سياسة عربية

المغرب للرياض وأبوظبي: العلاقات الثنائية ليست حسب الطلب

السياسة الخارجية هي مسألة سيادة بالنسبة للمغرب ويجب أن يكون وفق رغبة من الجانبين ـ عربي21
السياسة الخارجية هي مسألة سيادة بالنسبة للمغرب ويجب أن يكون وفق رغبة من الجانبين ـ عربي21

لم يمر استقبال الملك سلمان لقائد الانقلاب العسكري الليبي خليفة حفتر دون رد مغربي، حيث اعتبرت الخارجية المغربية أن السعودية لم تنسق مع الرباط في تدبير القضايا المهمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما فيها ليبيا.


الموقف الجديد للمغرب، عبر عنه وزير الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، خلال لقائه مع وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في أعقاب المحادثات الثنائية التي أجراها الملك محمد السادس الملك عبد الله الثاني، الخميس 29 آذار/مارس الجاري.

العلاقات الثنائية ليست حسب الطلب
وأعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، أن التنسيق (بين المغرب والإمارات والسعودية) يجب أن يكون من طرف الجانبين، وليس حسب الطلب، ويجب أن يشمل جميع القضايا المهمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على غرار الأزمة الليبية.


وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بحث الأربعاء 27 آذار/مارس الجاري، مع اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، مستجدات الأوضاع في ليبيا، ويعتبر خليفة حفتر الحليف المفضل للإمارات والسعودية في ليبيا بينما تفضل الرباط التعامل مع الأطراف الشرعية الممثلة في "اتفاق الصخيرات". 

 

اقرأ أيضا: تساؤلات حول لقاء حفتر بالملك سلمان.. هكذا قرأها سياسيون

 
وتابع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أن "الرغبة في الحفاظ على هذه العلاقة يجب أن تكون من الجانبين، وأن تكون متقاسمة، وإلا يكون من الطبيعي عدم استثناء أي من البدائل".


واعتبر الوزير أن "السياسة الخارجية هي مسألة سيادة بالنسبة للمغرب، وأن التنسيق مع دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، يجب أن يكون وفق رغبة من الجانبين".


وقال: "إنه من منطلق المملكة المغربية، فإن العلاقات مع دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، هي علاقات تاريخية عميقة. وهناك دائما الرغبة في الحفاظ عليها، من طرف المغرب".


وشدد الوزير: "ربما قد لا نتفق على بعض القضايا، لأن السياسة الخارجية هي مسألة سيادة. وفي المملكة المغربية هي قائمة على مبادئ وعلى ثوابت".

خلافات عميقة
وعلق رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، عبدالرحيم المنار اسليمي، على هذه التطورات بكونها تجسيدا جديدا على وجود خلافات عميقة بين المغرب والدولتين.


وقال عبدالرحيم المنار اسليمي: "يبدو أن وزير الخارجية المغربي اختار في نهاية قمة مغربية أردنية أن يوجه رسائل مباشرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، فالأمر يعبر مرة أخرى بوضوح عن وجود خلافات عميقة بين المغرب والدولتين الخليجيتين الإمارات والسعودية حول العديد من القضايا المطروحة في الساحة العربية".


وزاد في تصريح لـ"عربي21": "ولعل توقيت التصريح يوجه رسائل إلى القمة العربية المنعقدة في تونس والتي تحاول من خلالها الأمارات والسعودية فرض أجندة على باقي الدول العربية بخصوص مجموعة من القضايا الخلافية".


وتابع: "المثير للانتباه أن وزير الخارجية المغربي يختار الحالة الليبية في شمال أفريقيا، مما يعني أن الإمارات تعرقل اتفاق الصخيرات الذي يدعمه المغرب والأمم المتحدة دون إغفال التنسيق الإماراتي السعودي في دعم حفتر ومحاولة إنتاج نموذج مصري في ليبيا بعيدا عن اتفاق الصخيرات وعن دول الجوار المعنية بالأزمة الليبية".


اقرأ أيضا: المغرب يستدعي سفيره بالسعودية وينسحب من التحالف باليمن


قطر والأردن نحو محور جديد
وسجل الباحث: "فالخلافات بين المغرب والدولتين الخليجيتين السعودية والإمارات باتت كبيرة جدا، ويبدو أن المغرب بدأ في البحث عن تحالفات جديدة في المنطقة العربية قد تكون بدايتها الأردن وقطر وتوسيع المحور ليضم دولا أخرى خاصة أن العديد من الدول العربية تتقاسم نحو التقييمات والتوجهات الإستراتيجية الموجودة لدى المغرب والأردن وقطر".


وأفاد: "فالمنطقة العربية تجري فيها تغييرات كبيرة يقرأها ويشخصها المغرب جيدا، وقد سبق ونبه لها منذ خطاب الرياض أمام قادة مجلس دول التعاون الخليجي".


وأوضح: "لقد اختار وزير الخارجية المغربي الإشارة مرة أخرى إلى مسألة استقلالية سياسته الخارجية، بل إن وزير الخارجية يشدد على أن العلاقات مع الدولتين يجب أن تقوم على التنسيق وليس (حسب الطلب)".

 

وشدد: "مما يعني أن الإمارات والسعودية الجديدة تطلبان التنسيق والدعم في قضايا دون أخرى، فالعلاقات بين المغرب من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى لها طابع تاريخي يتمسك به المغرب ولكنها لم تعد استراتيجية".


ومضى يقول: "إذا كان الخلاف بين المغرب والدولتين الخليجيتين واضح بخصوص أزمة حصار قطر فإن الإشارة من طرف الوزير بوريطة إلى منطقة شمال أفريقيا يبين أن الخلاف كبير أيضا بخصوص ما يجري بشمال أفريقيا منها الأزمة الليبية والتعامل مع الأحزاب الإسلامية".   


وختم حديثه: "للإشارة فالمغرب يملك بدائل أخرى على أن المغرب بدا في تغيير تحالفاته الإستراتيجية وقد يكون حلف عربي جديد في طور النشوء توجد فيه قطر والأردن والمغرب مضاد استراتيجيا لرؤية الإمارات والسعودية لما يجري في المنطقة العربية وقد يتوسع هذا التحالف ليشمل دول إسلامية لا تتقاسم نفس المواقف مع الدولتين الخليجيتين (السعودية والإمارات) مثل تركيا".

 

اقرأ أيضا: الملك سلمان يتصل بملك المغرب.. هل ينهي أزمة "السفراء"؟

 
هذا ويدعم المغرب "اتفاق الصخيرات ويعتبره مرجعا أساسيا لحل الأزمة الليبية"، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق "قابل للتعديل والتطوير ليأخذ بعين الاعتبار التطورات على الأرض وبعض النقائص التي ظهرت ولتحسين مواده لتتجاوب مع هواجس ومصالح كل الأطراف". 

 

وتعيش ليبيا على وقع نزاع على الشرعية في البلاد بين قطبين، الأول حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، في العاصمة طرابلس (غرب)، والثاني القوات التي يقودها خليفة حفتر، والمدعومة من مجلس النواب في طبرق.

 

وتعيد التصريحات المغربية الجديدة عن طبيعة تصرفات السعودية والإمارات تجاه الرباط، العلاقات إلى نقطة البداية، خاصة وأنها عرفت تهدئة كبيرة في الفترة الأخيرة، بعد اتصال الملك سلمان بنظيره المغربي محمد السادس قبل أيام.

 

التعليقات (2)
متفائل
الجمعة، 29-03-2019 08:54 م
الشعوب العربية ضاقت بملوكها الذين ضيقوا عليها كثيرا ، وليس أمام الشعوب إلا أن تصنع تاريخها بنفسها بالرغم من ثقل عبء الحرية ، حركة الشعوب ستصنع الفارق ، لغة الشعوب لن يفهمها ، هذه المرة ، لا ابن سلمان ولا ابن زايد ، انتهى . و ليس أم الملك محمد السادس ، و قادة قطر الشقيقة ، كثير من الوقت لبلورة رؤية راقية على مستوى إدارة الشأن العام ، و مثل هذا ممكن و يصب في مصلحة الحاكم قبل المحكوم ، حينها لن يحتاج ، لا المغاربة ، ولا القطريون ، مراجعة ، لا الإدارة الأمريكية ، ولا الكيان الصهيوني الغاصب المحتل .
مصري
الجمعة، 29-03-2019 06:19 م
علي المغرب خيران لا ثالث لهما إما أن تكون تابع للثنائي بن سلمان و بن زايد أو طريق العلاقات المضطربة رهينة مصالح القرينين بن سلمان و بن زايد و الذي يؤيدهما الغرب القذر الذي لا يريد أي إستقرار لأي دولة عربية .