حقوق وحريات

عشية ليلة القدر.. هكذا يخنق الاحتلال الأقصى لمنع المصلين

الاحتلال في هذا العام تجاوز الزمان والمكان لأنه تعدى على حرمة شهر رمضان- جيتي
الاحتلال في هذا العام تجاوز الزمان والمكان لأنه تعدى على حرمة شهر رمضان- جيتي

تحدث مسؤول في مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، عن الإجراءات والعقبات التي تضعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لـ"خنق" القدس والمسجد الأقصى ومنع وصول المصلين.


المفارز الأمنية

وأكد نائب رئيس مجلس أوقاف القدس، ناجح بكيرات، أن "سلطات الاحتلال تحاول دائما خلق أنواع متعددة من العقبات أمام وصول المصلين وشد رحالهم إلى المسجد الأقصى المبارك، قبيل الجمعة الأخيرة من رمضان وليلة القدر".

وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "العقبة الكؤود الكبيرة في هذا الجانب، هي الحواجز والمفارز الأمنية والعسكرية الإسرائيلية؛ والتي تسببت بإصابة العديد من المصلين بضربات شمسية، ما أدى لنقل بعضهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج".

ولفت بكيرات، إلى أن "الآلاف من المصلين القادمين للصلاة في الأقصى وإقامة ليالي رمضان، يقفون في طوابير طويلة لساعات عديدة في حرارة الشمس اللاهبة على حواجز قلنديا وبيت لحم وفي محيط مدينة القدس المحتلة".

ونوه إلى أن "المفارز الأمنية الإسرائيلية على مداخل مدينة القدس السبعة، تقوم بإرجاع العديد من المصلين في الوقت الذي تزعم أنها قامت بمنح المصلين التصاريح للوصول للمسجد الأقصى"، مضيفا: "تعطي سلطات الاحتلال التصاريح لمن هم فوق الخمسين".

 

اقرأ أيضا: المستوطنون يجددون اقتحامهم للأقصى بحراسة قوات الاحتلال

وذكر أن "معظم من هم دون سن الخمسين يمرون على المفارز الأمنية الإسرائيلية، وترجع قوات الاحتلال معظمهم"، مؤكدا أن "القدس مقيدة ومسجونة من خلال الاحتلال، وهذا وضع خطير للغاية".

العقبة الأخطر

وأما "العقبة الأخطر فهي؛ أن من يصل إلى القدس بعد جهد وعناء كبير ورحلة شاقة، يصطدم بمفارز أمنية عند بوابات البلدة القديمة؛ وتقوم تلك النقاط الأمنية بإرجاع وعدم السماح للعديد من المصلين بالدخول للبلدة القديمة، وبالتالي فقدان إمكانية الوصول للمسجد الأقصى".

وبين نائب رئيس مجلس أوقاف القدس، أن "من يتمكن من العبور عبر تلك المفارز عند بوابات البلدة القديمة ويسير في أزقتها ويصل إلى الأقصى، يجد على بوابات المسجد قوات الاحتلال في انتظاره"، معتبرا أن "هذه رحلة معاناة معقدة وخطيرة جدا يخوضها من شد رحاله ليصل إلى الأقصى، ومن يدخله يخر ساجدا شاكرا لله".

ونبه إلى أن من بين العقبات الخطيرة جدا، أن "الاحتلال في هذا العام تجاوز الزمان والمكان؛ لأنه تعدى على حرمة شهر رمضان عبر السماح بإدخال المتطرفين لاقتحام الأقصى"، معتبرا أن "هذا تجاوز لا يمكن السكون عنه، مع تأكيدنا على أن الاقتحامات في رمضان أو في غيره مرفوضة، لأن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين، والاحتلال هو قوى غاصبه عليها أن ترحل".

وأشار إلى أن "قوات الاحتلال اعتدت في أيام العشر الأواخر من رمضان على المصلين، وقامت بملاحقتهم وتصويرهم وإبعاد بعضهم ومحاولة اعتقال عدد منهم".

اعتداءات مستمرة

ورأى أن "النقطة الأخطر؛ أن الاحتلال يسوق نفسه على أنه دولة ديمقراطية وأنه يوفر حق العبادة، في الوقت الذي تقيد حرية العبادة واعتدت فيه على الأقصى؛ الذي مازال يعاني من استمرار اعتداءات سلطات الاحتلال".

 

اقرأ أيضا: الاعتكاف بالأقصى.. عبادة رمضانية يسعى الاحتلال لإنهائها

وتابع: "المدرسة التنكزية ما زالت مقرا لجيش الاحتلال الإسرائيلي بعدما أخرج الطلاب منها، وما زالت الحفريات في أسفل المسجد ومحيطه مستمرة، كما أن الاستيطان مستمر، ومحاولات مصادرة جزء من مقبرة باب الرحمة موجودة".

وخلص المسؤول المقدسي، إلى أن "هناك عملية خنق إسرائيلية خطيرة للقدس والمسجد الأقصى"، لافتا إلى أن "من يصلون إلى المسجد يشاهدون المصادرات، البؤر الاستيطانية، استيطان، حفريات، تزوير للحقائق واعتماد الرواية التوراتية حتى منع دفن الموتى في أماكن محددة".

وأضاف: "كل هذا يشكل عقبة كبيرة جدا تمتد إلى الخدمات داخل الأقصى، حتى أنه تم خنق المصلين بمنع تقديم العديد من الخدمات لهم، عبر منع العديد من المشاريع الهامة داخل الأقصى"، متسائلا: "أين ستذهب هذه الألوف الوافدة إلى الأقصى؟ فالحمامات لا تكفي لثلاثين ألف مصل، فعندما يصل 300 ألف أين سيقضون حاجاتهم؟ أين يوقفون حافلاتهم؟".

ولفت بكيرات، أن "الشوارع تغلق لساعات طويلة جدا حينما يخرج المصلون فقط من باب الأسباط بعد انتهاء صلاة التراويح"، منوها أن "العقبة الصعبة جدا هو عدم وجود خدمات؛ لا نتيجة تقصير من الأوقات، بقدر ما هو الضغط المستمر من قبل الاحتلال من أجل خلق هذه الأجواء، بهدف إحداث عملية طرد ذاتي لكل من يهفو قلبة للصلاة في المسجد الأقصى وإحياء ليلة القدر".

التعليقات (0)