مقالات مختارة

مطار دون إخطار !!

محمد داودية
1300x600
1300x600

منع الأردن الإسرائيليين من الدخول إلى أراضي الباقورة والغمر، التي رفض الملك إعادة تأجيرها، في رد رمزي على كثير من الاعتداءات والتطاولات والمضايقات في القدس، ندرأها الاستمرار في «السلام البارد»، وبالتصدي للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة المتعددة في المحافل الدولية، وأبرزها المضي في عدوان الاستيطان الذي زاد، بحماية ودعم وتمويل رسمي، على 3500 مستوطن في إحياء القدس الشرقية، وزاد على 220000 مستوطن في مستوطنات تحاصر القدس وتخنقها. 
إضافة إلى تعطيل مشروع قناة البحرين البيئي الاستراتيجي. وبناء وتشغيل مطار «آلان رامون- تمناع» على بعد 16 كيلومترا فقط من مطار العقبة، مما يشكل خطرا على سلامة الطيران المدني، بلا أي اعتبار أو احترام للأردن ولمتطلبات أمن المطار الإسرائيلي وسلامة مستخدميه.
تشغل إسرائيل بعد أيام مطارها الدولي «الطرح» بمدرج طوله 3.6 كيلومتر وبسعة وقوف 60 طائرة، في حضن مطار العقبة، مما سيؤدي إلى تداخل خطير في موجات أجهزة الراديو وذبذباتها في المطارين. وإلى تداخل تعليمات المرشدين الملاحيين من الطرفين. 
إنها حالة نادرة في تاريخ الطيران المدني الدولي، تتم دون تنسيق ودون موافقة أردنية.
سجل الأردن احتجاجه لاعتبارات فنية وقانونية. وأضيف ولاعتبارات أمنية. فإن أي مطار مكشوف رخو في العراء، سيجذب الإرهابيين لا محالة.
إن وجود هذا المطار على حدودنا، يلقي علينا أعباء مالية وأمنية ضخمة لتأمين حماية المطار، الذي يبعد 2 كم عن حدودنا. وهذه الحماية المفروضة، تحتاج إلى محطات أمنية ثابتة ومتحركة. وإلى كاميرات مراقبة وإنذار. وإلى مراكز تفتيش وأبنية ومنشآت. وإلى دوريات سيارة. وإلى محطات دفاع مدني وإسعاف وإنقاذ. وإلى مهابط طائرات سمتية... إلخ.
لقد بني المطار ليكون احتياطا لمطار بن غوريون الذي قصفته حركة حماس بأربعة صواريخ من قطاع غزة على بعد 68.5 كم في تموز 2014.
القناة الإسرائيلية العاشرة تحدثت عن تحصين المطار بسياج مرتفع!! للحيلولة دون قصف الطائرات المقلعة والهابطة بالصواريخ!!
قدم الأردن شكويين لمنظمة الطيران المدني ICAO لوضع حد لحالة غير مسبوقة كهذه. ويجب إجبار الإسرائيليين على دفع كلفة إعادة بناء منظومة السلامة العامة في المطارين، بما تشمله من رادارات وراديوات وتجهيزات ومتطلبات الأمن الضرورية.
في أوروبا، مدرجات هبوط وإقلاع في المطار نفسه، يفصل بينهما مئات الأمتار فقط، ومقتضيات السلامة فيها مستوفاة، لأنها لا تحتاج إلى تنسيق. فالمشغل واحد. وأمواج الراديو وذبذباته واحدة. والمسؤول واحد. وبرج المراقبة واحد.
في حالتنا، فإننا نخشى حدوث أخطاء. لأن طائراتهم الكبيرة ستدخل حدودنا كلما استدارت.
لقد عمد الإسرائيليون إلى بناء المطار تنفيذا للدروس المستفادة من حرب غزة 2014، التي أكدت أهمية مطار «رامون- تمناع» كبديل كامل عن مطار بن غوريون، في حالة الطوارئ.

 

عن صحيفة الدستور الأردنية

0
التعليقات (0)