مقالات مختارة

قراءة في رسالة رئيس الجمهورية…

سليم قلالة
1300x600
1300x600

قرأت رسالة رئيس الجمهورية الأخيرة المرافقة لترشحه للانتخابات الرئاسية بإمعان. وبدا لي أنها تضمنت مجموعة من الالتزامات إما تحتاج إلى توضيح أو تعليق. وقبل أن أتناول ذلك، ينبغي أن أسجل ملاحظات ثلاث:


ـ الأولى أن مضمون الرسالة لم يأخذ منحى شد الحبل لينقطع، إنما أرخاه قليلا لعل العقلانية تسود، وأنا أفترض دائما صدق النوايا، وأحاول أن أساهم في ظل هذه العقلانية عن حل.


ثانيا: أنه تضمن عدم ترشح الرئيس بوتفليقة في الانتخابات المسبقة القادمة، لم يُحدد موعد هذه الانتخابات المسبقة وترك الأمر إلى ندوة ستعقد بعد 18 أفريل القادم.


ثالثا: أن الرسالة تضمنت التزامات خاصة في النقطتين الرابعة والخامسة (سياسات عامة للشباب ومحاربة الفساد ومواجهة الحرقة، التوزيع العادل للثروة… الخ)، والعارف بثقل ملفاتها، يعلم أن المدة المطلوبة التي تحتاجها يُمكن أن تستمر حتى لأكثر من 05 سنوات…


انطلاقا من هذه الملاحظات الثلاث، يبدو لي أنه ينبغي على الرسالة أن تكون واضحة ودقيقة في ثلاث مسائل على الأقل:


ـ الأولى أن تُحدِّد أجلا أقصى لا يزيد عن نهاية السنة الحالية 2019 لأجراء انتخابات مسبقة.
ـ الثانية: أن تكتفي الندوة الوطنية بمناقشة نقطة واحدة هي مراجعة قانون الانتخابات وكيفية إنشاء الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات الرئاسية المسبقة.


الثالثة: أن يتم تأجيل مسألة الجمهورية الثانية ومراجعة الدستور والسياسات العامة الخاصة بالتوزيع العادل للثروة والشباب وغيرها من الملفات الاستراتيجية، إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المسبقة باعتبارها تحتاج فعلا إلى وقت أطول، وقبل كل ذلك إلى مُناخ غير ضاغط كالذي نعيشه الآن.


إذا ما أوضحت الرسالة هذه المسائل يبدو لي أننا يمكن أن نُجنّب بلدنا الوقوع في سياسة المواجهة، لأن استعادة الثقة تبدأ من الشفافية وعدم ترك أي غموض في الالتزامات.


ويستطيع الناس، في تقديري أن يقبلوا بالتزامات من شأنها، المحافظة على المواعيد الدستورية لكي يتمكنوا بعدها، من القيام بالإصلاح المنشود في نطاق قوانين الجمهورية، وفي ظل الهدوء والسكينة…


الجزائريون لن يهربوا من وجهة نظري من حل عقلاني سلس واضح المعالم والمواعيد، يحفظ للجميع كرامتهم ويمنع بلدهم من الوقوع في انزلاقات خطيرة يعمل الكثير من المتربصين لأجل الوصول إليها.
لذا علينا أن نُساهم جميعا في تدقيق الالتزامات الآنفة الذكر وتقليصها إلى أقصى حد، لكي نتمكن من إيجاد أفضل الحلول لبلدنا الغالي بعيدا عن سياسة ليّ الذراع أو ربح الوقت لأجل البقاء أو سياسة التهديد والوعيد من أي طرف كان…


لنفكر بعقلانية أكثر لاستعادة الأمل، فالماء مازال هادئا رغم علو الموجات الأولى…

 

عن صحيفة الشروق الجزائرية

0
التعليقات (0)

خبر عاجل