مقالات مختارة

لا حدود للتضامن.. ينبغي على حركتنا أن تناصر فلسطين

لين ماكلوسكي
1300x600
1300x600

إذ تتعرض الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني لهجوم غير مسبوق، فإنه يتوجب علينا كعمال الصدح عاليا بصوت جماعي، مطالبين بالحرية والعدالة والمساواة لإخواننا وأخواتنا الفلسطينيين. 

يشكل مبدأ التضامن العمود الفقري لحركة العمال المنظمين – ولم يحصل من قبل أن توقف هذا المبدأ عند حدودنا نحن. فمن مناهضة الانقلاب في تشيلي في سبعينيات القرن الماضي إلى مناصرة حركة معاداة الأبارتيد (الفصل العنصري) في جنوب أفريقيا في الثمانينيات، لعبت النقابات المهنية والاتحادات العمالية تاريخيا دورا بالغ الأهمية في العديد من النضالات من أجل حقوق الإنسان حول العالم. 

لا يُستثنى نضال الشعب الفلسطيني من ذلك. فمنذ النكبة في عام 1948، والتي شهدت اقتلاع ما يزيد عن ثلاثة أرباع المليون فلسطيني وطردهم من ديارهم، ظل الشعب الفلسطيني يعاني بشكل مستمر من التمييز العنصري ومصادرة الممتلكات وممارسة العنف ضده على أيدي الدولة الإسرائيلية. وكانت الحركة العالمية للنقابات المهنية ترد على ذلك باتخاذ إجراء ضد النظام الإسرائيلي القمعي. 

فعلى سبيل المثال، رد عمال الميناء في مدينة ديربن بجنوب أفريقيا على الحرب الإسرائيلية على غزة في عام 2008 / 2009 بالتوقف عن تنزيل المنتجات الإسرائيلية. وفي البرازيل في عام 2014، لعبت اتحادات النقابات المهنية دوراً رئيساً في حملة ناجحة تمخض عنها إلغاء ولاية ريو غرانده دو سول لشراكة كبيرة مع شركة إلبيت سيستيمز الإسرائيلية للصناعات العسكرية. في تلك الإثناء، دعمت النقابات المهنية في بريطانيا – بما فيها "الاتحاد" – حملة للضغط على جي فور إس لكي تتوقف عن تزويد منظومة السجون الإسرائيلية، والتي تسيء معاملة الفلسطينيين وتنتهك حقوقهم، بالحراس الأمنيين. 

ثمة حاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى للروح التضامنية التي كانت تتجسد في تلك الإجراءات، وذلك أن الفلسطينيين يواجهون هجمات غير مسبوقة على حقوقهم الجماعية. فقد كرست إسرائيل منظومة للفصل العنصري (الأبارتيد) في دستورها من خلال تشريع "قانون الدولة القومية" العنصري، وفي نفس الوقت تمضي بشكل متسارع في توسيع المستوطنات غير القانونية وفي إبقاء حصارها الخانق على قطاع غزة – تلك المنطقة التي توقعت الأمم المتحدة بأن تصبح غير صالحة لسكنى البشر بحلول عام 2022. وفوق ذلك كله، تسببت إسرائيل منذ انطلاق احتجاجات مسيرة العودة الكبرى في مارس / آذار 2018 بإصابة ما يزيد عن تسعة وعشرين ألف فلسطيني بجروح وفي مقتل ما يزيد عن مائتين من المتظاهرين السلميين، والذين كان من بينهم أطفال وصحفيون ومسعفون. 

أكثر من يعاني بطرق متعددة بسبب منظومة التمييز والفصل العنصري الإسرائيلية هم فئة العمال الفلسطينيين. فما من يوم يمر إلا وتزداد ظروف العمل سوءاً وتنتهك حقوق العمال بشكل مضطرد، وذلك بسبب ما يزيد عن ستين قانوناً تميز ضد المواطنين الفلسطينيين وبسبب القيود الصارمة التي تفرض على حرية الحركة والتجمع. ولقد طالبت النقابات المهنية الفلسطينية النقابات حول العالم بتقديم الدعم لها في نضالها من أجل الحرية والعدالة والمساوة – وينبغي على الحركة العمالية في بريطانيا الآن مضاعفة الجهود التي تبذلها للاستجابة لهذا النداء. 

لقد رأينا مدى نفوذ عملنا المشترك وقدرته على إحداث تبدل وتغير في السياسات. فعلى سبيل المثال، وبناء على المطالبات المتواصلة من قبل المستهلكين والنقابات المهنية، توجهت معظم الأسواق المركزية في بريطانيا نحو الالتزام بعدم بيع المنتجات الواردة من المستوطنات غير القانونية. ولكننا نحتاج إلى توسيع دائرة هذا الإجراء بحيث يتجاوز المؤسسات التجارية – نحن بحاجة إلى إجراء حكومي. ولهذا السبب بالضبط تبنت الكثير من النقابات المهنية، بما في ذلك المؤتمر العام للنقابات المهنية، سياسة تطالب الحكومة بفرض حظر على منتجات المستوطنات واتخاذ إجراءات تنهي تواطؤ المملكة المتحدة مع المستوطنات. 

أشعر بكثير من الفخر لأن مؤسسة "وحدوا الاتحاد"، ومعها العديد من النقابات المهنية في المملكة المتحدة، تنتسب إلى حملة التضامن مع فلسطين (بيه إس سي) وتعمل بشكل حثيث مع هذه المنظمة لإنشاء حركة عمالية جماهيرية تلتزم بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحمل إسرائيل على الانصياع للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان. 

دعت حملة التضامن مع فلسطين بالتعاون مع آخرين إلى مظاهرة كبرى دعماً لفلسطين يتم تنظيمها في الحادي عشر من مايو / أيار 2019 في وسط مدينة لندن، وذلك للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يكابد يوما بعد يوم تحت نير الاحتلال وفي ظل نظام من الفصل العنصري، وللمطالبة بمحاسبة إسرائيل على ما ترتكبه من جرائم في حق الفلسطينيين. وقد أعربت معظم النقابات المهنية، بما في ذلك "وحدوا"، عن دعمها لهذه المظاهرة المهمة، وطالبت أعضاءها بالخروج للتظاهر في شوارع لندن دعماً لفلسطين. 

لا يجوز للحركة العمالية أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تُنتهك حقوق وحريات إخواننا وأخواتنا في البلدان الأخرى بشكل مستمر ومنتظم. فحيثما برز الظلم، فإنه يتوجب علينا معشر العمال الوقوف يداً بيد لنطالب بصوت جماعي موحد بالحرية والعدالة والمساواة للجميع. انضموا إلينا في مظاهرة دعم فلسطين في الحادي عشر من مايو/ أيار. 

 

• الكاتب هو الأمين العام لأكبر اتحاد عمالي بريطاني (Unite the Union)

 

•ترجمة خاصة بـ"عربي21".

 

•لقراءة المقال في موقعه الأصلي بالإنجليزية اضغــط هـــــنا.

التعليقات (1)
محمود
الثلاثاء، 30-04-2019 06:19 م
كل التقدير