسرائيل لجأت في الأونة الأخيرة، لتكثيف هجماتها بواسطة الطائرات المسيرة من باب تجربة آخر تقنياتها في هذا المجال، لأن ساحة الحرب الفعلية هي الأنسب لمعرفة مدى كفاءة إنتاجها.

وأشار وفائي لـ"عربي21" إلى أن الحسابات السياسية لا تسقط من هذه المعادلة أيضا، نظرا لرفض بعض الدول اللاعبة في سوريا لنشاط المقاتلات الإسرائيلية بكل حرية في الأجواء، وخاصة روسيا وتركيا بعد التقارب مع إيران، وهو ما أحدث مشكلة كبيرة لموسكو.

وشدد على أن اللاعبين في المنطقة، "رغم ما بينهم وبين إسرائيل من علاقات، إلا أنهم متنبهون لمحاولات تل أبيب توسيع نفوذها وممارسات الدولة المارقة التي تقوم بها لذلك فإنهم رغم التفوق العسكري الإسرائيلي إلا أنهم يضعون حدودا للتمدد خارج حدود فلسطين المحتلة".

وعلى صعيد كلف استخدام الطائرات المسيرة مقابل المقاتلات، أكد وفائي أن الطيارين الإسرائيليين من أعلى الطيارين كلفة حول العالم بسبب التدريبات التي يخضعون لها، فضلا عن التكنولوجيا المتطورة بين أيديهم، ولذلك فإن خسارتهم في طلعات جوية فوق سوريا قد تكلف إسرائيل الكثير.

التعليقات (0)