ملفات وتقارير

خبير: 3 محددات لسياسات ترامب الخارجية حتى انتخابات 2020

التحشيد لانتخابات 2020 الرئاسية في الولايات المتحدة بدأ مبكرا - جيتي
التحشيد لانتخابات 2020 الرئاسية في الولايات المتحدة بدأ مبكرا - جيتي

بعد خوض مرشحي الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة مناظرتهم الثانية قبل أيام، ووسط اشتعال العديد من الملفات الخارجية، لا سيما مواجهة إيران في الخليج العربي و"صفقة القرن" والحرب التجارية مع الصين، تثار تساؤلات بشأن تأثيرات قرب انتخابات العام المقبل على سياسات دونالد ترامب، الذي يسعى للاحتفاظ بالمنصب لدورة ثانية.


تحدثت "عربي21" مع صبري سميرة، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشأن الأمريكي، حول الملامح الأساسية لسياسات ترامب الخارجية في المرحلة المقبلة، ومدى التأثير المتبادل بين قرب الانتخابات وأداء البيت الأبيض.


ويلفت "سميرة" الانتباه إلى التشابه بين سياسات ترامب وسلفه أوباما، رغم ما يظهره الأول من مساعي لتدمير تركة الأخير، والتزام مسار معاكس تماما، وهو ما يتفق معه أيضا الباحث في العلاقات الدولية، شاي خاتيري، بقوله إن "الرجلين يشتركان في سياسة غير صحية تشكك في قدرة الولايات المتحدة على الفعل".


ويوضح سميرة أن "النفس والروح هو ما يفرق بين سياسات الإدارتين خارجيا"، لافتا إلى أن "الحزب الديمقراطي لم تكن لديه استراتيجية خارجية واضحة المعالم طوال سنوات حكم أوباما الثمانية، وما يزال الغياب حاضرا"، وهو ما يمنح ترامب أريحية في الاستمرار بالتخلي عن تحمل المسؤوليات الخارجية، ولكن في إطار استراتيجية "أمريكا أولا".


المال والاقتصاد أولا


يشير الخبير في الشأن الأمريكي إلى أن المحدد الأول لسياسات ترامب الخارجية في المرحلة المقبلة هو "جلب المزيد من الأموال والاستثمارات إلى البلاد وتوفير المزيد من الوظائف، والتأكيد على تفوق الولايات المتحدة تجاريا واقتصاديا"، وهو ما نقرأ في إطاره حديثه عن طلب المزيد من الأموال مقابل "حماية" الدول الأخرى، بما فيها "الحليفة"، وتركيزه على الحرب التجارية مع الصين.

 

اقرأ أيضا: ترامب: لسنا بحاجة لنفط الشرق الأوسط ولن نحمي أحدا بالخليج


ويضيف سميرة: "إذا حدثت أزمة تجارية كبيرة بين الولايات المتحدة والصين بما يؤدي إلى تضرر المواطن الأمريكي، فإن ذلك من شأنه أن يسيطر على اهتمامات ترامب الخارجية".


ويوضح أن المواطن الأمريكي، لا سيما القاعدة الشعبية الأساسية لترامب، أي اليمين، "لا يعير أكثر الملفات الخارجية اهتماما كبيرا، باستثناء ما له انعكاسات داخلية، لا سيما على الاقتصاد والأمن القومي المباشر".


ويتابع أن استراتيجية "أمريكا أولا" تعني أن "لا تعتمد البلاد على العالم، وأن على مختلف الدول أن تدفع لقاء الخدمات الأمريكية، وأن تكون لواشنطن اليد الطولى في التبادل التجاري وأن تستخدم النفوذ والقوة لأخذ أكبر قدر من المكاسب".


ابتزاز اللوبيات


وتعد اللوبيات من أكبر اللاعبين المؤثرين على الساحة السياسية في الولايات المتحدة، حيث تمتلك نفوذا كبيرا وقدرة على حرمان الحملات الانتخابية من الأموال أو إغراقها بها، ما يؤثر على أدائها وقدرتها الوصول إلى الناخبين وتسويق برامجها.


ويشير سميرة إلى أن اللوبي الصهيوني هو من أقوى اللوبيات بالبلاد، ويعمل على دعم إسرائيل والتغطية على جرائمها ودفع الإدارات الأمريكية إلى تقديم كل ما تريده.


ويقول بهذا الخصوص: "ترامب قدم الكثير، وبلا حدود تقريبا، لإسرائيل، ولكن الأخيرة تريد المزيد وهو ما يكمن في تنفيذ صفقة القرن".

 

اقرأ أيضا: كوك: المسيحيون الإنجيليّون يشعلون النار في الشرق الأوسط


ورغم أن تنفيذ "الصفقة" مرهون أكثر بالأوضاع الإقليمية والدولية، ورغم التزام ترامب الرواية الصهيونية بشأن فلسطين، بحسبه، فإن "إسرائيل لن تكف عن طلب المزيد، بل ولن تتردد في ابتزازه".


ويضيف: "لو فكر ترامب بممارسة أي شكل من أشكال الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات ولو بسيطة فإن اللوبي الصهيوني سيمارس ضغوطا عليه، وبمختلف الطرق".


ويشير ذلك المشهد إلى احتمال أن تشهد المنطقة قرارات أمريكية جديدة خلال العام المقبل، تتجاوز الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبسيادة الأخيرة على الجولان، وهو ما قد تكون له تقاطعات مع ملفات إقليمية أخرى في عموم الشرق الأوسط.


الأزمات الداخلية


يؤكد سميرة أن "رؤساء الولايات المتحدة لا يسعون تقليديا إلى حروب في مثل هذه المرحلة، ولكن قد يقوم ترامب بتسخير السياسة الخارجية للفت انتباه الناخبين عن ملفات داخلية ساخنة".


ويوضح أن الملفات الرئيسية التي تشغل الشارع الأمريكي اليوم هي العنصرية والمهاجرين والصحة والتعليم والحريات، ما يشير إلى أن فشله في أي منها قد يدفعه إلى اتخاذ خطوات خارجية، ذات أصداء كبيرة، لجذب الانتباه وتحقيق انتصار قليل التكلفة، لا سيما في حال تعلق الأمر بملفات تسيء إلى سمعته الشخصية.

 

اقرأ أيضا: فيديو قديم لترامب يكشف علاقته بمتهم بتجارة الجنس (شاهد)


ويلفت سميرة الانتباه إلى ترامب "استنفد الكثير من الأوراق الخارجية، سواء في الشرق الأوسط أو علاقات واشنطن مع روسيا والصين وأوروبا"، إلا أنه قد يسعى إلى لفت انتباه الناخبين بخطوة خارجية "شريطة التأكد تماما من تحقيق انتصار".


ويتابع: "قد يقدم الرئيس الأمريكي على شن ضرباط جزئية لتقديم صورة بأنه متحكم وقوي وقادر على ردع أعداء البلاد"، مؤكدا في الوقت نفسه أن قاعدته الشعبية الأساسية "راضية عن أطروحاته العامة، والتي هي خطابية وشعبوية ونفسية أكثر من كونها عملية".

التعليقات (0)