سياسة عربية

هكذا تفاعل سياسيو المغرب مع فاجعة "ملعب الموت"

تسببت الأمطار الغزيرة التي عرفها إقليم تارودانت (جنوب المغرب)، أول أمس الأربعاء، في وفاة 7 أشخاص بقرية تيزرت- يوتيوب
تسببت الأمطار الغزيرة التي عرفها إقليم تارودانت (جنوب المغرب)، أول أمس الأربعاء، في وفاة 7 أشخاص بقرية تيزرت- يوتيوب

نعى قادة الأحزاب السياسية ووزراء وبرلمانيون مغاربة، ضحايا فيضانات تارودانت التي أودت بحياة 7 أشخاص جرفتهم السيول من ملعب لكرة القدم، أول أمس الأربعاء.


رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، كان أول من تفاعل مع الفاجعة، حيث أوضح أن الجهات المسؤولة والسلطات المحلية تتابع عن كثب تداعيات الفاجعة، وحصر الخسائر البشرية والمادية. 

وخلال افتتاح المجلس الحكومي بالرباط، أمس الخميس، قال العثماني إن "الجهات المعنية، وفور وقوع الحادث الأليم، باشرت التحقيقات الضرورية لتحديد بالضبط ما جرى، وأيضا لتحديد المسؤوليات"، ودعا إلى اليقظة واتخاذ الاحتياطات، مطالبا جميع المتدخلين بالتعاون فيما بينهم لتفادي مثل هذه الحوادث، خصوصا مع التقلبات المناخية التي تتسبب في وقوعها.


وشارك وزير السياحة والقيادي بحزب الاتحاد الدستوري، محمد ساجد، أمس الخميس، في مراسيم دفن ضحايا "ملعب تزيرت" رفقة وفد رسمي يتقدمه عامل الإقليم.

ونعى وزراء حزب العدالة والتنمية في تدوينات متفرقة ضحايا الفيضانات مقدمين التعازي لأسرهم. كما قدم زعماء الأحزاب السياسية التعازي لعائلات الضحايا وساكنة قرية تزيرت، متمنين الشفاء لكل المصابين الذين نجوا من هذه الكارثة.


تحديد المسؤوليات
الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية (الأغلبية)، نبيل نبعبد الله، طالب في تدوينة على حسابه بـ"فيسبوك" بأن "يذهب التحقيق الذي باشرته السلطات المعنية إلى نهايته لتحديد المسؤوليات، كما يجب التعاطي بالصرامة اللازمة مع ظاهرة إقامة بنايات سكنية أو تجهيزات مفتوحة في وجه العموم في مجرى الأودية، خاصة مع التحولات المناخية التي يعرفها العالم والمغرب، والتي تنبئ بأن مثل هذه الحوادث قد تتكرر ما لم يتم اتخاذ الاحتياطات والتدابير الوقائية الضرورية". 


وسجل الوزير السابق أن "الظاهرة معقدة وتطرح العديد من الصعوبات، خاصة ما يرتبط بمنع البناء في مجرى الأودية ولكن الصرامة والإرادة القوية مطلوبة لمعالجة هذه الظاهرة حماية لأرواح المواطنات والمواطنين وممتلكاتهم".

اقرأ أيضا:  غرقى ومفقودون في فيضان دمر ملعبا جنوب المغرب (شاهد)

الأمين العام لحزب الاستقلال (معارضة)، نزار بركة، بعد تعزيته لأسر الضحايا، دعا "كافة مناضلات ومناضلي الحزب ومنتخبيه بالمنطقة إلى تقديم العون إلى عائلات الضحايا والمصابين والمفقودين، والقيام بمبادرات مستعجلة للتخفيف من معاناة الأسر المكلومة والمتضررة، كما يحث الحكومة على القيام بإجراءات استباقية ووقائية حماية لأرواح المواطنين من مخاطر الفيضانات”.

بدوره، نعى الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة (معارضة)، حكيم بن شماش، ضحايا الفاجعة، معربا عن تضامنه كما مناضلي ومناضلات حزبه "مع عائلات الضحايا والمصابين والمفقودين"، داعيا "منتخبي الحزب وبرلمانييه إلى القيام بمبادرات مستعجلة للتخفيف من معاناة الأسر المكلومة والمتضررة، كما يحث الحكومة على استخلاص الدروس والعبر من الفاجعة للقيام بإجراءات استباقية ووقائية حماية للبلاد والعباد من الأمطار الغزيرة وما يترتب عنها من فيضانات". 

فشل الدولة
حزب "الاشتراكي الموحد" أكد، في بلاغ، أن الفاجعة تسجل مرة أخرى فشل الدولة في وضع يقظة رصدية، من أجل التحذير من الظواهر الجوية والبرية القصوى. وطالب بفتح تحقيق في قانونية عملية تدشين الملعب من طرف رؤساء جمعيات محلية صحبة رئيس الجماعة الترابية “إمي نتيارت” التابعة لقيادة “اضار” بتارودانت.


كما ندد الحزب بهدر المال العام في الكم الهائل من البرامج واللجان الوطنية والإقليمية التي ترتبط بتدبير الكوارث الطبيعية دون جدوى وفعالية، مما يفضح زيف الشعارات التي ترفعها الدولة في مجال اليقظة واستباقية الحوادث، وفق تعبيره. 


الوزيرة السابقة التي كانت مكلفة بقطاع الماء والقيادية بحزب التقدم والاشتراكية، شرفات أفيلال، علقت على الحادثة في تدوينة على حسابها بـ"فيسبوك" قائلة: "ويبقى المشكل قائما: الترامي على الملك العام المائي وعشوائية التعمير، رحم الله ضحايا فيضانات تارودانت”.

كما تفاعل برلمانيون مع الفاجعة بتعليقات أغلبها منتقدة لسياسة الحكومة بالمنطقة، حيث كتبت البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي حنان رحاب: "فاجعة بكل المقاييس، رحم الله هؤلاء الشباب، شهداء الفساد والغش وعدم الإكثرات بحياة الإنسان"، فيما كتب البرلماني عن دائرة تارودانت من حزب العدالة والتنمية جليل مسكين: "لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، إنَّا لله وإنا إليه راجعون، تعازينا الحارة لأهالي الضحايا بجماعة إمي نتيارت، اللهم لطفك يارب".


من جهته، طالب رئيس جهة الرباط سلا القنيطرة عبد الصمد سكال، في تدوينة على حسابه بـ"فيسبوك"  بـ"اتخاذ الصرامة في احترام معايير تحديد المناطق القابلة للتهيئة والتعمير"، معتبرا أنه يجب التشدد في الصرامة خاصة ما تعلق بتحديد المناطق التي يمنع فيها التهيئة والتعمير بسبب عدم الصلاحية أو المخاطر المرتبطة بطبيعة الموقع أو التربة.

مساءلة وزير الداخلية
كما وجه البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي، سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، وكذا طلبا عاجلا لعقد اجتماع عاجل للجنة الداخلية بمجلس النواب، بسبب فاجعة تارودانت، متسائلا عن التدابير التي ستتخذها الحكومة لإعلان المنطقة "منطقة منكوبة"، وعن الدعم المادي الذي ستخصصه الوزارة للمنطقة من مالية صندوق التنمية القروية، وصندوق الكوارث الطبيعية المخصصين لمثل هذه الحالات.


وتسببت الأمطار الغزيرة التي عرفها إقليم تارودانت (جنوب المغرب)، أول أمس الأربعاء، في وفاة 7 أشخاص بقرية تيزرت، وفق ما أفادت السلطات المحلية للإقليم.

وأوضح المصدر أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة مساء الأربعاء أدت إلى حدوث فيضانات في قرية تيزرت في ضواحي تارودانت أودت بحياة الضحايا السبع، مشيرا إلى أن الجهود جارية “للبحث عن مفقودين محتملين” من طرف عناصر الوقاية المدنية وسكان المنطقة.

 

واستعانت السلطات الإقليمية بالمروحيات للبحث عن المفقودين المحتملين، كما استعانت برجال القوات المساعدة وعناصر الوقاية المدنية، الذين قاموا بجولات ميدانية، للبحث عن الناجين ومساعدة المتضررين.

 

وكانت مديرية الأرصاد الجوية في نشرة إنذارية حذرت من "زخات رعدية قوية" بعد ظهر الأربعاء والخميس في عدد من المناطق جنوب المملكة بينها مدينة تارودانت ونواحيها، مشيرة إلى أن هذه الأمطار يحتمل أن تكون مصحوبة بالبرد ورياح عاصفية.




التعليقات (0)