سياسة عربية

مصدر: هذه أسباب انسحاب الإمارات من اليمن.. ماذا عن الرياض؟

مسؤول إماراتي خلال حفل تخريج لدورة عسكرية جنوب اليمن- جيتي
مسؤول إماراتي خلال حفل تخريج لدورة عسكرية جنوب اليمن- جيتي

أثارت تغريدة لوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد عن الحوثيين ومدينة أبها موجة واسعة من الردود، فيما رأى فيها البعض سخرية من السعودية أو على الأقل تغريدة "غير موفقة" بحسب التعليقات العديدة الواردة عليها.

ونشر ابن زايد على حسابه بموقع تويتر تقريرا عن مدينة أبها لأحد المواقع الإماراتية، وعلق عليه بالقول إن "أبها تتحدى الحوثيين بـ"المفتاحة" وطلال مداح".

واكتسبت التغريدة أهمية كبيرة بسبب توقيتها الذي يتزامن مع الإعلان المفاجئ لانسحاب بعض القوات الإماراتية من مناطق يمنية، وإعلان أبو ظبي أنها ستتجه لخيار السلام في اليمن بدلا من خيار الحرب.

ورأى خبراء غربيون في الانسحاب الإماراتي من اليمن، رغبة منها بالتخلص من تحالف الحرب التي تقودها السعودية.

 

فيما قال خبراء آخرون إن هذا الانسحاب سيؤدي إلى عزل الرياض في اليمن، بحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.

 

ويأتي هذا الانسحاب الذي قد يعزل السعودية في حرب باتت تسبب قلقا دوليا متصاعدا، بعد حوالي سنتين من توقيع الرياض وأبو ظبي لاتفاقية الشراكة الاستراتيجية، والتي قرئت في ذلك الوقت على أنها محاولة لبناء منظومة جديدة بديلة لمجلس التعاون الخليجي، وهو ما يجعل الانسحاب الإماراتي مفاجئا للكثيرين.

وقال مصدر مطلع إن انسحاب الإمارات من بعض المناطق في اليمن جاء نتيجة لسببين رئيسيين: أولهما النصائح والتوجيهات التي وصلت لأبو ظبي من دوائر بريطانية وأمريكية دعتها للانسحاب التام من ملف اليمن، والانفصال عن السعودية فيما يتعلق بهذه الحرب بسبب استحالة الانتصار فيها من جهة، وتحولها إلى قضية عالمية ومأساة إنسانية من جهة ثانية.

وأضاف المصدر أن السبب الثاني للانسحاب الإماراتي من اليمن هو التهديدات الإيرانية والحوثية التي وصلت لأبو ظبي بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث أدت التفجيرات المتكررة للناقلات واستهداف المطارات ونشر صورها عبر الإعلام إلى تصاعد الخوف الإماراتي من هجمات أخرى قد تستهدف مواقع أخرى لم تتعرض للهجوم سابقا، وهو ما دفعها لإعادة الانتشار والانسحاب من بعض المناطق اليمنية.

 

إقرأ أيضا: MEE: هل يمنح "انسحاب" الإمارات من اليمن مخرجا للرياض؟

 

ويطرح انسحاب الإمارات من المناطق الشمالية في اليمن، تساؤلا حول أهدافها في هذا البلد، في ظل اتهامات بأنها تسعى لمنع نجاح أي ثورة شعبية في دول ما يسمى الربيع العربي، وأن وجودها في اليمن يندرج تحت هذا السعي، الذي لم يقتصر على اليمن، بل شمل دولا أخرى مثل مصر والسودان وتونس والجزائر وغيرها.

 

إقرأ أيضا: الإمارات تدخل على خط التظاهرات في الجزائر (شاهد)

 

 

عدو من التحالف

 
من جانبه قال الكاتب اليمني ياسين التميمي: إن انسحاب الإمارات من المناطق التي تشهد مواجهات مع الحوثيين، باتجاه المناطق الجنوبية يكشف بشكل صريح عن أولوياتها في البلاد، وهي ليست قتال الحوثيين، إنما الاستحواذ على الجزء الجنوبي من البلاد، واللعب على التناقضات هناك حتى تبقى مسيطرة وتمرر مشروعها.

وأوضح التميمي لـ"عربي21" أن مشاركة الإمارات في القتال ضد الحوثيين، كان نوعا من النفاق السياسي للسعودية وكانت خلال تلك الفترة تستثمر من تناقضات الجنوب، وتحاول ترسيخ فكرة الانفصال إلى أن تصبح أمرا واقعا، تتعامل معه المهمة الأممية للسلام في اليمن.

ولفت إلى أن المفاجئ للإمارات، كان أن "جهودها لهذا الأمر لم تؤت نتيجة وجزء كبير من أبناء الجنوب رفضوا فكرة الانفصال، لذلك أبقتهم تحت دائرة الفوضى وحرب الاغتيالات والفشل الاقتصادي والمعيشي".

وشدد التميمي على أن الإمارات انسحبت من مناطق في اليمن في "وقت حساس تعاظمت فيه الهجمات على السعودية، التي خاضت الحرب معها بمشروعية قتال الحوثيين".

ورأى أن اليمنيين اليوم أمام "عدو جديد" يضاف إلى الحوثيين لكن هذه المرة من داخل التحالف الذي رفع شعار القتال معهم، وهي الإمارات وأضاف: "الإمارات اليوم تتبنى الحرب الشاملة على اليمن، وتدخلاتها فيه بالإضافة للتدخلات في الدول العربية الأخرى التي شهدت ثورات، لم يكن سوى لإنجاح الثورات المضادة".

وتابع: "السعودية والإمارات اتفقوا مع الحوثيين على إنهاء الربيع اليمني، والدخول في مواجهة مع مخرجاته، لكن نتيجة فتح الباب لهم لم تكن كما اشتهوا بل فتحت المجال لطهران لتفعل ما تشاء ضدهم ،وبالمحصلة تم تدمير اليمن وتفتيته، وتعطيل أي مساع لإعادة نهوضه من جديد".

ويذكر أن الإمارات سحبت قواتها المتواجدة تحديدا في شمال اليمن الذي يجري فيه صراع مباشر مع الحوثيين مثل الحديدة ومأرب والخوخة، بينما استمر تواجد هذه القوات في مناطق مناطق لا تشهد صراعا مع الحوثيين مثل عدن وسقطرى، وهو ما يطرح مفارقة كبيرة، لأن السبب المعلن للحرب التي تشارك فيها أبو ظبي هو إعادة الشرعية وهزيمة الحوثيين.

التعليقات (1)
عمر المناصير
السبت، 03-08-2019 08:09 م
لا نُعمم ولكن نقصد غالبية الشعب الصامت...الذي فشل هو الشعب اليمني الصامت الذين ينتظرون من غيرهم أن يُحاربوا عنهم عدوهم وأن يُحرروا لهم بلادهم من عُملاء إيران...ما يحدث في اليمن شيء مُخزي...كان العرب يعتقدون بأن الشعب اليمني شعب شرس ومقاتلين عنيفين اشداء...لكن ما يتم رؤيته وما يجري تتعجب منهُ حتى البهائم....ومن المفترض أن تتخلى السعودية والإمارات ومن معهم عن هؤلاء وتركهم فريسة لحمير الفرس والمجوس.....سنوات وسنوات وانتم تتعفرون بالتراب والأراضي القاحلة حررنا وحررنا ولا أحد يرى خاصة مما يعرضه..هذا البائس محمد العرب إلا الحجارة والجبال القاحلة...بينما لا زالت صنعاء وتعز والمدن الهامة في قبضة الحوثيين....كيف 23 مليون لا طاقة لهم ولنقل ب 3 ملايين من المفروض أن السعودية والإمارات ومن معهم أن يتركوا الشعب اليمني يلقى مصيره نتيجة تخاذله وحتى تآمره بيده...فكُل هذه السنوات وما تم تقديمه لهذا الشعب وغالبية هذا الشعب وكأن الأمر لا يُعنيهم بشيء....ماذا قدمتم مع ما يقدمه الحوثيون أو حتى مع ما قدمه الشعب السوري...لم يتوقع العرب من الشعب اليمني أن يكون بهذا الشكل وما يتم رؤيته... ولا تعميم...هل تريدون أن يقدم لكم التحالف العربي اليمن على طبق من ذهب وأنتم في فرشكم وفي أحضان زوجاتكم ..ولكن الله قال{الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة97....يعني من العيب أن يُقال بحقكم بأنكم شعب ساقط...من تابع مُراسل قناة الحدث والعربية....تمنينا أن نراه في مدينة فيها حياة وبشر....فهو يتفاخر بأنه وصل لمكان لم يصل إليه أحد وفعلاً فهو في أرض لا بشر فيها....فهو ومن يبث لهم تائهون في الأراضي الوعرة وفي الجبال وما يُحيط بهم إلا ما يبعث على الغثيان من حجارة وتراب...من يُتابع أخبار اليمن لا يجد الشرعية والجيش اليمني إلا في الجبال والقفار ووسط الغبار....وتمنينا أن نراهم ولو في طرف مدينة فيها حياة.... لم نراهم حرروا لا الحديدة ولا غيرها لا الحُديدة ولا ميناءها وما يُحررون إلا تُراب وغُبار وجبال قفراء وأراضي موحشة حتى لا خُضرة فيها ولا حياة.... وما نرى معهم من سلاح إلا سلاح البؤس كبؤسهم.. شعب تعداده السني ما يزيد عن 23 مليون...يقف هذا الشعب كالبلهاء وهم ينظرون لما ولنقل تعدادهم 3 ملايين يستبيحون بلادهم ويأخذونها لمصير مجهول....أين هي شراسة الشعب اليمني وأين هي رجولتهم ومروءتهم...أين هُم أهل السُنة من الشعب اليمني هل تبخروا أم أنهم تخفوا في الجبال أم أنهم على رأي المثل....يا بيت لست من أهلك..وأنا عنك متعدي؟؟؟؟؟....يا للخسارة على ذلك الجُهد والجهاد الذي بذله المُخلصون من أهل اليمن الشرفاء...ولكن عند الله لا يضيع الأجر