فنون منوعة

"الهتك".. إشادة واسعة بأول عمل سينمائي مصري بالمهجر

لقطة من الفيلم- عربي21
لقطة من الفيلم- عربي21

شهدت مدينة اسطنبول التركية، مساء الثلاثاء، العرض الخاص لفيلم "الهتك"، أولى التجارب السينمائية المصرية المناهضة لحكم العسكر في مصر.

ويحكي الفيلم عما ألم بالأسر المصرية من آلام وأوجاع جراء الانقلاب العسكري منتصف 2013، وهو  من إنتاج "أفلام سينما البحر"، للمخرج محمد البحراوي، والمنتج الفني محمد الجبة.

"تعب سنة كاملة"

الفنانة السورية صاحبة الجنسية التركية "Oznur"، إحدى بطلات العمل، قالت لـ"عربي21": "أنا مبسوطة جدا بتفاعل الناس وردود الفعل مع الفيلم، والحمد لله رسالتنا وصلت بعد الشغل والتعب المتواصل سنة كاملة، ويا رب دائما نعمل شغل حلو يوصل لقلوب الناس".

"لنسحب البساط من العسكر"

وعبر الممثل سيد حماد، أحد الفنانين المشاركين في الفيلم، عن سعادته بقوله: "كل يوم تزداد الخطى نحو الأفضل بمجال الدراما المصرية بالخارج، حيث إنها تتدرج بمنحنى تصاعدي؛ لا نقول الأفضل، ولكن نحاول أن نكون اليوم أفضل من الأمس".

حماد قال لـ"عربي21": "شهدت تركيا أولا إنتاج مسلسل (نقرة ودحديرة)، ثم مسلسل (شتاء 2016) بطولة هشام عبدالحميد وهشام عبدالله ومحمد شومان وأيمن الباجوري، الذين أضافوا الكثير للدراما المصرية بتركيا، وصعدوا بمنحنى الجودة، وكانوا سببا بارتفاع نسب المشاهدة، وأيضا الشاب عمرو مسعد، أحد المشاركين المجيدين بفيلم (الهتك) رغم صغر دوره".

وحول فيلم "الهتك"، أكد الممثل حماد أن الفنانين تفوقوا على أنفسهم، والكل أجاد، خصوصا الفنانة السورية (نور)، مشبها إياها بالفنانة سعاد حسني نسخة 2019 ".

وأوضح أن "الدور الرئيسي بالفيلم  لشخصية عماد السوهاجي، الذي لعبه الممثل أسامة صلاح، الذي بذل مجهودا جبارا بانفعالاته وتنوع أدائه، إلى جانب شخصية الدكتور علاء، التي قام بها الممثل عمرو ممدوح، الذي كان يعيش البروفات كالتصوير تماما، ولا ننسى شخصية الدكتور صادق، التي قدمها الفنان المتألق علي رزق، ولا يمكن تجاهل " عمدة الفيلم"، الفنان أيمن الباجوري".

وأضاف حماد أن "باقي الفريق كلٌ أجاد في مساحته، عبدالله المصري، ومعاذ مسعد، وعلي السوري، وسيد حماد، وعم عرفات محمد المبدع، والسيدة منال، والأخت أسماء، وقبل الجميع المخرج العبقري محمد البحري".

وقال: "دوري كان لشخصية أمين شرطة متسلط يكره الثوار، ويدخن كثيرا، استفدت منه كثيرا، ولا أريد أن أحرق الأحداث، لكنه محطة مهمة لي أشكر البحراوي عليها"، مشيرا إلى قيام المخرج بعمل ورشة لمدة عام لـ100 ممثل شارك منهم نحو 50 فقط".

وأكد مؤدي دور البطش الأمني بالفيلم أن "(الهتك) يعكس ما يتعرض له المعتقلون بالسجون، خصوصا بعد وفات الرئيس محمد مرسي"، مبينا أن "التصوير تم باستديوهات تركية قديمة، وأن المخرج استعان ببعض المشاهد من مصر".

وأشار حماد إلى العمل وسط الإمكانيات المادية المحدودة، داعيا شركات الإنتاج المصرية للحضور لتركيا لتنتج أعمالا اجتماعية وليس بالضرورة سياسية، معتقدا أنها "ستحظى بمشاهدة كبيرة، وتسحب البساط من تحت أقدام المنتجين الذين يعملون لصالح النظام العسكري الآن".

"جسد الحالة كما عايشتها"

ويرى الكاتب الصحفي حسام الوكيل، أحد الذين حضروا العرض الخاص، أن "(الهتك) هو أقوى عمل درامي مناهض للحكم العسكري حتى الآن، حيث أبدع فيه المخرج محمد البحراوي وفريق العمل الفني".

وحول تعبير الفيلم عن واقع المصريين، قال الوكيل لـ"عربي21": "تعرضت لتجربة الاختفاء القسري والتعذيب والسجن، واستطاع الفيلم تجسيد الحالة كما عايشتها وعايشها الكثيرون، بشكل أعلى في الدقة من أفلام كثيرة تحدثت عن السجون لمشاهير الفنانين والمخرجين بمصر".

وأكد أن "الفيلم يعالج الظلم الواقع على المصريين بعد الانقلاب العسكري، وتوغل الأجهزة الأمنية في السيطرة على مفاصل الدولة والتحكم في مصير الشباب".

وأوضح أن "الفيلم عرض مشاهد كثيرة من مصر، بشكل يشعرك أنه مصور بالكامل هناك، وهذا يحسب للمخرج الموهوب"، متمنيا الاستمرار في تطوير الأداء الفني ومعالجة القضايا المصرية بهذا الشكل الدرامي الجيد، ومطالبا داعمي الثورة المصرية بدعم هذا العمل.

ويعتقد الصحفي المعارض أنه "لمزيد من التجارب، يجب الدعم المالي، وتوجيه رجال الأعمال للاستثمار بمجال السينما المناهضة للانقلاب، إلى جانب مزيد من التدريب للممثلين الشباب والوجوه الجديدة، والتركيز على بناء جيل كامل لصناعة فن حر".

"الدراما ومواجهة الطغيان"

وفي تعليقه، قال الناشط المصري حسام المتيم: "للمقاومة السلمية بمواجهة الطغيان والحكم الديكتاتوري أشكال عدة وطرق مختلفة، من أهمها الأعمال الدرامية التي تسهم بانتشارها الواسع بتشكيل وعي المشاهد وتوثيق وتأريخ الأحداث بشكل يعكس وجهة نظر القائمين على صناعة المحتوى الدرامي أو السينمائي".

المتيم، أكد لـ"عربي21" أنه لتطوير التجربة يجب "توفير آلية تمويل وإنتاج الأعمال الدرامية، سواء مسلسلات أو أفلام سينمائية، بالشكل الذي يخدم القضية الأساسية التي يعمل عليها ويعبر عنها مناهضو الانقلاب العسكري؛ لأن جودة التنفيذ أمر أساسي لانتشار التأثير الإيجابي لأي عمل".

وأضاف أن "هذا مما يعاني منه صناع الدراما بشكل أساسي، فضلا عن عدم توافر الوجوه الجديدة؛ لضعف فرص التدريب والتطوير لأصحاب المواهب الفنية، في ظل تجفيف سلطات الحكم العسكري لمنابع التمويل بالداخل ومحاصرتها بالخارج".

ووجه المتيم دعوة عامة وخاصة لدعم تلك الأعمال الهادفة؛ "لأجل تطوير التجارب والوصول لمستوى احترافي يحقق توقعات الجمهور برؤية أعمال فنية راقية وذات هدف نبيل تبشر بالحرية والأمل، وتوثق جرائم العسكر بحق الشعب والوطن، وهذا هو المنوط بالفن القيام به كوسيلة تعبير عن أحلام وطموحات الشعوب، بالإضافة لكونه وسيلة رصد وتوثيق للواقع بكافة سلبياته وإيجابياته".

 





2
التعليقات (2)
مصري
الأربعاء، 17-07-2019 09:24 ص
خطوة موفقة جدا في طريق فضح العسكر الأوباش جواسيس تل ابيب في مصر و ممارستهم الإرهابية الإجرامية القمعية ضد الحرية و الديمقراطية .
هشام علوان
الأربعاء، 17-07-2019 08:13 ص
كويس جدا