تنوعت تجارب الحركات الإخوانية حول العالم في الإقبال على العمل السياسي حيثما فتحت أبوابه.
والمقصود بالعمل السياسي هنا الممارسة الديمقراطية التي يسمح بها النظام القائم، بغض النظر عن مدي ضيقها أو محدوديتها. والأصل في النظام الديمقراطي أنه يقوم على التعددية الحزبية، بمعنى أن القوى السياسية تشكل أحزاباً تخوض غمار المنافسة على قلوب وعقول العامة من خلال تقديم برنامج سياسي، إلا أن النظم الحاكمة في العالم العربي لم تكن دوماً تسمح بالتعددية الحزبية، ولئن سمحت فهي تفرض من القيود ما يحول دون إتاحة الفرصة للأحزاب بالعمل بحرية أو ما يحرمها من الحقوق المتساوية، وخاصة فيما يتعلق بحق الحصول على الموارد.
الحقيقة التي لا مراء فيها أن العسكر في مصر ما كانوا ليسمحوا للسلطة بأن تفلت من قبضتهم أياً كان القادم الجديد إليها، وما كانت المنظومة الإقليمية التي تتزعمها الإمارات والسعودية لتسمح بتحول ديمقراطي مهما كانت نسبته
آثرت بعض الحركات مثلما حدث في الأردن ومصر وموريتانيا والكويت، تأسيس حزب سياسي خاص بها، بينما رأت حركات أخرى، مثلما حدث في تونس واليمن، أن تتحول بأسرها إلى حزب سياسي. ولربما كانت ظروف كل واحدة من هذه الحركات هي التي تملي عليها الخيار الذي مالت إليه.
كان ذلك في الأغلب في فترة ما قبل الربيع العربي حيث سمح النظام بتأسيس أحزاب سياسية مستقلة – ولم يكن ذلك مسموحاً به في مصر، فاضطر الإخوان إلى المشاركة في العملية السياسية من خلال أحزاب سياسية قائمة.
أما بعد أن أطاح الثوار برؤوس أربعة من أطول الطواغيت حكماً في العالم العربي – في تونس ومصر وليبيا واليمن – فقد بدأت تتشكل نواة منظومة ديمقراطية حقيقية، بما أتاح الفرصة لتعددية حزبية حقيقية، وللمرة الأولى في هذه البلدان، رغم قصر عمر التجربة.
ما يقترحه جماعة المكتب العام للإخوان المسلمين مارسه الإخوان في مصر قبل الثورة مضطرين عندما لم يكن مسموحاً لهم بتأسيس حزب، أما بعد الثورة، فلم يعد ذلك مبرراً بحال. بل لقد أثبت الحزب الذي أسسته الجماعة أنه كان صاحب المصداقية الأعلى في كل عملية اقتراع جرت إلى أن وقع الانقلاب المشؤوم.
إن الشيء الوحيد الذي كان بإمكانه إبطال مكائد هؤلاء المتربصين بربيع مصر هو وعي الشعب المصري وتماسكه ووقوفه صفاً واحداً للدفاع عن حقه في الحرية والكرامة.
ماذا يعني الآن أن يطرح أصحاب المكتب العام أنهم لن يشكلوا حزباً سياسياً، بل سيسمحون "للأعضاء والمتخصصين والعلماء من أبناء الجماعة بالانخراط في العمل السياسي من خلال الانتشار مع الأحزاب والحركات التي تتقاطع مع رؤيتهم لنهضة الأمة."
قد يُفهم من ذلك أنهم خلصوا من خلال "مراجعاتهم" إلى أن تشكيل حزب الحرية والعدالة كان خطأ وأن المشاركة في العملية الديمقراطية من خلال التنافس "الحزبي" كان سبباً فيما جرى للإخوان في مصر.
بل ربما يظنون أنه لو نأى الإخوان بأنفسهم عن المشاركة في العملية الديمقراطية لربما كانت مصر اليوم واحدة من واحات الأمن والأمان، ولما قتل فيها من قتل وشرد منها من شرد ولما كان في سجونها سوى حفنة من مجرمي الحق العام.
والحقيقة التي لا مراء فيها أن العسكر في مصر ما كانوا ليسمحوا للسلطة بأن تفلت من قبضتهم أياً كان القادم الجديد إليها، وما كانت المنظومة الإقليمية التي تتزعمها الإمارات والسعودية لتسمح بتحول ديمقراطي مهما كانت نسبته خشية على نفسها من انتشار العدوى في أرجائها، وما كان الكيان الصهيوني ليهنأ له بال أو يغمض له جفن وبجواره بلد عظيم يخطو – ولو ببطء وتؤدة – نحو الحرية والنهضة.
إن الشيء الوحيد الذي كان بإمكانه إبطال مكائد هؤلاء المتربصين بربيع مصر هو وعي الشعب المصري وتماسكه ووقوفه صفاً واحداً للدفاع عن حقه في الحرية والكرامة.
للأسف، أتى المتربصون بديمقراطية مصر الشعب المصري من نقطة ضعفه، المتمثلة بتدني مستوى الوعي لدى قطاعات منه، وبما مارسته بعض النخب السياسية من غدر بسبب الحقد والحسد والغيرة الفتاكة، فانحازت في لحظة غياب الوعي إلى القتلة الذين وأدوا التجربة في مهدها.
جديد المكتب العام ينم عن عدم استيعاب لما جرى لمصر خلال السنوات الماضية، بقدر ما ينم عن عدم إدراك لمعنى الممارسة الديمقراطية.
وما أخشاه أن ينم ذلك أيضاً عن شعور بالهزيمة واستسلام للقوة الغاشمة التي كل همها تحييد الإخوان وإقصاؤهم من العمل السياسي.
أن تشكل جماعة إصلاحية حزباً سياسياً تتقدم من خلاله إلى الجماهير ببرنامجها الإصلاحي هو الأصل في الممارسة الديمقراطية.
لكن لو اختارت جماعة ما ألا تفعل ذلك، واكتفت بغير السياسة نشاطاً لها، فذلك هو خيارها واجتهادها. لكن لا يجوز بحال أن يصدر مثل هذا الاجتهاد في حالة ضعف، ولا داخل الأسر. بل يعتبر مثل ذلك في حالة القهر والاضطهاد استسلاماً وانصياعاً، عن قصد أو عن غير قصد، لرغبات الطاغية.
بواسطة: مصري جدا
الثلاثاء، 02 يوليه 2019 03:30 مبيان المكتب العام هو تجاوب مع مطلب من قلب قواعد الاخوان وهو موضوع مطروح وبشدة عند أصحاب الرؤى والأفكار من الأعضاء والقواعد الوسيطة وبالطبع هناك قطاع كبير من غيرهم يرفض الفكرة ليس لرأى او أسباب لكنهم يرفضون كل فكرة ترفضها القيادات العليا بدعوى أن الأخوة الكبار تعرف أكثر وتفهم أكثر وكثيرا ما مررت قرارات تحت هذا العنوان البائس ،،، وبالمناسبة قابلت داخل السجون مهندس شاب من الإسكندرية ،، كثيرا ما قال لي مازحا ،، يا استاذ قالوا لنا انك ترى أمامك مسافة متر وأخوك المسؤل يرى أمامه الف متر والقيادة العليا ترى أمامها الف كيلو متر ،، ثم يعقب مازحا ،، لكني اكتشفت أننا جميعا عميان لا نرى ،،، المهم ،،، بالفعل هناك أمور تحتاج إلى توقف للنقاش والخروج لرؤى واضحة بعيدا عن الحركة بالقصور الذاتي حين تتحرك دونارادة او تتحرك وانت لا تعرف إلى أين ،،، من هذه الموضوعات العمل الحزبي وليس السياسي ،، وبخصوص حزب الحرية والعدالة الذي تتكلم عنه لم يكن حزبا بالمفهوم السياسي والقانوني واللاىحي بل كان شكل جديد للقسم السياسي التابع لمكتب الإرشاد شأنه شأن الاقسام الأخرى للجماعة ،،، والجماعة كانت ومازالت وستبقى خائفة من فكرة عمل حزب سياسي حتى لا يخرج الاخوان من تحت السيطرة بدليل ،،، عندما كانت هناك انتخابات على رئاسة الحزب بعد فراغ المنصب الذي كان يشغله الدكتور مرسي رحمه الله ،، ترشح الدكتور سعد الكتاني وترشح الدكتور عصام العريان فك الله أسرهما ،، المدهش ان الجماعة أعلنت ان ا لكتاتني هو مرشح الجماعة وكان عصام العريان من حزب الوفد مثلا ،، قد يقول قال ان التجربة كانت في طور النمو وهذا صحيح لكن التجربة تركت هالة سوداء داخل الإخوان وخارج الاخوان خاصة من الأعضاء الجدد غير الاخوان الذين قالوا علنا أنكم تحسمون كل شى داخل الأسر وتاتون هنا لتفرضوا علينا مااتفقتم عليه ،،، عموما الحياة السياسية في بلدان العرب وربما الحياة عموما تحتاج إعادة نظر ،،، نتعامل فيها مع الواقع ولا نكرر الأخطاء ،، وأتصور ان فكرة الاخوان جناح المكتب العام تلتفت لبعض هذه المطالب والملاحظات ،، بعيدا عن الاستسلام والتراجع وكذلك بعيدا عن العناد الذي يحمل غالبا عناوين الثبات والاستمرار ،،، الخلاصة ،، الإخوان كيان محترم وثروة قومية الحفاظ على وجودها بنهجها السلمي واجب وطني وشرعي ،، لكن الأفراد والأفكار عابرة للمراحل تارة بالنجاح وتارة بالفشل
بواسطة: الصمت ابلغ
الثلاثاء، 02 يوليه 2019 05:42 مقرار اهبل وانسحاب من المواجهة. لقد اخطأ الاخوان عندما لم يعدوا قوة في جميع تخصصات الامن وجمع المعلومات وادارة الدولة واكتفوا بعمليات اغاثة ضحايا النظام العسكري طوال عهد حسني مبارك فساهموا في اطالة امده وعدم الثورة عليه رغم انه باع ممتلكات الشعب ونشر الامراض في جسده من فيروسات كبدية لاورام سرطانية وفشل كلوي نتيجة مبيدات مسرطنة. لقد نجحت اجهزة امن العسكر في تحديد العناصر المخلصة داخل الاخوان وقامت بتحيدها اما بسجنهم او تصفيتهم وتركت الباقين يفرون ليشوهوا الفكرة التي قامت عليها الجماعة وهذا ليس تخطيطهم وانما تخطيط المحتل الذي يدير المشهد من خلف الستار
بواسطة: هادى جلال
الثلاثاء، 02 يوليه 2019 08:02 مبداية المقال وضع مفهوم انهزامى للعمل السياسي فيقول (والمقصود بالعمل السياسي هنا الممارسة الديمقراطية التي يسمح بها النظام القائم، بغض النظر عن مدي ضيقها أو محدوديتها) وبناء عليه جاء ما ترتب عليه حقائق غريبة افترضها الكاتب مثل 1 الحقيقة التي لا مراء فيها أن العسكر في مصر ما كانوا ليسمحوا للسلطة بأن تفلت من قبضتهم أياً كان القادم الجديد إليها، وما كانت المنظومة الإقليمية التي تتزعمها الإمارات والسعودية لتسمح بتحول ديمقراطي مهما كانت نسبته. 2 إن الشيء الوحيد الذي كان بإمكانه إبطال مكائد هؤلاء المتربصين بربيع مصر هو وعي الشعب المصري وتماسكه ووقوفه صفاً واحداً للدفاع عن حقه في الحرية والكرامة. 3 أن تشكل جماعة إصلاحية حزباً سياسياً تتقدم من خلاله إلى الجماهير ببرنامجها الإصلاحي هو الأصل في الممارسة الديمقراطية.
بواسطة: adem
الأربعاء، 03 يوليه 2019 01:12 صإن لم تخني ذاكرتي لجماعة الإخوان قيادة شرعية ممثلة في نائب المرشد و محاولة البعض بحسن نية أو ل..... ركوب الموجة للاستلاء على الجماعة بينما الآلاف من القيادات داخل السجون قلة مروءة ، زد على ذلك يقول هؤلاء أنهم نتاج اتخابات داخلية في مختف محافظات مصر ؟!! في عز انقلاب فاشي دموي ؟! اللهم إلا إذا تمّ ذلك الأمر تحت أنفاق حماس في غزة؟! بالنسبة للأخطاء و المراجعات سيتم في وقته و في الظروف المناسبة بمشاركة الجميع بعيدا عن الأنانية و الانتهازية
بواسطة: متفائل
الأربعاء، 03 يوليه 2019 01:27 مالسيد عزام يتحدث عن تجربة الإخوان في عالم العمل السياسي من خلال مكتبها العام ، اليوم ، و تحديدا انطلاقا من التجربة المصرية الأم ، حتى و إن لم يحدد ذلك ، فقط هو يحاول أن يقدم نفسه بمثابة المراقب للشأن الإخواني ، و كأنه لا يمت لهذه التجربة و هذا التنظيم بأي صلة تنظيمية ، و هذه هي المصيبة . و إن دل هذا فإنما يدل على كون الإخوان من بعد الشيخ حسن البنا ، و سيد قطب ، رحمهما الله ، و بسبب أمثال السيد التميمي ، تحولوا إلى ما نعبر عنه : " ادعاء أكثر منه دعوة ، و تنظيم أكثر منه نظام حياة " . أما ما قصده السيد التميمي بوعي الشعب المصري ، فهو وعيه و وعي امثاله الذين باتوا لا يفهمون شيئا ذي صلة بضمير الشعب ، من قريب أو من بعيد . و على هذا الأساس بات سهلا على عزام الإشارة إلى المكتب العام ، مثله مثل مكتب النائب العام المصري الذي يتلقى الأوامر للتنفيذ ، و حاشى أن يكون كذلك . فقط : إذا أراد عزام أن يسترجع القليل من حياة الضمير أن ينزل لرجل الشعب المصري ، و رجل الشعب الفلسطيني ، و رجل الشعب اليمني ، فينصت قليلا إلى ما هو فعلا وعيا بديلا على طريق دور و رسالة الشهادة . و شكرا .
بواسطة: قرار الإخوان صائب
الأربعاء، 03 يوليه 2019 04:47 مبيان جماعة الإخوان المسلمين بعدم تشكيل حزب سياسي هو التقوى والإيمان بالله وعدم النفاق مع النفس، هنا صار شعار الأخوان المسلمون وهو القرأن صادقا ولا يجرأ أي حزب سياسي أخر أن يدعي مخالفته للدستور حيث الإخوان ليس حزبا سياسيا بل دعوي وإصلاحي، هذا طريق وطريق صادق، أما كاتب المقال فسؤال بسيط له، إذا كنت حزب ودستورك كدستور مصر سنة 2012 والذي يوافق عليه كاتب هذاالمقال، هل سترفض وأنت وزير التوقيع على فتح ملاهي وبيع الخمور والفن ووو وأنت تدعي أنك تطبق الإسلام، هذا الوضع الأن وهذا الحال الأن فلا لف ولا دوران، هذا هو معنى قرار جماعة الأخوان المسلمين بعدم تشكيل حزب سياسي.
بواسطة: بقي تفعيل القرار
الأربعاء، 03 يوليه 2019 05:00 مبعد هذا القرار من الإخوان المسلمين بعدم تشكيل حزب سياسي سنرى بإذن الله أن الحلقة إكتملت على نظام اسيسي، وسنرى بإذن الله أن من يديرون عمليهم السيسي من الغرب إمر ودون تفويض ببدأ مرحلة جديدة ولكن فات الوقت، بإذن الله مسألة وقت وقصير، فقط يأخوان المسلمين بمصر فعلوا ما قررتم وبادروا وعندكم الوقت، حيث إنشاء الله بعد تفعليكم لن يمر أي شيء يرتكبه السيسي دون كوارث تعود عليه، وككل مسلم، وما النصر إلا من عند الله.
لا يوجد المزيد من البيانات.