صحافة دولية

JP: هل تنجح السلطة باحتواء أزمة دبلوماسية مع السعودية؟

جيروزاليم بوست: السلطة تحاول تلافي أزمة دبلوماسية مع السعودية- أ ف ب
جيروزاليم بوست: السلطة تحاول تلافي أزمة دبلوماسية مع السعودية- أ ف ب

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" تقريرا، أعده خالد أبو طعمة، يتحدث فيه عن العلاقات الفلسطينية السعودية، قائلا إن الفلسطينيين يحاولون منع اشتعال أزمة مع السعوديين. 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه وسط التوتر المتزايد بين الطرفين، فإن السلطة الوطنية تفكر في إرسال وفد بارز إلى الرياض؛ لإجراء محادثات مع أعضاء العائلة السعودية الحاكمة ومسؤولي الحكومة، لافتا إلى أن المشكلة تكمن في عدم استجابة السعودية للطلب الفلسطيني في ترتيب الزيارة. 

 

وينقل أبو طعمة عن مسؤول في السلطة، قوله: "نحن في وسط أزمة حقيقية مع السعودية.. يبدو أنهم غاضبون منا"، مشيرا إلى أن العلاقات الفلسطينية السعودية واجهت عقبة منذ عامين على خلفية العلاقة الوثيقة بين الرياض وإدارة الرئيس دونالد ترامب، والتقارب السعودي مع إسرائيل. 

 

وتلفت الصحيفة إلى أن المتظاهرين في عدد من الاحتجاجات التي نظمت في الضفة الغربية حرقوا ملصقات تحمل صور الملك سلمان بن عبد العزيز، ونجله ولي العهد الأمير محمد، إلى جانب صور بنيامين نتنياهو والرئيس دونالد ترامب. 

 

ويورد التقرير نقلا عن المسؤول الفلسطيني، قوله: "ندرس بجدية إرسال وفد من المسؤولين الفلسطينيين البارزين إلى الرياض لمنع التصعيد في الأزمة"، وأضاف: "نتعامل مع السعودية بصفتها لاعبا مهما في المنطقة، ودعمها للشعب الفلسطيني وقضيته مقدر بشكل كبير". 

 

ويفيد الكاتب بأن الأزمة بين الطرفين وصلت إلى مستوى عال عندما أكدت السعودية في حزيران/ يونيو أنها ستشارك في الورشة الاقتصادية الأمريكية، التي عقدت في العاصمة البحرينية المنامة، على الرغم من دعوات الفلسطينيين لمقاطعتها، وكانت إدارة ترامب كشفت في الورشة عن خططها الاقتصادية في خطة السلام التي أعدتها لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، لافتا إلى أن المسؤولين والناشطين الفلسطينيين اتهموا الدول العربية التي شاركت في الورشة بـ"طعن" الفلسطينيين في الظهر. 

 

وتذكر الصحيفة أن استطلاعا أجراه المركز الفلسطيني للسياسات والدراسات المسحية في رام الله مباشرة بعد الورشة، كشف عن اعتقاد نسبة 80% من الفلسطينيين بتخلي الدول العربية عن قضيتهم، فيما اتهم الفلسطينيون السعودية ودولا عربية أخرى بالترويج للتطبيع مع إسرائيل، في خرق لقرارات ومبادرات الجامعة العربية، بما فيها المبادرة العربية للسلام عام 2002، التي تنص على اعتراف عربي بإسرائيل مقابل انسحابها إلى خطوط ما قبل عام 1967، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة. 

 

وينوه التقرير إلى أن التقارير عن التوتر الفلسطيني السعودي بدأت في الظهور في نهاية عام 2017، عندما نسب إلى مسؤولين فلسطينيين قولهم إن ولي العهد السعودي هدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بإزاحته عن السلطة إن لم يتعاون مع المملكة، مشيرا إلى أن المسؤولين الفلسطينيين أو السعوديين لم ينفوا هذه التقارير.

 

ويشير أبو طعمة إلى مزاعم ممارسة محمد بن سلمان الضغوط على عباس للعمل مع إدارة ترامب في الخطة المزمعة للسلام، فيما زعم مسؤول فلسطيني آخر أن ولي العهد السعودي كان "وقحا جدا" مع عباس أثناء لقائهما، وقال المسؤول: "غادرنا بانطباع أننا كنا جالسين مع بلطجي كان يحاول الإملاء علينا". 

 

وتلفت الصحيفة إلى أن صحيفة "الأخبار" اللبنانية، المرتبطة بحزب الله، زعمت في بداية هذا العام أن ولي العهد عرض على عباس 10 مليارات دولار مقابل دعم خطة ترامب للسلام، مشيرة إلى أن عباس رفض هذا العرض، قائلا: "هذا يعني نهاية حياتي السياسية". 

 

ويستدرك التقرير بأنه رغم التوتر، إلا أن الناطقين باسم السعوديين والفلسطينيين التزموا الحذر، وابتعدوا عن كشف خلافاتهم علنا وتبادل الاتهامات. 

 

ويقول الكاتب إن هذا لم يمنع الفلسطينيين العاديين والسعوديين من خوض حرب تشويه ضد بعضهم، مشيرا إلى أن الهجوم الذي تعرض له مدون سعودي أثناء زيارته الحرم القدسي أدى إلى زيادة التوتر بين رام الله والرياض.

 

وتذكر الصحيفة أن المدون كان واحدا من وفد صحافيين عرب دعتهم وزارة الخارجية الإسرائيلية، لافتة إلى أن السلطة الوطنية لم تعلق على ما تعرض له المواطن السعودي، وهو ما فسر على أنه دعم ضمني للهجوم. 

 

ويفيد التقرير بأن الفلسطينيين اتهموا المدون والصحافيين الذين جاءوا معه بالترويج للتطبيع مع إسرائيل، فيما شن سعوديون هجمات على الفلسطينيين الذين بصقوا ورموا الكراسي البلاستيكية والأحذية على المدون السعودي، ووصفوهم بـ"نكران الجميل" بعد سنوات من الدعم المالي من المملكة وبقية الدول العربية لمنظمة التحرير الوطنية الفلسطينية، واتهموا الفلسطينيين بالنفاق، وقالوا إن القيادة الفلسطينية "باعت نفسها" لإسرائيل منذ سنوات. 

 

وينوه أبو طعمة إلى أن آخرين اتهموا حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي بدعم إيران ضد المملكة، مشيرا إلى قول المدونة سعاد الشمري: "يقولون (الفلسطينيون) إن القدس هي للمسلمين كلهم، لكنهم كانوا أول من باعها لإسرائيل"، وأضافت أن حركة حماس خانت السعودية والعرب وتدعم إيران "مصدر الإرهاب". 

 

وتشير الصحيفة إلى أن عددا من السعوديين نشروا في الأشهر الماضية منشورات وفيديوهات على منابر التواصل الاجتماعي، هاجموا فيها الفلسطينيين، ووصفوهم بالمتسولين وبأنهم بلا شرف، لافتة إلى أن من بين هذه المنشورات ما نشره شخص باسم روافد بن سعيد، قدم نفسه على أنه شاعر ومؤلف وصحافي على منابر التواصل الاجتماعي، يهاجم الفلسطينيين ويتهمهم بأنهم ليسوا عربا، وبأنهم جبناء وبقايا شعوب أخرى و"اليهود أقرب لنا، واليهود أشرف منكم"، متسائلا عن السبب الذي يمنع السلطة وحركة حماس من الاحتجاج ضد إيران وحزب الله وتركيا، الذين يدوسون عليهم، و"بدلا من ذلك يتظاهرون ضد السعودية التي تساعدهم". 

 

ويلفت التقرير إلى أن الفلسطينيين ردوا بسلسلة من أشرطة الفيديو على التواصل الاجتماعي، عبروا فيها عن اشمئزازهم من سياسات السعودية، واتهموا العائلة المالكة بالخيانة، وبأنها دمية في يد الأمريكيين، مشيرا إلى أن من بين المنشورات التي انتشرت بشكل كبير، المنشور الذي قال: "عندما كان أبناء آل سعود الحفاة يرعون الجمال كانت الخليل تصنع الأحذية"، وانتشر مقطع لمغن فلسطيني يلعن آل سعود والسعودية، بالإضافة إلى أن الفلسطينيين شتموا البحرين "عميلة الولايات المتحدة". 

 

ويفيد الكاتب بأن السعوديين وبقية دول الخليج ردوا بحملة ضد الفلسطينيين، تحت شعار "باعوا وطنهم ولعنونا"، مشيرا إلى أنه في محاولة لإبعاد نفسها عن الحملات المتبادلة، والتخفيف من التوتر، فإن السلطة الوطنية أصدرت بيانا شجبت فيه الأصوات المتنافرة التي تهاجم السعودية ودولا عربية أخرى، وشجب البيان الهجوم على الدول العربية، وثمن موقف السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان ودعمه للفلسطينيين. 

 

وتنوه الصحيفة إلى أن جهود السلطة الوطنية لم تنجح في نزع فتيل التوتر، ففي نهاية الأسبوع أجرت قناة "العربية" السعودية مقابلة مع الناقد الشديد لعباس وسلطته فادي السلامين.

 

ويجد التقرير أن قرار مقابلة فلسطيني وتوفير منبر له للحديث عن الفساد وسوء الإدارة في السلطة الوطنية جاء بتعليمات من عناصر بارزة في العائلة الحاكمة، مشيرا إلى أن حركة فتح شجبت يوم السبت قرار القناة السعودية مقابلة "شخصية مشكوك" فيها، ومنحه منبرا لمهاجمة القيادة الفلسطينية، وجاء في البيان أن القناة السعودية "تشكك في موقف القيادة الفلسطينية التي تواجه مؤامرة صفقة القرن"، وطالبت القناة بالاعتذار على الخطأ اللاأخلاقي. 

 

وينقل أبو طعمة عن أكاديمي فلسطيني عمل لثلاثة عقود في عدد من دول الخليج، قوله: "من الواضح أننا نسير باتجاه أزمة كبيرة بين الفلسطينيين والسعودية". 

 

وتختم "جيروزاليم بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول الأكاديمي: "هناك شعور بأن الأمور تخرج وبسرعة عن السيطرة، ولو لم نصلح الوضع سريعا فإن الفلسطينيين والسعودية والدول العربية الأخرى سيدفعون الثمن الباهظ، وعلينا ألا ننسى ماذا حدث بعد غزو صدام حسين للكويت"، في إشارة إلى خروج أكثر من 200 ألف فلسطيني من الكويت.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

0
التعليقات (0)

خبر عاجل