صحافة دولية

تعرّف على انتهاكات حرية الصحافة الأكثر خطورة حول العالم

خاشقجي قتل في قنصلية بلاده في إسطنبول- جيتي
خاشقجي قتل في قنصلية بلاده في إسطنبول- جيتي

نشرت مجلة "تايم" الأمريكية تقريرا استعرضت من خلاله الانتهاكات التي تعرّض لها مجموعة من الصحفيين والتي تصنّف ضمن أخطر التهديدات لحرية الصحافة في جميع أنحاء العالم.

وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إنه في كانون الأول/ ديسمبر 2018، اختارت "تايم" الصحفي جمال خاشقجي كإحدى شخصيات العام تقديرا لمجهوداته في التصدّي لأولئك الذين يعملون على طمس الحقائق. وقد أكّد تقرير صادر عن الأمم المتحدة على وجود "أدلة قاطعة وموثوقة" تستدعي إجراء تحقيق أعمق حول دور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقتل الصحفي السعودي.

وأشارت المجلة إلى أن إدارة ترامب ما زالت تواجه انتقادات لاذعة بسبب حفاظها على علاقة وثيقة مع المملكة العربية السعودية بقطع النظر عن استنتاجات مسؤولي المخابرات الأمريكية التي تفيد بأن ابن سلمان أصدر أمرا بقتل خاشقجي. وتجدر الإشارة إلى أنه خلال الأسبوع الماضي، استخدم الرئيس دونالد ترامب حق النقض ضد قرارات الحزبين في الكونغرس بوقف مبيعات الأسلحة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات إلى كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وأفادت المجلة بأنه على الرغم من النتائج التي توصّلت إليها الأمم المتحدة ووكالة الاستخبارات المركزية والتي تؤكد تورّط ولي العهد السعودي في تصفية جمال خاشقجي، تتواصل المماطلة إذ لم يُجر أي تحقيق جنائي مستقل، وذهبت الدعوات الموجهة إلى البيت الأبيض لإصدار التقارير الاستخباراتية أدراج الرياح. 

وذكرت المجلة أن الصحفي المستقل الذي شهر بتحقيقه في عمليات القتل الغامضة في ريف تنزانيا، أزوري غواندا، مفقود أيضا منذ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017. وقد فشلت الحكومة التنزانية في إجراء تحقيق أو ربما امتنعت عن الكشف عن المعلومات التي توصّلت إليها. وفي العاشر من حزيران/ يوليو الماضي، صرّح وزير الخارجية التنزاني، بالاماغامبا كابودي، في إحدى المقابلات بأن غواندا "اختفى وتوفي"، إلا أنه تراجع عن أقواله لاحقا وسط الطلبات لمزيد من التوضيحات. 

ونوّهت المجلة بأن المدعو خوان بارديناس، وهو رئيس تحرير صحيفة ريفورما  المكسيكية تلقى تهديدات بالقتل على خلفية انتقاده الرئيس الجديد للبلاد. وفي الآونة الأخيرة، أبلغت المنظمات الإعلامية إلى جانب مجموعة من الصحفيين في المكسيك عن ارتفاع حاد في نسبة التهديدات والمضايقات عبر الإنترنت بسبب المقالات الانتقادية لإدارة لوبيس أوبرادور.

وقد تعرّض خوان بارديناس لكم هائل من المضايقات والتهديدات عبر الإنترنت عقب توجيه الرئيس أندريس مانويل لوبيس أوبرادور انتقادات للصحيفة في شهر نيسان/ أبريل الماضي. من جهته، اعترف لوبيز أوبرادور بالتهديدات الموجّهة لبارديناس مشيرا إلى أن حكومته قد عرضت على الصحفي اتخاذ تدابير حمائية لضمان سلامته.

وأضافت المجلّة أنه ألقي القبض على الصحفي الكاميروني، بول شوتا، خلال شهر أيار/ مايو الماضي ليُحتجز في السجن تحت حراسة مشدّدة بتهمة التشهير ونشر أخبار كاذبة. وحيال هذا الشأن، قال رئيس شوتا في العمل إنه يشتبه في أن القضية جاءت كردّ انتقامي على مقالاته الانتقادية. في الأثناء، وقع تأجيل قضية شوتا إلى حدود 13 آب/ أغسطس حيث لا زال محتجزا في السجن تحت الحراسة المشدّدة.

وفي سياق متصل، أوردت المجلة أن الصحفي من أصل أوزبكي، عظيم شان أسكروف، قضى تسع سنوات في السجن حيث وُجهت له العديد من التهم الملفقة نتيجة نشره تقارير تسلط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان. وعلى الرغم من الدعوات الدولية المستمرة لإطلاق سراحه، إلا أن محكمة قيرغيزية تولّت النظر في قضيته، أصدرت يوم 30 حزيران/ يوليو الماضي بموجب مجموعة من التشريعات الجديدة، قرارا يؤيد عقوبة السجن المؤبد.

وأكّدت المجلّة أن الصحفية التركية المعروفة بآرائها المعارضة، عائشه ناظلي أليجاق اعتُقلت في 2016، وصدر في حقها حُكم بالسجن مدى الحياة في شباط/ فبراير 2018 دون أي أهلية لإطلاق السراح المشروط، بتهمة محاولة إسقاط الدستور من خلال أعمالها الصحفية. وفي محاكمة منفصلة في كانون الثاني/ يناير الماضي، حُكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات إضافية بتهمة الكشف عن أسرار الدولة.

 

في تركيا، تعادل عقوبة السجن المؤبد دون أهلية لإطلاق السراح المشروط 30 سنة في الحبس الانفرادي، مع زيارات محدودة جدا.

وأوضحت المجلة أن السلطات الإيرانية ألقت القبض على مرزية أميري، وهي صحفية ومراسلة تعنى بالشؤون الاقتصادية في صحيفة "شرق" التي تتخذ من طهران مقراً لها، أثناء تغطيتها للمظاهرات التي جدّت يوم عيد العمال. واتهمت السلطات أميري بارتكاب جرائم ضد الأمن القومي، ثم امتنعت عن تقديم المزيد من التفاصيل.

وبيّنت المجلة أن الناشر ورئيس التحرير النيجيري، جونز أبيري، يقبع خلف القضبان بموجب قانون الجرائم الإلكترونية في نيجيريا، وقانون مكافحة التخريب، وقانون مكافحة الإرهاب. كما اعتُقل الصحفي الهندي ومراسل مجلة كشمير ناراتور، آصف سلطان، في 2018 ليُسجن لمدة سنة كاملة بتهمة "التواطؤ" في "إيواء إرهابيين معروفين". إلى حد الآن، لا يزال سلطان محرومًا من الإجراءات القانونية الواجبة والمحاكمة العادلة لاسيما مع استمرار التأخير في جلسات الاستماع.

وفي الختام، تطرّقت الصحيفة إلى قضية المدوّن الفيتنامي ترونغ دوي نهات الذي اختفى في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي في بانكوك في تايلاند، حيث تقدّم بطلب للحصول على اللجوء. وفي شهر آذار / مارس، علمت ابنته أنه سُجن دون أي تهمة معيّنة في مركز احتجاز بالعاصمة الفيتنامية هانوي. في الواقع، سبق أن صدر حكم على نهات بالسجن لمدة سنتين في 2013 على خلفية تدوينه تقريرا يوجّه من خلاله انتقادات للحكومة.

0
التعليقات (0)