ملفات وتقارير

هل عادت إسرائيل للقارة الأفريقية عبر تشاد؟

علاقات إسرائيل مع تشاد ستسمح لها بتحريك بيادقها نحو الأمام في القارة السمراء- جيتي
علاقات إسرائيل مع تشاد ستسمح لها بتحريك بيادقها نحو الأمام في القارة السمراء- جيتي
نشر موقع "لو كلي دي موايان أوريون" الفرنسي دراسة تحدث فيها عن عودة العلاقات بين تشاد وإسرائيل، في مجالات الأمن والدفاع والاقتصاد، في خطوة تهدف من خلالها إسرائيل للتوغل في القارة الأفريقية، والتقرب من الدول الإسلامية ومواجهة النفوذ الإيراني واستغلال ثروات القارة السمراء.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المصافحة التي حصلت في منتصف كانون الثاني/يناير سنة 2019، والتي جمعت بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس التشادي إدريس ديبي، انتشرت صورها في أنحاء العالم كافة، بما أن البلدين قررا بعد 40 سنة من الجمود الدبلوماسي، إعادة إحياء العلاقات بينهما، وهو ما يلقي الضوء على حضور الدولة العبرية في القارة الأفريقية.

واعتبر الموقع أن هذا اللقاء يسمح لإسرائيل بتحريك بيادقها نحو الأمام في القارة السمراء. حيث إن زيارة نتنياهو إلى التشاد في 20 كانون الثاني/ يناير، أعلنت بشكل رسمي عن استعادة العلاقات الدبلوماسية التي انقطعت منذ سنة 1972 بين تل أبيب وانجمينا.

وأوضح الموقع أن هذه الزيارة التي نظمها مئير بن شبات، مدير مجلس الأمن الوطني الإسرائيلي، كانت تمثل بالأساس جولة لإرساء التعاون الأمني. وقد وقع زعيما البلدين على مجموعة اتفاقات في المجالات الأمنية والدفاعية، دون الكشف عن التفاصيل.

وذكر الموقع أن إدريس ديبي بدوره، كان قد زار إسرائيل في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، والتقى بكل من الرئيس ورئيس الوزراء. وكانت تلك الزيارة أيضا محملة بملفات التعاون الأمني.

ونقل الموقع عن الباحث جيرمان هيرفي يبيغا، العالم السياسي والباحث في العلاقات الدولية، قوله، إن "هذه المنطقة الغنية بالثروات تتعرض للعديد من الأزمات، خاصة منها الأمنية، حيث إن مجموعة دول المنطقة تواجه خطر معضلة الإرهاب".

وأوضح الموقع أن تشاد تخوض في الوقت الراهن مواجهة ضد تنظيم الدولة بوكو حرام وتنظيم الدولة في غرب أفريقيا والساحل، وتساعدها مجموعة من الدول الأخرى إلى جانب الدعم الغربي.

كما أن الجيش التشادي منتشر في شمال البلاد، لمواجهة حالة تمرد قرب الحدود الليبية، ولهذا فإن تشاد بحاجة ماسة للسلاح، ومن المعروف أن الدولة العبرية هي ثامن مصدر للأسلحة في العالم.

واعتبر الموقع أن هذا التعاون الأمني بين البلدين ليس أمرا جديدا، ورغم أن العلاقات بينهما مقطوعة بشكل رسمي منذ سنوات، فإن إسرائيل قدمت أسلحة وتجهيزات عسكرية لتشاد خلال الحرب الأهلية التي اندلعت بين 2005 و2010. وخلال الثمانينيات، عقدت إسرائيل صفقات أسلحة مثيرة للجدل مع نظام حسين حبري.

وذكر الموقع أنه إلى جانب الملفات الأمنية، بإمكان إسرائيل تعميق تعاونها مع تشاد في مجالات الفلاحة، والمياه والطاقة. ويرى الخبير جيرمان هيرفي أن "تشاد منشغلة للغاية بقضايا التنمية، حيث إن هذا البلد يعاني من الفقر والتخلف، وهو مصنف ضمن المرتبة 186 في مؤشر التنمية البشرية ضمن برنامج الأمم المتحدة للإنماء. ولا تستغل انجمينا أكثر من 5 بالمئة فقط من أراضيها الصالحة للزراعة، وهي تعاني من جفاف بحيرة تشاد".

كما يرى جيرمان هيرفي أن "التعاون الإسرائيلي التشادي في مجال التنمية يمكن أن يخلق تغييرات حقيقية في الحياة اليومية للتشاديين، حيث إن هذا البلد الأفريقي يمكنه الاستفادة من الخبرات الإسرائيلية في مجال إدارة المياه والزراعة". وإلى جانب مجالات الأمن والتسلح، يتجه التعاون الاقتصادي والتنموي بين تشاد وإسرائيل نحو مزيد التعميق، بعد أن كان قائما منذ عقود، رغم تجميد العلاقات بين البلدين.

واعتبر الموقع أن إسرائيل إلى جانب سعيها وراء التعاون الأمني والاقتصادي، هي ترغب أيضا في إقامة تقارب مع الدول الأفريقية من أجل الحصول على دعمها في جلسات التصويت التي تخص القضية الفلسطينية. كما تبحث إسرائيل عن مواجهة النفوذ والتمدد الإيراني في أفريقيا، بما أن طهران حاضرة في القارة السمراء في مجالات الزراعة والتعليم والطب، وفي تهريب الأسلحة.

وأشار الموقع إلى أن استعادة العلاقات بين البلدين تعد أيضا خطوة ذات رمزية كبيرة، وهي تمثل نصرا دبلوماسيا لإسرائيل، باعتبار أن العلاقات معها كانت تعد من المحرمات بالنسبة لتشاد التي تعيش فيها أغلبية مسلمة، وتتشاطر حدودها مع ليبيا والسودان. لذلك، سعت الدبلوماسية الإسرائيلية لتسجيل بعض النقاط الإضافية في علاقاتها مع الدول المسلمة.

ويرى الموقع أنه في هذا الوقت الذي تعمل فيه إسرائيل على تطبيع علاقاتها مع دول الخليج، وبعد سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا، أصبح من السهل على الدول الأفريقية قبول التعاون مع الدولة العبرية، على الرغم من القضية الفلسطينية.

وأشار الموقع إلى أن إسرائيل إلى جانب بحثها عن التعاون مع الدول الأفريقية، فإنها مهتمة أيضا بالحصول على ثرواتها الطبيعية. ويشار إلى أن شركة أوميغا للمجوهرات، التي يمتلكها رجل الأعمال الإسرائيلي الروسي أركادي غايدماك، تنشط في قطاع الماس في جنوب أفريقيا وبوتسوانا والكونغو وأنغولا، وذلك إلى جانب مجموعة شركات الإسرائيلي دان غيرلر، التي تزاول أنشطتها في جمهورية الكونغو الديمقراطية وأنغولا، وشركة بيني شتاينميتز المختصة في مجال التعدين والمناجم، التي تنشط في أنغولا وناميبيا وسيراليون وبوتسوانا.
التعليقات (1)
مصري
السبت، 03-08-2019 12:14 م
اللهم عليك بالسيسي و اتباعه و كل من يواليه من الكفرة و الملاحدة ، اللهم احصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تبق منهم أحدا ، اللهم إنا نجعلك في نحورهم و نعوذ بك من شرورهم يا عزيز يا قوي .