صحافة دولية

كيف تجسست شركة أمن إسرائيلية على نشطاء "BDS" بأمريكا؟

الشركة الإسرائيلية تحاول إقناع الأمريكيين أن النشاط المعادي لإسرائيل يعادل الإرهاب- جيتي
الشركة الإسرائيلية تحاول إقناع الأمريكيين أن النشاط المعادي لإسرائيل يعادل الإرهاب- جيتي

نشرت صحيفة "نيويوركر" الأمريكية تقريرا، كشفت فيه عن نشاطات استخبارية تقوم بها شركة أمنية إسرائيلية متخصصة؛ بهدف جمع المعلومات، والتحريض ضد ناشطين مؤيدين للقضية الفلسطينية.

 

وتناولت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، قصة الناشط حاتم بازيان، وهو ناشط متمرّس في الخمسينات من عمره، ومؤيد للقضية الفلسطينية، ويعيش مع أسرته في شارع هادئ شمال بيركلي، حيث يلقي محاضرات للطلاب في حرم جامعة كاليفورنيا.


وقالت إنه في وقت مبكر من صباح العاشر من أيار/ مايو سنة 2017، عندما كان بازيان بصدد أن يقلّ ابنته المراهقة إلى المدرسة، لاحظ وجود منشورات على الزجاج الأمامي للسيارات المركونة بالقرب من المبنى.

وفي البداية، افترض بازيان أنها ربما كانت إعلانات لفيلم أو مطعم جديد. وعندما ألقى نظرة عن كثب إلى المنشور الموجود على سيارته من طراز بي إم دبليو، أدرك حينها أنه يتضمّن صورته، وقد كُتب أسفلها شعار يحمل العنوان التالي: "إنه يدعم الإرهاب". وسرعان ما طوى بازيان هذا المنشور حتى لا تراه ابنته.

ولد بازيان في الأردن من أب ينحدر من مدينة نابلس في الضفة الغربية وأم مقدسية، وكان منذ أمد بعيد بطلا جريئا يدافع عن القضايا الفلسطينية. وعلى مدى عقود طويلة، تعرض بازيان لانتقادات شديدة من قبل مؤيدي إسرائيل الراسخين، على خلفية نشاطه. لقد أثارت حادثة هذه المنشورات الخوف في قلبه بشكل خاص، إذ استأجر منزلا، ولم يخبر أحدا بعنوانه الجديد، ما جعله يعتقد أن معارضيه يتتبعون خطواته.


وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، أبلغ بازيان، الذي يصف نفسه بأنه مؤيد للاحتجاجات السلمية، ما حدث له لشرطة بيركلي، إلا أن الضباط أخبروه بأنهم لا يستطيعون فعل شيء إزاء التحرّش والمضايقة التي تعرض لها.

وعلى الرغم من أن الجهة المسؤولة عن هذه المنشورات ما زالت مجهولة، إلاّ أن وثائق داخلية كشفت عنها شركة استخبارات وأمن إسرائيلية خاصة تدعى "بسي-غروب"، تبين أنه في وقت الحادث كان بازيان مستهدفا من قبل هذه الشركة، وربما محققين آخرين خاصين، بسبب دوره القيادي في الترويج لـ"حركة المقاطعة، وسحب الاستثمارات، وفرض العقوبات".

ويحُثّ أنصار هذه الحركة الشركات والجامعات والحكومات المحلية على فرض مقاطعة اقتصادية وأكاديمية وثقافية ضد إسرائيل، احتجاجا على معاملتها للفلسطينيين.


وتهدف الحركة إلى نزع الشرعية عن إسرائيل وعرقلة اقتصادها. ووفقا لموقعها على شبكة الإنترنت، فإن هذه الحركة لا تدعو إلى تأييد أو معارضة قرار تواصل الوجود الإسرائيلي.

وقبل أن تعلّق الشركة نشاطها خلال السنة الماضية، كانت "بسي غروب" جزءا من موجة جديدة من شركات الاستخبارات الخاصة التي عمل بين صفوفها مجنّدون من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ووصفت نفسها بـ"الموساد الخاص".

 

اقرأ أيضا: تحذير إسرائيلي من قرارات دولية بسبب حملة مقاطعة المستوطنات

وقد تميّزت عن منافسيها في هذا المجال؛ نظرا لأنها لم تعمل على جمع المعلومات فحسب، وإنما استخدم عملاؤها هويات مزيفة أو صورا تشخيصية لنشر الرسائل بشكل سرّي، في محاولة للتأثير على معتقدات الناس وتصرفاتهم.

وخلال سنة 2016، عقدت شركة "بسي-غروب" الإسرائيلية مناقشات مع القائمين على حملة ترامب وآخرين حول إجراء عمليات "تأثير" سرّية لصالح ترامب. وذكر مؤسس الشركة ومديرها التنفيذي، روي بورستين، وهو عميل مخابرات إسرائيلي مخضرم أسس الشركة سنة 2014، أن محادثاته مع المشرفين عن الحملة الانتخابية لترامب لم تسفر عن أي نتيجة. في المقابل، جذب موقف الشركة انتباه المستشار الخاص، روبرت مولر، الذي يجري تحقيقا حول التدخل الأجنبي في الانتخابات الرئاسية لسنة 2016.

وفقا لما أفادت به الوثائق الداخلية لهذه الحملة، فإن العمليات التي قامت بها شركة "بسي-غروب" الإسرائيلية في حرم الجامعات الأمريكية ضدّ نشطاء "حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات"، المعروفة بـ"بي دي إس"، انطلقت في شهر شباط/ فبراير سنة 2016.

 

وتلقت الشركة أموالا من مانحين يهود أمريكيين ومجموعات مؤيدة لإسرائيل في نيويورك، وأكدت لهم أنها ستعمل على الحفاظ على سريّة هوياتهم. وأخبرهم العاملون فيها أن الهدف الرئيسي هو جعل الأمر يبدو وكأن المتبرعين لم ينخرطوا في نشاط الشركة بأي شكل من الأشكال.

وفي البداية، استهدفت الحملة، التي أطلق عليها اسم "بروجكت باترفلاي"، ناشطي الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل في حرم جامعي في "ولاية أمريكية واحدة" نيويورك، حسبما أفاد به الموظفون السابقون في شركة "بسي-غروب".


وقالت الشركة إن عملاءها وضعوا قائمات تتضمّن أفرادا ومنظمات لاستهدافهم. إثر ذلك، جمعوا معلومات مهينة عنهم من وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت "العميقة"، وهي مواقع إلكترونية غير مدرجة بواسطة محركات البحث مثل "غوغل".

وفي بعض الحالات، قام عملاء "بسي-غروب" بإجراء عمليات استخبارية سرية ميدانية تُعرف بـ"جمع المعلومات الاستخباراتية" ضد الأطراف المستهدفة. ويصرّ مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية على أنهم لا يتجسسون على الأمريكيين، وهو ادعاء أثار خلافا مع نظرائهم الأمريكيين.

في المقابل، أكّد مسؤولون إسرائيليون أن هذا الحظر لا ينطبق على الشركات الخاصة، على غرار "بسي-غروب"، التي تستخدم جنود الجيش الإسرائيلي الذين وقع تسريحهم وأعضاء سابقين في وحدات استخبارات النخبة، عوضا عن أعضاء الخدمة الفعلية في عمليات تستهدف الأمريكيين.

والجدير بالذكر أن رسائل الحملة صُمّمت لإقناع الأمريكيين بأن "النشاط المعادي لإسرائيل" يعادل "الإرهاب"، كما أقنعت الشركة المتبرعين بذلك. وقال موظف سابق في "بسي-غروب" إن أساليب التشهير أثبتت فعاليتها في معظم الأحيان لإسكات أصوات نشطاء الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل.

وفي هذا الإطار، ذكر أحد العاملين في الشركة أن هذه الطريقة ستدفع الناشطين إلى التقليل من انخراطهم في نشاط هذه الحركة العالمية، مشيرا إلى أنه في حال كان أحد الناشطين مسلما ورعا فإن العملاء سيبحثون عن أدلة تثبت أنه تصرّف بطرق تعدّ غير مقبولة بالنسبة للكثير من المسلمين الملتزمين، على غرار شرب الخمر أو إقامة علاقة غرامية.

 

وتقوم عملية "بروجكت باترفلاي" على نشر عملاء شركة "بسي-غروب" معلومات سلبية عن الناشطين في "حركة المقاطعة، وسحب الاستثمارات، وفرض العقوبات" بطرق تجعل من الصعب ربطها بالشركة أو الجهات المانحة لها. وكان الهدف وفق ملخص حملة "بسي-غروب"، الذي صدر في أيار/ مايو سنة 2017، خلق "واقع جديد يتعرض فيه النشطاء المعادون لإسرائيل للخطر، ويقع إرغامهم على مواجهة عواقب أفعالهم".

 

في المقابل، يبدو أن قادة حركة المقاطعة يعملون على تطويع نشطاء جدد بسرعة. وشبّه الموظف السابق الحملة التي قادتها "بسي-غروب" بالحرب على الإرهاب، التي "لن تنتهي أبدا".

وخلال الفترة التي شنّت فيها "بسي غروب" حملتها ضد الناشطين في هذه الحركة، نشرت مواقع إلكترونية إخبارية عديدة بينها "outlawbds.com" المتوقف عن العمل حاليا، معلومات عن قادة الحركة وأنصارها. لكن من الصعب تحديد الأطراف المسؤولة عن إنشاء هذه المواقع؛ لأن شركة "بسي-غروب" والمنظمات الأخرى المناهضة لهذه الحركة سعت إلى استخدام الصور الرمزية وغيرها من الأساليب؛ لإخفاء تورطها في هذه الحملة.

ويتضمّن موقع "outlawbds.com" الإلكتروني ملفات شخصية قصيرة لناشطي الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل، وكان بيتر موسكوفيتش، وهو يهودي أمريكي مؤيد لهذه الحركة، أحد هؤلاء. واحتوى ملفه الشخصي على أخطاء إملائية، وقد وقعت الإشارة إليه في بعض الأحيان على أنه "امرأة".

 

لكن الموقع يحتوي على بعض المعلومات التي فاجأت موسكوفيتش نفسه، حيث كشف موقع "outlawbds.com" بطريقة ما عن عضويته في منظمة يهودية يسارية تنتقد التعامل الإسرائيلي مع الفلسطينيين، على الرغم من أن موسكوفيتش لم يكشف عن انخراطه في هذه المنظمة على المواقع الإلكترونية أو حتى للعديد من أصدقائه.


وفي مثال على الممارسات الخادعة التي استخدمها العملاء المنخرطون في هذه الحملة، أرسل شخص صورة تشخيصية عرف نفسه باسم "أليكس ووكر" بريدا إلكترونيا غير مرغوب فيه في 15 آب/ أغسطس سنة 2017، إلى وسيط إعلانات وبيع يمثّل عدة منشورات يهودية وطنية يقع مقرها في نيويورك. وزعم ووكر أن صديقا قد نصحه بالذهاب إلى هذا الوسيط؛ لأن الخدمات التي يقدمها أثارت إعجابه. لكن حين طلب الوسيط ذكر اسم هذا الصديق، تهرب ووكر من الإجابة عن هذا السؤال.

في تلك المرحلة، صرّح الوسيط، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنه يشتبه في أن ووكر لم يصرّح بهويته الحقيقية. وذكر ووكر أنه كان مستاء من حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل، وأراد من الوسيط وضع إعلانات تروّج لموقع "outlawbds.com" في منطقة نيويورك، مشيرا إلى أن مساعده سيدفع 800 مئة دولار عن طريق موقع "باي بال". من جهته، وضع هذا الوسيط الإعلانات وأخذ المال، على الرغم من شكوكه بشأن ووكر، قائلا إنه حسب وجهة نظره لم يرتكب أي خطأ.

ويتضمّن موقع outlawbds.com الإلكتروني ملفات شخصية قصيرة لناشطي الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل، وكان بيتر موسكوفيتش، وهو يهودي أمريكي مؤيد لهذه الحركة، أحد هؤلاء. واحتوى ملفه الشخصي على أخطاء إملائية، وقد وقع الإشارة إليه في بعض الأحيان على أنه "امرأة".

لكن الموقع يحتوي على بعض المعلومات التي فاجأت موسكوفيتش نفسه، حيث كشف موقع "outlawbds.com" بطريقة ما عن عضويته في منظمة يهودية يسارية تنتقد التعامل الإسرائيلي مع الفلسطينيين، على الرغم من أن موسكوفيتش لم يكشف عن انخراطه في هذه المنظمة على المواقع الإلكترونية أو حتى للعديد من أصدقائه.

أشرف مجلس استشاري يتألف من "كبار المسؤولين السابقين والخبراء من الحكومة، والقطاعات الأمنية والقانونية" الإسرائيليين على "بروجكت باترفلاي"، حسب ما تؤكده وثائق من "بسي-غروب". وكان أبرز هؤلاء المسؤولين السابقين، ياكوف أميدرور، الذي أصبح مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد أن ترأس شعبة تحليل الاستخبارات العسكرية داخل جيش الدفاع الإسرائيلي.

وأشرف مجلس استشاري يتألف من "كبار المسؤولين السابقين والخبراء من الحكومة والقطاعات الأمنية والقانونية" الإسرائيليين على "بروجكت باترفلاي"، حسب ما تؤكده وثائق من "بسي-غروب". وكان أبرز هؤلاء المسؤولين السابقين، ياكوف أميدرور، الذي أصبح مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد أن ترأس شعبة تحليل الاستخبارات العسكرية داخل جيش الدفاع الإسرائيلي.


اقرأ أيضا: الشيوخ الأمريكي يقر مشروع قانون ضد "BDS" لمقاطعة الاحتلال

 
وقال أميدرور إنه يدعم الهدف المركزي لعملية "بسي-غروب"، المتمثّل في "فضح" قادة الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل في حرم الجامعات الأمريكية، وجمع معلومات عن أي صلات قد تجمعهم بالمنظمات الفلسطينية وغيرها من الجماعات الأخرى. وأضاف أميدرور: "لم تكن الحكومة الإسرائيلية موجودة، وقد ظننت أنه إذا كان هناك أشخاص مستعدون للقيام بذلك، فيمكنني تقديم المساعدة. ينبغي معرفة من يقف وراء هذه الحركة. ما زال هذا الأمر غير معروف إلى حد الآن، نحن لا نعلم مصادر تمويلها، ومدى ارتباطها برام الله أو حماس".

وبعد أن انضم أميدرور إلى هذه الشركة، عيّنت "بسي-غروب" رام بن باراك، الذي تنحى عن منصب نائب مدير الموساد في أواخر سنة 2011، للعمل في منصب مستشار استراتيجي في "بروجكت باترفلاي". كان بن باراك يعمل يوما واحدا في الأسبوع خارج مكاتب هذه الشركة بالقرب من تل أبيب.


ويعتقد بن باراك أن مناصري إسرائيل لا يملكون خيارا سوى مواجهة القوات الداعمة للحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل في الولايات المتحدة، حيث قال: "إن هذه الحركة تهاجمنا، لذلك نحن بحاجة إلى قتالهم".

وخلال سنة 2017، خططت "بسي-غروب" لتوسيع نطاق عمل "بروجكت باترفلاي"، واستهدفت ما يقارب عشرة مركّبات جامعية وغيرها من "المواقع"، وفقا لوثائق "بسي-غروب". بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الشركة أن عملاءها سيعملون على التركيز على ما بين 10 و20 "هدفا فرديا على المستوى الوطني". وقد وقع إعلام المانحين بأن "بسي-غروب" قد "رسمت خرائط لمراكز معادية لإسرائيل" في جميع أنحاء البلاد، كما "نفذت خمس عمليات للرد السريع في جميع أنحاء البلاد"، دون تفسير ما تنطوي عليه تلك العمليات والجهات المستهدفة.

ولم يتضمن ملخص "بروجكت باترفلاي" في شهر أيار/ مايو 2017 أسماء الأهداف التي وضعتها شركة "بسي-غروب"، وقد أُشير إلى هذا الملخص على أنه "سري". ولكن بعد مرور أيام قليلة على الحادث خارج منزل بازيان، قدّم مؤسس ومدير هذه الشركة الإسرائيلية، روي بورستين، تقريرا للباحثين في خلية تفكير في واشنطن "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، تضمن أسماء بعض ناشطي الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل الذين استهدفتهم الشركة الإسرائيلية أو خططت لاستهدافهم. ووفقا لتقرير "بسي-غروب"، فقد أعدت الشركة "ملفات" عن بازيان وثمانية أشخاص آخرين.

وأخبرت شركة "بسي-غروب" المؤسسة أن بازيان شد "كامل انتباهها"، وأن ملفه تضمن "سجلات حول سوابق إجرامية"، فضلا عن وثائق أخرى تحصلت عليها عبر الوسيلة المستخدمة لجمع المعلومات الاستخباراتية. وعندما سئل عن التقرير، قال بازيان إنه لا يعلم عن أي سجلات تحدثت شركة "بسي-غروب"، كما أشار إلى أنه على مدى سنوات، تلقى مخالفات سرعة بين الفينة والأخرى، واعتقل في سان فرانسيسكو سنة 1991؛ بتهمة المشاركة في تنظيم احتجاج طلابي.

ويبدو أن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وشركة "بسي-غروب" تتشاركان في الاهتمام الخاص بالدور المؤيد الذي تضطلع به منظمة "أمريكيون مسلمون من أجل فلسطين"، التي أسسها بازيان لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات.

وخلال جلسة استماع في الكونغرس سنة 2016، زعم نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، جوناثان شانزر، أن بازيان وأشخاصا آخرين يعملون لصالح أو يمثلون منظمة "أمريكيون مسلمون من أجل فلسطين"، كانوا على صلة بالمنظمات التي أفاد شانزر بأنها اتهمت بتمويل حركة حماس. حيال هذا الشأن، قال بازيان إن اتهامات المؤسسة تندرج ضمن "حملة تشهير تحاول تشويه سمعة أي شخص يتعامل مع فلسطين. ليس لدي أي علاقة على الإطلاق بأي جماعة فلسطينية أو فصيل أو منظمة داخل فلسطين المحتلة".

 

اقرأ أيضا: تقرير حكومي إسرائيلي يحرض على حركة المقاطعة ونشطائها

وأخبرت شركة "بسي-غروب" المؤسسة بأنها خططت للتحقيق بشأن كل من "المنظمات والشركات" الراعية لمؤتمرات منظمة "أمريكيون مسلمون من أجل فلسطين". وقد خصت بالذكر ناشطا فلسطينيا يدعى صلاح صرصور، يقطن في ولاية ويسكونسن الأمريكية، الذي تولى تنظيم المؤتمرات منذ سنة 2015، حيث اعتبرته هدفا مخططا له. وادعت شركة "بسي-غروب" أن صرصور متورط مع حركة حماس.

ونفى صلاح صرصور، الذي سافر إلى الولايات المتحدة من الضفة الغربية في سنة 1993، علاقته بالحركة، كما أخبرني بأنه ساورته الشكوك حول تعرضه إلى عملية تجسس إثر حادثتين وقعتا في صيف سنة 2017. وعلى الرغم من أنه تفطن إلى ذلك، إلا أنه يفتقر إلى الأدلة القاطعة.

وقد أكدت مسؤولة تابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات أن خلية التفكير اجتمعت بـ"بسي-غروب"، لكنها أشارت إلى أن المؤسسة "لم تتعاقد مع الشركة، كما أن الأبحاث التي قامت بها لم تساهم سوى بقدر ضئيل في تقدم أبحاثنا". وفي شباط/ فبراير من سنة 2018، قامت "بسي-غروب" بتعليق نشاطها، لا سيما أن مكتب التحقيقات الفيدرالي باشر التحقيق بشأن عملها. علاوة على ذلك، واصلت منظمات مناهضة للحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل العمل ضد النشطاء.

تتهم صفحته على موقع "CanaryMission.org" بازيان بالترويج لـ"معاداة السامية الكلاسيكية". وقد نشرت العديد من مقاطع الفيديو، بما في ذلك مقطع فيديو بعنوان "البروفيسور الأكثر خطورة في أمريكا". وفي تعليقه على هذه المسألة، أخبرني بازيان بأنه يشعر بالقلق، وبأنه بصدد تقييم أساليب التخويف هذه، مؤكدا أن هذه الأساليب لن تتسبب في ردعه.

 

الكاتب: آدم أنتوس

التعليقات (0)