سياسة عربية

هكذا سقطت الصحف المصرية في تناول "وفاة مرسي" (شاهد)

رصدت "عربي21" سقوطا مهنيا وأخلاقيا غير مسبوق لوسائل الإعلام المصرية في تناولها لتغطية خبر وفاة مرسي- فيسبوك/ صفحة الرئيس
رصدت "عربي21" سقوطا مهنيا وأخلاقيا غير مسبوق لوسائل الإعلام المصرية في تناولها لتغطية خبر وفاة مرسي- فيسبوك/ صفحة الرئيس

رصدت "عربي21"، سقوطا مهنيا وأخلاقيا غير مسبوق، لوسائل الإعلام المصرية، في تناولها لتغطية خبر وفاة أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر الحديث، محمد مرسي، خلال جلسة محاكمته عصر الاثنين. 

 

وباستثناء صحيفة المصري اليوم (مستقلة)، فقد خلت الصفحات الأولى للصحف المصرية، الحكومية والمستقلة، الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 18 حزيران/ يونيو 2019، من خبر وفاة الرئيس مرسي.

 

وخالفت "المصري اليوم"، كل الصحف المصرية الأخرى، بإبراز خبر وفاة الرئيس مرسي في صدر صفحتها الأولى، ولونت العنوان باللون الأحمر الذي يعبر على أهمية الخبر، كما أنها الجريدة الوحيدة التي بدأت الخبر بوصف مرسي بالرئيس السابق، ولكنها التزمت أيضا بالمعلومات الرسمية الصادرة عن النيابة العامة ووزارة الداخلية، في إطار تقرير لم تزد مساحته على ثلاثة أعمدة عرضية.

 

 

"خبر مقتضب"


واكتفت صحيفة الأهرام كبرى الصحف المصرية (حكومية)، بإبراز الخبر في صدر الصفحة الرابعة الخاصة بتغطية أخبار الحوادث والقضايا، دون إرفاق صورة للرئيس السابق، والاكتفاء بالمعلومات التي نشرتها الجهات الرسمية، سواء النائب العام أو التسريبات التي خرجت من وزارة الداخلية عن ملابسات الوفاة.


وعلى عكس الأهرام، فقد تناولت صحيفتا الأخبار والجمهورية، الخبر بشكل مقتضب للغاية في صفحاتها الداخلية، من خلال خبر صغير يبرز حدث الوفاة فقط، وهو ما اختلف مع صحيفة "الشروق" المستقلة، التي أبرزت الخبر في صفحتها الثالثة، مع صورة للرئيس الراحل، والاكتفاء ببعض المعلومات البسيطة عن الحادث.

 


وفي حين أغفلت صحيفة الوطن، المملوكة لجهاز المخابرات العامة، أي ذكر للخبر، فقد نشرت اليوم السابع المملوكة لنفس الجهاز، العديد من التحقيقات الصحفية ضد جماعة الإخوان والرئيس السابق محمد مرسي.


وخلت الصحف المصرية بمختلف تصنيفاتها، من أية مقالات رأي حول الموضوع، كما تعمدت افتتاحيات هذه الصحف الانشغال بقضايا أخرى بعضها محلي والآخر إقليمي ودولي، كما أنها اتفقت على صياغات واحدة في تناول الخبر، ارتكزت على عدم ذكر الصفة الرسمية لمرسي باعتباره رئيسا سابقا لمصر، واكتفت باسمه مجردا من أي صفة رسمية أو حزبية أو أكاديمية.


على جانب آخر خصصت الصحف المصرية الصفحات الأولى والداخلية لإبراز زيارة رئيس نظام الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي لـبيلاروسيا، كما أنها خصصت ملفات كاملة عن بطولة الأمم الأفريقية التي تنطلق بالقاهرة يوم الجمعة المقبل، وكذلك امتحانات الثانوية العامة.

 

اقرأ أيضا: ما هي الحقيبة السرية التي تحدث عنها مرسي قبيل وفاته؟

ضوابط مخابراتية


وعلى عكس الطبعات الورقية، فقد اهتمت المواقع الإلكترونية لنفس الصحف بخبر وفاة مرسي، والأحداث التي صاحبته، مع التركيز على البيانات الرسمية للجهات المعنية، في حين كانت المواقع الأقل شهرة مثل المشهد والموجز والبوابة أكثر حرية في تناول الموضوع، بإبراز العديد من الآراء وردود الأفعال المحلية والدولية.


وكشفت مصادر صحفية لـ "عربي21"، أن مديري التحرير بالصحف القومية والمستقلة، وضعوا العديد من القيود على تناول حدث الوفاة وتداعياته، وفقا لضوابط صحفية تلقتها قيادات الصحف من مسؤولين بالمخابرات العامة، ركزت على الاكتفاء بخبر الوفاة، وعدم وصف مرسي بكونه رئيس الجمهورية السابق، أو حتى رئيس الجمهورية المعزول، والاكتفاء باسمه مجردا، وفقا للبيان الذي أذاعه التليفزيون المصري عن الوفاة.

 

اقرأ أيضا: أديب خصص حلقة للموت المفاجئ قبل أيام.. ما علاقة مرسي؟ (شاهد)

سقوط أخلاقي ومهني


من جانبه يؤكد وكيل المجلس الأعلي للصحافة السابق ومدير المرصد العربي لحريات الإعلام قطب العربي لـ "عربي21" أن الصحف المصرية سقطت في مستنقع الرقيب، بتخليها عن الحيادية والموضوعية أو حتى السعي نحو الانفراد والتغطية الصحفية المهنية.


وحول غياب الحديث عن وفاة مرسي في افتتاحيات الصحف أو مقالات الرأي، يوضح العربي، أن الصحف المصرية والإعلام المصري بشكل عام أصبح خاضعا لسطوة النظام العسكري، وبالتالي فإن حجج البعض بأن الوفاة حدثت بعد تجهيز الطبعات الورقية، وهو ما لم يمكن الصحف من التغطية المهنية، هي حجج مرفوضة، لأنه كان يمكن لهذه الصحف أن تقوم بعدة طبعات، إن كانت راغبة في مواكبة الحدث.


ويضيف العربي: " لن يزيد من قدر مرسي أو ينقصه أن الصحف المصرية، التي يديرها رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، تذكر صفة الرئيس مرسي الرئاسية أو لا تذكرها، لأن التاريخ لن يمحوها، ولن تنجح إجراءات النظام العسكري في محوها".


ويشير العربي إلى أن سقوط هذه الصحف في تغطية حدث وفاة مرسي، لم يكن سقوطا مهنيا فقط، وإنما كان سقوطا أخلاقيا، يوضح إلى أي مدى وصلت إليه الصحافة والإعلام بمصر زمن الانقلاب العسكري، على عكس الفترة التي حكم فيها مرسي وكانت تمثل العصر الذهبي للحريات الصحفية والإعلامية.

 

التعليقات (3)
مصري
الثلاثاء، 18-06-2019 12:57 م
بكل الصفات السيئه الممكنة لايمكن وصف نظام العسكر الأوباش خنازير تل ابيب في مصر و أسوءهم الخنزير السيسي ذلك المجرم العتيد الذي لا شرف له و لا كرامة و لا عزة إنه مجرد مخلوق من أحقر ما خلق الله منذ بدأ الخليقة هو و كل عصابته سواء فيما يسمي بالجيش أو بالداخلية أو في القضاء البعيد كل البعد عن العدل و العدالة أو في الإعلام القذر و جميع من يواليهم ، فهم مخلوقات لا تمت للإنسانية بأي صلة فهم خليط من الحقارة و الدناءة و الإنحطاط و القذارة و النجاسة فتصوروا ما هية تلك المخلوقات البشعة الكريهة و كيف يكون تفكيرها و تصرفاتها و نهجها ضد البشر الأسوياء هكذا هو السيسي خادم الخنزير بن زايد و الخنزير بن سلمان و كل من ينضوي تحت أقدامهم النتنة .
امازيغي
الثلاثاء، 18-06-2019 12:35 م
الصحف العبرية نسمح بها احذيتنا ونبيع فيها السردين على اي صحف تتكلمون
جمال الجمال
الثلاثاء، 18-06-2019 12:32 م
الألسن التي تدعو للرئيس مرسي بالرحمة هي نفسها التي تلعن الانقلاب ورئسيه ومن ساعده ودعمه سواء كانوا افرادا او دولا او قضاءً ظالم خاضع لاوامر العسكر .