سياسة عربية

ما مصير المناطق الخاضعة لـ"قسد" خارج المنطقة الآمنة؟

المحلل السياسي الكردي، فريد سعدون، بدا جازما بأن مصير بقية المناطق سيكون خاضعا لسيطرة النظام السوري- جيتي
المحلل السياسي الكردي، فريد سعدون، بدا جازما بأن مصير بقية المناطق سيكون خاضعا لسيطرة النظام السوري- جيتي

أثار التوافق التركي- الأمريكي على إنشاء منطقة آمنة شمالي سوريا، برعاية تركية، تساؤلات حول مستقبل بقية المناطق الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية (قسد) غير المشمولة بالمنطقة، وتحديدا المدن الرئيسية مثل الرقة والحسكة وريف دير الزور.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اقترح إنشاء منطقة آمنة بعمق "20 ميلا" (32 كيلو مترا) داخل الأراضي السورية، دون مزيد من التفاصيل، الأمر الذي رحبت به تركيا، وسط قبول مبدئي من الوحدات الكردية، تفاديا لعملية عسكرية تركية ضدها في مناطق شرق الفرات.

وعشية ذلك، ذكرت وكالة الأناضول التركية أن المنطقة المزمع تشكيلها ستمتد على طول 460 كيلومترا، على طول الحدود التركية- السورية، وستضم مدنا وبلدات من ثلاث محافظات سورية هي حلب والرقة والحسكة، موضحة أنها ستشمل المناطق الواقعة شمالي الخط الواصل بين قريتي صرين وعين العرب في ريف حلب الشرقي، وعين عيسى وتل أبيض في محافظة الرقة، كما تضم مدينة القامشلي، وبلدات رأس العين، وتل تمر، والدرباسية، وعامودا، ووردية، وتل حميس، والقحطانية، واليعربية، والمالكية في محافظة الحسكة. 

 

اقرأ أيضا: أكراد في سوريا يرفضون "منطقة آمنة" تحت سيطرة تركيا

وبعيدا عن الغموض الذي لا زال يكتنف مصير هذه المنطقة، والقوات التي ستنتشر فيها سواء كانت تابعة للمعارضة، كما تفضل تركيا، أو عربية محلية "قوات النخبة" منضوية في "قسد" ومدعومة من قيادة إقليم كردستان العراق، كما ترغب الولايات المتحدة، تثار التساؤلات عن مستقبل بقية المناطق، وعن احتمال سيطرة النظام السوري عليها، في ظل وجود مباحثات مكثفة بينه وبين الوحدات الكردية.

وفي هذا الصدد، بدا المحلل السياسي الكردي، فريد سعدون، جازما بأن مصير بقية المناطق سيكون خاضعا لسيطرة النظام السوري.

حصة النظام
وقال لـ"عربي21" إنه "من الواضح أن الرقة وأرياف دير الزور الشرقية ستكون من حصة النظام السوري، بينما ستكون المنطقة الآمنة تحت رعاية تركيا.

وعن المكاسب التي ستحققها "قسد" في هذه الحالة، يرى سعدون أن "إعلان الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، جرّد الإدارة الذاتية من كل المكاسب، وأجبرها على التنازل عن كل شيء للنظام وروسيا، مقابل حمايتها وعدم طردها من الأراضي السورية".

وأضاف سعدون، أنه بالرغم من كل هذه التنازلات فإن النظام السوري تنصل من حماية الإدارة الذاتية، ناقلا عن مصدر في النظام قوله لوفد الإدارة الذاتية "لا نستطيع مجابهة تركيا لأجل حمايتكم".

ومتفقا مع سعدون، أعرب المسؤول الإعلامي في منصة (INT) الإخبارية، جوان رمّو، عن اعتقاده بسيطرة النظام على بقية المناطق غير المشمولة بنطاق المنطقة الآمنة، مشيرا إلى أول تعليق لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على إنشاء المنطقة الآمنة، حيث قال: "الحل الوحيد هو نقل هذه المناطق لسيطرة الحكومة السورية وقوات الأمن السورية والهياكل الإدارية".

وفي حديثه لـ"عربي21" عزا رمّو التباين والانقسام في "الإدارة الذاتية" حيال المنطقة الآمنة، إلى الخوف على بقية المناطق.

 

اقرأ أيضاقيادات كردية: فشل المفاوضات مع الأسد.. هل هي القطيعة؟

وقال إن "الوحدات تحاول تحصيل بعض المكاسب من قبيل الاعتراف بإدارتها على هذه المناطق، قبيل توقيع الاتفاق مع النظام، بينما الأخير يصر على عدم الاعتراف بشيء، ويريد فرض سيطرته بشكل كامل، مدفوعا بدعم روسي".

خيارات محدودة
الباحث في مركز "جسوري للدراسات"، عبد الوهاب عاصي، رأى أن المناطق غير المشمولة بالمنطقة الآمنة سيكون مصيرها مقترنا بخيارات محدودة، من بينها الإبقاء على عامل الحماية للمنطقة، وبحث القوى الفاعلة عن تفاهمات ضمن هذا الإطار، وهذا يقتضي وجود عدد من الاحتمالات.

ومعددا الاحتمالات هذه، قال عاصي لـ"عربي21"، "أولها بقاء هذه المناطق تحت حكم "قسد" لكن بعد إعادة هيكلتها بما يتناسب مع مصالح تركيا الأمنية والسياسية في المنطقة".

أما الاحتمال الثاني، هو البقاء تحت حكم "قسد"، وحماية التحالف الدولي الذي قد تكون له خيارات مغايرة للولايات المتحدة من حيث الانسحاب، في حين لم يستبعد عاصي، بالمقابل، إخضاع المنطقة لنفوذ النظام السوري عسكريا وأمنيا، وبالتالي ضم هياكل "قسد" إلى النظام.

واستدرك بقوله، لكن "يبقى خيار رفع الحماية عن المنطقة نتيجة عدم توصل القوى الفاعلة لتفاهمات فيما بينها وبالتالي انسحاب التحالف الدولي، واحتمال دخول المنطقة في تنافس وصراع محتدم بين مختلف القوى، أمرا واردا".

اقرأ أيضا: قسد: لا نهدد دول الجوار ومستعدون للتفاهم مع تركيا

التعليقات (0)