سياسة عربية

مسؤول أردني سابق يكشف "أسرارا" عن حزب الله والسعودية

علي شكري مدير الاتصالات في عهد الحسين بن طلال- وكالة عمون
علي شكري مدير الاتصالات في عهد الحسين بن طلال- وكالة عمون

كشف مسؤول أردني سابق في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال، عن أسرار عدة تتعلق بالمملكة الأردنية وجارتها السعودية، وبكل من لبنان وفلسطين وصفقة القرن، واتفاقيات السلام مع الاحتلال الإسرائيلي.

وكشف الجنرال علي شكري، الذي كان مديرا للاتصالات الملكية الأردنية بعهد الحسين، في مقابلته مع أحد المواقع المحلية الأردنية "وكالة عمون"، عن أسرار عدة، قال إنه يمكن له البوح عنها، مفضلا الاحتفاظ بأخرى فضل عدم كشفها.

ومن بين "الأسرار" التي كشف عنها الجنرال، أن حزب الله اللبناني كان فكرة إنشائه من حافظ الأسد، الرئيس السوري السابق الراحل.

وأوضح أيضا الدور الأردني في حادثة اقتحام الحرم المكي، مؤكدا أن القوات الأردنية لم تشارك به.

وعلق كذلك على غضب الملك الأردني الراحل الحسين، على اتفاقية أوسلو، وأسباب ذلك.

 

اقرأ أيضا: ماذا قال ملك الأردن في الذكرى الـ20 لوفاة والده؟ (شاهد)

وتطرق أيضا إلى الحكومة الحالية برئاسة عمر الرزاز، وانتقدها متكلما عن "خطأ تاريخي"، وتناول بعض المعلومات عن الحكومات السابقة المتعاقبة.


وتاليا نص المقابلة كما نشرته وكالة عمون الأردنية:

عقب الجنرال، مدير الاتصال للملك الراحل الحسين بن طلال، علي شكري، على قضية تحرير الحرم المكي من مجموعة "جهيمان"، وقال إن ولي العهد السعودي الأمير (آنذاك) الملك فهد بن عبدالعزيز، طلب من المرحوم الملك الحسين المساعدة خلال تواجدهما في القمة العربية التي انعقدت عام 1979 في الجمهورية التونسية، حيث كان الأمير فهد يرأس وفد بلاده، لأن الملك خالد بن عبدالعزيز تغيب، بسبب مرضه.

وأضاف شكري أن السعوديين لم يكونوا يعلمون هوية مقتحم الحرم الشريف بعد، وأخبر الأمير فهد الملك الحسين بتفاصيل القصة وقال: "أغلقنا، الحرم الشريف، والحدود والمطارات والإذاعة والتلفزيون"، غير أن الملك الحسين نصح الأمير فهد، بإعادة فتح المطارات وإصدار بيان عن الحادثة، ومصارحة الشعب السعودي والأمة، لتفهم أسباب إغلاق الحرم الشريف، واستخدام الحكمة في تحرير الحرم".

وبحسب اللواء المتقاعد علي شكري، فقد استجابت السعودية لنصيحة الحسين، وأعادت فتح المطارات والحدود والإذاعة والتلفزيون، وأصدرت بيانا تحدث عن تفاصيل الحادثة.

وكان طلب الملك فهد "ولي العهد آنذاك" من الراحل الحسين، تجهيز قوات خاصة للمساعدة في تحرير الحرم وبالفعل، تم تجهيز قوة خاصة بقيادة أحمد علاء الدين الشيشاني، قوامها لواء "3 كتائب" وتجهيز إحدى طائرات الجمبو (747- 79) العائدة للشركة الملكية وكان الجنود ينامون تحت الطائرة في مطار ماركا العسكري بانتظار تنفيذ طلب سعودي بالمشاركة في التحرير، حيث استصدرت السعودية فتوى من مفتي الديار المقدسة الشيخ بن باز، تقضي بدخول قوات فرنسية لمساعدة الجيش السعودي في عملية تحرير الحرم الشريف. 

وأكد أن خطة اقتحام الحرم لم يشارك بها الأردنيون لعدم معرفتهم بتفاصيل الطبقات السفلية من الحرم، مشيراً إلى أن سلاح قوات "جهيمان" دخل من العراق إلى السعودية، ولم ينقطع الاتصال بين الأردن والسعودية حتى بعد اللجوء إلى الفرنسيين. 

حزب الله اللبناني 


وأكد الجنرال المتقاعد شكري أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، هو من اخترع حزب الله اللبناني، وقدمه للخميني الذي دعمه، ثم غيرت هذه القضية معالم لبنان إلى الأبد. 

وقال شكري: "حسن نصر الله من مدرسة موسى الصدر، وموسى الصدر من مدرسة أبي القاسم الخوئي، شيعي عربي"، مشيرا إلى أن "النظام الإيراني يعمل على السياسة ولا علاقة له بالشيعة". 

وقال إن "جماعة الحوثي في اليمن هم من السنة ولا علاقة لهم بإيران سوى أنهم وجدوا إيران داعما لهم بحربهم في اليمن".

إيران


وقال اللواء شكري إن الملك الراحل كان لديه مشكلة مع السياسية الإيرانية في المنطقة، بسبب تصدير الثورة للمنطقة، ومنوها إلى عدم وجود رابط بين القيادة الإيرانية والمذهب الشيعي، لأن المذهب الشيعي، مذهب مسلم.

 

غزو الكويت.. واتفاق أوسلو


وبالعودة إلى أسرار عهد الملك الراحل الحسين، أكد مدير اتصالاته أن الحسين لم يندم يوما على عدم دخوله التحالف لتحرير الكويت من الهجوم العراقي، بسبب إيمانه الشديد، بأن الجيش العربي الهاشمي، لن يستخدم قوته ضد دولة عربية أخرى، وأن وقوفه إلى جانب الراحل صدام حسين جاء استجابة للمطالبات الشعبية المؤيدة لضرب إسرائيل، بحسب ما كان يعد صدام.

وكشف شكري عن سبب غضب الملك الراحل من ذهاب الفلسطينيين إلى اتفاق أوسلو وحدهم، قائلا إن غضب الملك كان لأن "أوسلو" لم تشتمل على أي شيء، لا حق عودة، ولا حقا بالحدود، ولا القدس، ولا حق التعويض.

أزمة الأردن الاقتصادية


وردا على سؤال، حول وجود تشابه بين الحالة الأردنية (المديونية والتحضير لعملية السلام) في فترة 1988 وإطلاق عملية السلام في العاصمة الإسبانية مدريد في آذار 1991 وبين المرحلة الحالية (مديونية وصلت إلى 40 مليار دولار) والتحضير لصفقة القرن، وبرأيك هل سيقبل الأردن بصفقة القرن بسبب الوضع الاقتصادي والدولي؟

قال اللواء شكري: "لن يقبل الأردن بصفقة القرن، ولن يتحمل مسؤولية هي للفلسطينيين أولا، وثانيا بسبب المكون الفلسطيني في الأردن، وثالثا لأن تداعيات الصفقة (التوطين والتعويض والوطن البديل) مضرة بالأردن وكذلك لمعرفة الأردن بعدم وجود أموال كما يشاع وضرب مثالا "اتفاقية وادي عربة".

أما بالنسبة، فيما إذا كان هناك تشابه في الحالة الأردنية بين الزمنين، أكد الباشا شكري عدم وجود تشابه وقال إن الوضع الاقتصادي للأردن في ذلك الوقت ليس كما هو الآن، حيث كان عدد الاردنيين قليل، ولا وجود للاجئين وتوقفت المساعدات بحجة دعم العراق في حربه ضد إيران، وكانت تحتاج الموازنة لنحو 260 مليون دولار، للتعافي من الأزمة، قدمتها السعودية للأردن، أما الآن فالمديونية تصل نحو 40 مليار دولار.

الخروج من المأزق


قال الباشا شكري: "نحن في مأزق صعب، فكل رئيس حكومة يلقي بالحمل على الرئيس الذي يليه"، واستدرك: "أحد رؤساء الحكومات السابقين قال إن الدين والاستدانة مصيبة على الأردن، ولما تقلد رئاسة الحكومة كان أكثر الرؤساء استدانة" وانتقد الفوضى في الدين العام واصفا ما يجري "بالتخبط". 

وتابع شكري، "كيف يطلبون تحويل وديعة الإمارات والسعودية التي تبلغ 666 مليونا إلى قرض؟ ما هذه الفوضى؟".

ودلل شكري على صعوبة الوضع في الأردن، قائلا: ماذا بعد؟! تم رفع الضرائب والأسعار والرسوم ولم يحدث فرق.

وحذر من تفاقم الأوضاع، وذلك بسبب "الجوع"، وقال اللواء شكري، الفقر موجود في الأردن وغير الأردن ولكن الخطر في المعادلة هو "الجوع"، لأن الإنسان يتحمل كل شي إلا الجوع.

وعزا سوء الوضع الاقتصادي إلى الإهمال والفساد، محملا المسؤولية لكل مسؤول سابق، مؤكدا أن تحمل المسؤولية يشمل كل من شارك ببيع أو شراء أو مضاعفة المديونية في الأردن.

الخصخصة


وعبر شكري عن عدم رضاه عن مشروع الخصخصة، قائلا: "إن ما جرى بيع لمؤسسات الدولة وليس خصخصة" مشيرا إلى أن الخصخصة تكون عبر بيع أسهم المؤسسات للمواطنين فلا يكون مالك الشركة خارجيا ولا تخرج أموال الدولة منها.

وأضاف: كان يجب تصنيف منشآت تحت بند "استراتيجية" ممنوع الاقتراب منها، كما يحصل في دول العالم، مستخدما مثال مشروع خصخصة الحكومة الألمانية للكهرباء، ورفض البرلمان الألماني له.

وزاد: في حال لابد من الخصخصة يتم بيع أملاك الدولة "للمواطنين" وليس لشركات وأشخاص أجانب.

ورفض تحميل كافة مشاكل البلاد لرئيس الديوان الملكي وزير التخطيط والتعاون الدولي الأسبق، الدكتور باسم عوض الله، قائلا: "ما بصير تحميل كل مشاكل البلد الاقتصادية لباسم عوض الله"، مطالباً رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز بفتح ملف "تقييم الخصخصة" الذي كان أصدره الرزاز نفسه في وقت سابق، خلال ترؤسه لجنة التقييم.

نقد للرزاز


ووجه اللواء شكري، نقدا حاداً لمبادرة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، بالدعوة الى عقد اجتماعي جديد، واعتبرها "خطأ فادحا"، وألمح إلى أنها تساير صفقة القرن. 

وقال: "العقد الاجتماعي لدولة لا دستور لها ومبعثرة ووليدة، ولكن لدينا دستور ويعد من الدساتير المهمة في المنطقة والعالم، إلا إذا كان يقصد الرئيس أن المرحلة المقبلة، تؤشر إلى كنفدرالية أو ضم الضفة وغزة، عندها يلزمنا عقد اجتماعي جديد..".

وادعى اللواء شكري عدم معرفته بمدير المخابرات الجديد اللواء أحمد حسني، متمنيا له النجاح في مهمته.

وحول قراءة الجنرال شكري، للرسالة الملكية لمدير المخابرات الجديد والتي تزامنت مع إقالة ضباط كبار في دائرة المخابرات وكذلك تزامنت مع نشر تقارير صحافية حول تعرض القصر لمؤامرة قال: "ليس ضروريا القيام بمؤامرة ضد الملك، لكن عدم تنفيذ أومر الملك، هي تعد ضد الملك".

وزاد اللواء شكري: "الأردن مش بلد فالتة".

وعن نصيحته لمدير المخابرات، الباشا أحمد حسني، قال: أمن البلد يحتاج إلى يقظة بسبب كثرة الجوع والبطالة والفقر الذي يدفع بالناس إلى أشياء خطيرة، على حد تعبيره.

الفساد بالأردن


وحول انتشار الفساد في الأردن قال اللواء شكري إن الفساد موجود، ولكن تختلف نسبته من دولة لأخرى ومن وقت لآخر بالدولة ذاتها.

وحول ظاهرة تغني الأردنيين بوصفي التل وهزاع المجالي أجاب شكري: "وصفي لم يخترع ذرة وإنما منع (السرسرة) وحفظ البلد"، ونوه إلى أن راتب رئيس الوزراء زمن الرئيس وصفي التل كان لا يتجاوز الـ300 دينار وراتب الوزير لا يتجاوز الـ60 دينارا.

وحول سؤال اللواء المتقاعد، رئيس الاتصالات الملكية بعهد الراحل الحسين بن طلال، عن راتبه التقاعدي أجاب: "راتبي ألف و60 دينارا، راتب تقاعد لواء".

ونفى الجنرال شكري، أن يكون عرض عليه تولي رئاسة الوزراء في وقت سابق.

وقارن شكري ظرف المملكة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بالظرف في عهد الراحل الملك الحسين، مؤكدا أن الظروف الحالية أصعب، بسبب وجود نحو مليون ونصف لاجئ سوري، على الأراضي الأردنية وقبلهم عراقيين، وليبيين، في ظل موارد البلاد المحدودة، ووسط نمو ظاهرة الإرهاب.

وقال شكري: "الأردن في الخمسينيات لم يتجاوز عدد سكانه 2 مليون نسمة، أما الآن فيتجاوز عدد اللاجئين 2 مليون لاجئ".

 

اختيار الحكومات


وحول آلية اختيار رؤساء الحكومات الأردنية، قال شكري: إن الملك هو من يختار رئيس حكومته دون ترشيح من أحد، ثم يتشاور مع مجموعة مقربة منه، منوها إلى أن المجموعة ليست ثابتة دائما ويبلغ مدير المخابرات في المرحلة الأخيرة للاستفسار أمنيا عن الشخص المعني، ثم يبلغ المعني قبل أسبوع من موعد الإعلان الرسمي.

وأشار إلى أنه بحسب الدستور الأردني، فإن الحكومة هي للملك، وفي بعض الدول يسمى رئيس الحكومة "الوزير الأول".

وانتقد شكري حادثة خطاب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة عندما كان رئيسا للوزراء، أمام مجلس النواب والذي كان يرأسه المهندس عبد الهادي المجالي، خلال الرد على خطاب الثقة، قائلا: لو كنت مكان المجالي لأوقفت الروابدة وصححت له مصطلح "حكومتي" الذي استخدمه سبع مرات في خطاب الثقة، لأن الحكومة بحسب الدستور هي حكومة جلالة الملك.

وعن انتشار الشائعات في الأردن حتى صارت تطال القصر، قال شكري إن الراحل الحسين كان يرد على الشائعات بالصمت، والكثير منها طالت زوجته الملكة نور، إلا أنه كان يتعامل مع الأمر بطبيعية، قائلا: "قناعتي أن الملوك لا تهزهم الشائعات".

وأكد رجل القصر القوي أن "مؤلف الصحافية رندا حبيب، الذي يتحدث عن حياة الملك الحسين وقصة الجنرال العراقي حسين كامل غير دقيق"، مشيرا إلى أن "رندا حبيب كانت مقربة من مدير المخابرات الأسبق الجنرال سميح البطيخي، ولم تكن مقربة من الديوان الملكي كما أشيع".

الملك الحسين والعشائر 


وحول العلاقة التي تربط الملك الحسين بالعشائر، أجاب شكري: يرتبط الراحل الحسين بعلاقات مميزة مع العشائر، لأنها ركيزة النظام في الأردن، ومنها تم تأسيس البلاد والجيش والأجهزة الأمنية.

وعن مفهوم الدولة المدنية الذي ينادي به البعض، قال: "خطأ كبير، فالدولة المدنية لا تصلح للأردن"، واستدرك قائلا: "نحن لسنا أمريكا".

انتشار السلاح


وصف اللواء شكري، انتشار السلاح بين المواطنين بالظاهرة الخطيرة، ورجح زيادة أعداد قطع السلاح في الأردن على المليون قطعة. 

وقال: "لا يوجد بيت في الأردن ما فيه سلاح"، وبذات الوقت حذر من سحبه من المواطنين بطريقة "فجة"، مشيرا إلى ضرورة توجيه امتلاك المواطنين للسلاح إلى اتجاه آخر.

وبين أن السلاح يهرب إلى البلاد منذ نكبة عام 1948، إذ كان يدخل بطرق غير مشروعة، ومنه ما يعاد تهريبه إلى الخارج ومنه ما يبقى في الأردن، وازداد بعد حرب عام 1956، وبعد نكسة 1967 عبر سيناء، ومن دول مختلفة منها سوريا، ولبنان، ومصر.

التعليقات (1)
هشام علوان
الأربعاء، 29-05-2019 06:45 م
فيلسوف الحمير بيقول ("جماعة الحوثي في اليمن هم من السنة). ده بيفكرني بالخبراء الاستراجيصيين بتوع العرص