علوم وتكنولوجيا

هل يقوم تطبيق فايس آب حقا بانتهاك خصوصية مستخدميه؟

هذه ليست المرّة الأولى التي ينجح فيها تطبيق "فايس آب" في اكتساح شبكة الإنترنت
هذه ليست المرّة الأولى التي ينجح فيها تطبيق "فايس آب" في اكتساح شبكة الإنترنت

نشرت مجلة "بوبيلار ساينس" الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن التطبيقات التي باتت تكتسح منصات التواصل الاجتماعي، ولكنها غالبا ما تكون مجهولة المصدر، بما في ذلك أحد التطبيقات الذي هيمن على جميع المنصات مؤخرا، الذي يعرف بـ"فايس آب". 


وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الظواهر على شبكة الإنترنت تميل إلى السيطرة التامة على حياتنا الاجتماعية من خلال تطبيقات تبدو في ظاهرها بسيطة على غرار تطبيق "فايس آب"، المتوفر حاليا على جميع المنصات تقريبا. وفي الواقع، يستخدم هذا التطبيق القائم على تقنية الذكاء الاصطناعي مجموعة من الفلاتر على صور الأشخاص، ما يجعلها تحاكي الواقع بشكل مدهش.


وذكرت المجلة أن تطبيق "فايس آب" طرح مؤخرا فلترا يوضّح الشكل الذي قد يبدو عليه الشخص عندما يتقدّم في السن. وفي حين تعتبر النتائج مقنعة ومسلّية إلى حد ما، إلا أنها من المحتمل أن تعرّض كلا من بياناتك الشخصية وخصوصيتك وسلامتك إلى الخطر.

وأفادت المجلة بأن هذه ليست المرّة الأولى التي ينجح فيها تطبيق "فايس آب" في اكتساح شبكة الإنترنت، إذ سبق أن لفت انتباه الجميع حين ظهر للمرة الأولى في سنة 2017. وقد كانت ردود الفعل العنيفة التي جدّت مؤخرا ضد هذا التطبيق مفاجئة وسريعة، حيث أثارت جدلا أكبر من المعتاد؛ نظرا لأن مطور الويب يعمل خارج روسيا. وإلى حد الآن، لا وجود لدليل قاطع يجزم بأن الشركة تملك علاقات مع الحكومة الروسية أو تضمر أي نوايا سيئة توحي برغبتها في اختراق بيانات المستخدمين. 

وأشارت المجلة إلى أنه عند تنزيل البرنامج، يطلب "فايس آب" الإذن للوصول إلى صورك وإرسال الإشعارات وتنشيط الكاميرا. لقد اعتدنا على عملية النقر والسماح بالنفاذ إلى الصور الخاصة بنا، ولكننا لسنا متأكدين تماما مما نسمح بمروره. ووفقا لما قاله أحد مستخدمي تويتر، فإن الموافقة على شروط خدمة التطبيق تمنحه حرية استخدام أي محتوى تقوم بتحميله أو إنشائه. وتضم هذه الشروط عبارات مثيرة للقلق على غرار "تجاري" و"مرخص من الباطن"، ما يشير إلى احتمال ظهور صورك إلى جانب المعلومات المرتبطة بها في الإعلانات.

وأوردت المجلة أنه بالنسبة للمعلومات التي قمت بمشاركتها عن غير قصد، فعندما تفتح فايس آب لأول مرة، بإمكانك اختيار الصور التي ترغب في تحميلها ومشاركتها. ويقوم التطبيق بتنفيذ عملية المعالجة على الخوادم الخاصة به أو ما يعرف بالسيرفرز وليس على الجهاز في حد ذاته. لذلك، يتعين عليك منح الموافقة لتحميل صورة ما قبل أن يتسنى لك الحصول على صورتك بعد تطبيق الفلتر. وقد لاحظ بعض المستخدمين أنه من الممكن اختيار بعض الصور للتحميل حتى في حال لم تمنح التطبيق حق الوصول إلى صورك على الإطلاق.


قد يبدو هذا الأمر مريبا، إلا أنه وفقا للمدونة الإلكترونية "تك كرانش"، تعدّ هذه الخطوة ميزة ظهرت مع نظام آي أو إس، إذ بإمكان المستخدم السماح للتطبيق بالنفاذ إلى صورة معينة دون الاضطرار إلى منحه القدرة الكاملة على الوصول إلى ألبوم الصور ومكتبات الآي كلاود.


وذكرت المجلة أنه في الوقت الحالي، وباستثناء حالة انعدام الثقة التي يعيشها الرأي العام إزاء الشركات التي تقوم بجمع بيانات المستخدمين، لا يشكل تطبيق فايس آب أي تهديد محدد وواضح. وبإمكانك توقّع وجود المزيد من التطبيقات التي تحاول جمع معلومات عنك، لا سيما من خلال التقاط صورة لوجهك. 


فعلى سبيل المثال، تعتمد شركات على غرار فيسبوك تكنولوجيا التعرف إلى الوجه، كما تمتلك شركة أمازون تقنية مماثلة تحت اسم "ريكوغنيشن"، والتي تستخدم قواعد بيانات لصور خارجية تتحصّل عليها من قبل مصادر معنية بإنفاذ القانون. كما توظّف الملاعب الرياضية تقنية التعرف على الوجه بهدف تحديد هويات المعجبين الذين يحضرون الفعاليات. بعبارة أخرى، من المحتمل أن تكون معلوماتك مدرجة بالفعل لدى العديد من قواعد البيانات التي لا تعرف عنها شيئا مثل وسطاء نقل البيانات أو مواقع البحث عن الأشخاص. 


وفي الختام، نوّهت المجلة بأنه على الرغم من أن مصممي تطبيق فايس آب يؤكدون أن هذه الخدمة لا تقوم بمشاركة معلومات المستخدم مع أطراف ثالثة، إلا أنه لا يمكن لأحد توقّع ما قد يحدث في المستقبل. وفي الوقت الحالي، يملك جميع المستخدمين حرية الاختيار بين الاستمرار في استخدام التطبيق أو حذفه قبل وصوله لأي معلومات شخصية أخرى. 

0
التعليقات (0)