سياسة دولية

محادثات بين كاراكاس والمعارضة للمرة الأولى بعد فشل الانقلاب

أوسلو ترعى محادثات فنزويلية.. وواشنطن ترفض وساطة تركيا.. وكولومبيا تطرد المنشقين عن الجيش الفنزويلي- جيتي
أوسلو ترعى محادثات فنزويلية.. وواشنطن ترفض وساطة تركيا.. وكولومبيا تطرد المنشقين عن الجيش الفنزويلي- جيتي

تستضيف العاصمة النرويجية أوسلو، ممثلين عن المعارضة الفنزويلية والحكومة للتشاور حول الخيارات الممكنة بعد فشل محاولة الانقلاب العسكري التي قادها زعيم المعارضة خوان غوايدو ضد الرئيس نيكولاس مادورو.

 

وقالت أربعة مصادر لرويترز، إن ممثلين عن الحكومة والمعارضة سافروا إلى النرويج للتشاور حول نهج جديد بعد الإخفاق المتكرر للحوار بين الطرفين وسط أزمة سياسية متفاقمة (للمرة الأولى بعد فشل المحاولة الانقلابية).


وبحسب المصادر، فقد سافر وزير الإعلام خورخي رودريغيز وحاكم ولاية ميراندا هيكتور رودريغيز من الحزب الاشتراكي إلى أوسلو. وسافر النائب المعارض ستالين جونثاليث والمستشاران السياسيان خيراردو بلايدي وفيرناندو مارتينيز أيضا إلى النرويج.

وتوسطت السلطات النرويجية من قبل في حل صراعات بما في ذلك المساعدة في اتفاق لإحلال السلام بكولومبيا في 2016 بين الحكومة والقوات المسلحة الثورية الكولومبية اليسارية (فارك).

وقال وزير الخارجية النرويجي في مارس آذار إن أوسلو مستعدة للقيام بدور الوسيط أو تسهيل المحادثات بين الحكومة والمعارضة.

وذكر أحد المصادر أن الجانبين لم يعقدا أي اجتماعات بعد وأنهما سيلتقيان بشكل منفصل مع دبلوماسيين نرويجيين.

وقال مادورو في خطاب بثه التلفزيون الرسمي مساء أمس الأربعاء إن خورخي رودريغيز "في مهمة شديدة الأهمية في الخارج" دون أن يخوض في تفاصيل.

ولم ترد وزارة الإعلام بفنزويلا على طلب للتعليق، كما أنه لم يتسن الحصول على تعليق من وزارة الخارجية النرويجية ولا من المشاركين.

 

واشنطن ترفض الوساطة التركية

 

وعل صعيد ذي صلة، قال ممثل فنزويلا الدائم لدى الأمم المتحدة، صموئيل مونكاد، في مؤتمر صحفي، أمس الأربعاء، إن بلاده اقترحت أن تكون تركيا "الدولة الراعية"؛ لحماية سفارة بلاده بالعاصمة الأمريكية واشنطن.

 

اقرأ أيضا: WP: ترامب محبط وغير راض عن استراتيجية إدارته تجاه فنزويلا

وأوضح مونكاد أن العلاقات الدبلوماسية بين بلاده والولايات المتحدة توقفت، وأن واشنطن بموجب العلاقات الدبلوماسية المنصوص عليها في اتفاقية فيينا، كلفت سويسرا كـ"دولة راعية" من أجل سفارتها بكاراكاس.


وتابع في ذات السياق قائلا "ونحن أيضًا اقترحنا أن تكون تركيا دولة راعية لسفارتنا بواشنطن، لكنهم (الجانب الأمريكي) رفضوا ذلك وقالوا نحن لا نعترف بكم، وإنما نعترف بخوان غوايدو (زعيم المعارضة)".


والأربعاء، بدأت السلطات الأمريكية إجراءات قانونية لإخلاء السفارة الفنزويلية، من المحتجين والنشطاء المتحصنيين فيها، من أنصار الرئيس نيكولاس مادورو.


واعتبرت مصادر في وزارة الخارجية الأمريكية، في تصريحات للصحافة، أن السفارة تتبع لإدارة رئيس الجمعية الوطنية خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه "رئيسا مؤقتا" لفنزويلا.


وزعمت أن وجود المحتجين، في السفارة، "غير قانوني"، نظرا لعدم اعتراف واشنطن بشرعية مادورو.


وأوضحت الوزارة أن الدبلوماسي الفنزويلي كارلوس فيكيو، الذي عينه غوايدو سفيرا لدى واشنطن، طلب إخلاء السفارة، ودعت المحتجين إلى مغادرتها طواعية.


وفيما يواصل أنصار الرئيس مادورو احتجاجاتهم داخل مبنى السفارة، منذ نحو شهر، يتظاهر مؤيدو غوايدو خارجها.


ويدعي المحتجون أن الحكومة الفنزويلية هي التي دعتهم إلى المبنى، وأنه لا يحق للشرطة الأمريكية إخراجهم عنوة.


وتحظر الشرطة إدخال الطعام للمحتجين المتحصنين.


وجرى قطع الكهرباء والماء عن المبنى لدفعهم للخروج، الأسبوع المنصرم، ما أثار موجة جدل كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

اقرأ أيضا: غوايدو يعلن انفتاحه على قبول التدخل العسكري الأمريكي

وفي 30 أبريل/ نيسان الماضي، أقدمت مجموعة صغيرة من العسكريين مرتبطة بالمعارضة الفنزويلية، على تنفيذ محاولة انقلاب، فيما أعلنت الحكومة في وقت لاحق من اليوم ذاته إفشالها.


واتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، البيت الأبيض، بزعامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومستشاره جون بولتون، بالتخطيط لمحاولة الانقلاب، وتعهد بالكشف عن كافة التفاصيل خلال الأيام القليلة المقبلة.


ومنذ 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، تشهد فنزويلا توترا، إثر إعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو "أحقيته" بتولي الرئاسة مؤقتا إلى حين إجراء انتخابات جديدة.

 

"طرد المنشقين"

 

وفي سياق آخر، قالت وكالة الأنباء الفرنسية، إن أكثر من ستين منشقا عن القوات المسلحة الفنزويلية، طُرِدوا، أمس الأربعاء من فندق كانوا قد لجأوا إليه في كولومبيا في شباط/فبراير الماضي بعد فشل نقل المساعدات الإنسانية التي طلبها زعيم المعارضة خوان غوايدو.


وأمام فندق أكورا في مدينة كوكوتا الكولومبية الواقعة على الحدود بين فنزويلا وكولومبيا، قال السرجنت جفرسون إنريكي ديل ريو أوربنيا الذي كان من أفراد الحرس الوطني، "تم طردنا. نحن في العراء مع حقائبنا وأطفالنا".


ويؤكد هؤلاء الشرطيون والعسكريون الذين لجأوا في 23 شباط/ فبراير إلى الفندق، أن طاقم الفندق أبلغهم بعد ظهر الثلاثاء بأن عليهم مغادرته بسبب تأخر في تسديد نفقات إقامتهم.


وأوضحوا أن العدد الإجمالي للذين طردوا يبلغ 157 شخصا هم 65 من عناصر قوات الأمن وأفراد عائلاتهم البالغ عددهم 92 شخصا.


وأكدوا أنهم لا يعرفون إلى أين عليهم التوجه وينتظرون حلا من زعيم المعارضة خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة للبلاد واعترف به نحو خمسين بلدا بينها كولومبيا.


وقال ديل ريو "نحن ضائعون ولم يأت أي ممثل لخوان غوايدو الذي ندعمه مئة بالمئة، إلى هنا". ولم توضح السلطات الجهة التي كانت تؤمن احتياجات المنشقين.

 

اقرأ أيضا: رئيس فنزويلا يرقص على "الراب" بعد فشل الإطاحه به (شاهد)

"انتهت المرحلة"


وقال مدير التنمية والتكامل الحدودي التابع لوزارة الخارجية الكولومبية إن مرحلة "الانتقال" التي كان يجتازها هؤلاء المنشقون انتهت الأربعاء.


وصرح لوسائل إعلام بأن "مرحلة الانتقال في فنادق لا يمكن أن تكون أبدية (...) كل المهاجرين واللاجئين يتمنون أن يعيشوا في مثل هذه الظروف".


وذكرت السلطات الكولومبية المسؤولة عن قضايا الهجرة أنها ستدرس كل حالة على حدة في هذه القضية لتحديد إمكانية منح تصاريح خاصة وإذن للعمل لفترة لا تتجاوز السنتين.


وكان غوايدو عرض عفوا على العسكريين الذين ينشقون عن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.


ويتمتع مادورو بدعم قيادة القوات المسلحة الفنزويلية التي تضم أكثر من 365 ألف رجل يضاف إليهم 1.6 مليون من المدنيين في مجموعات مسلحة.


وتستضيف كولومبيا أكثر من ألف من عناصر القوات المسلحة الفنزويلية يرافقهم 400 من أفراد عائلاتهم.

التعليقات (0)

خبر عاجل