صحافة دولية

NYT: كيف تسبب مطعم "قصر الأمراء" بضرب الأمريكان بمنبج؟

نيويورك تايمز: انتظام الجنود الأمريكيين على "قصر الامراء" تسبب باستهدافهم في منبج- جيتي
نيويورك تايمز: انتظام الجنود الأمريكيين على "قصر الامراء" تسبب باستهدافهم في منبج- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا أعده بن هبارد وإرك شميدت، يقولان فيه إن مطعما مفضلا لدى الجنود الأمريكيين في منبج قاد انتحاريا في تنظيم الدولة إليهم.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مطعم "قصر الأمراء" في منبج كان بمثابة استراحة للقوات الأمريكية من دورياتهم في الأرض المنبسطة المغبرة في شمال سوريا، وكانوا يتوقفون عنده لشراء المشاوي من الدجاج ومقالي البطاطا أو الشاورما.

 

ويفيد الكاتبان بأن الأمريكيين أحبوا الطعام بشكل كبير، لدرجة أنهم ظلوا يتوقفون عند المطعم بشكل منتظم، وعدة مرات في الأسبوع، وكان الزوار الأمريكيون يستقبلون بالبساط الأحمر، مشيرين إلى أن عضوين في مجلس الشيوخ تناولا الطعام في هذا المكان في الصيف الماضي.

 

وتنقل الصحيفة عن جاسم الخلف (37 عاما)، الذي يبيع الخضراوات قرب المكان، قوله: "كانوا يتوقفون لشراء الدجاج والشاورما كلما كانوا في دورية في المدينة.. وتعود الناس على الأمر، ولم يكن هذا الأمر جديدا عليهم".

 

ويلفت التقرير إلى أن تنظيم الدولة لاحظ هذا الأمر، وأرسل يوم الأربعاء انتحاريا فجر نفسه في المطعم، حيث قتل 15 شخصا، كان من بينهم أربعة أمريكيين. 

 

ويقول الكاتبان إن الهجوم في المدينة السورية، التي تم الاحتفاء بها بصفتها واحة استقرار في سوريا، أثار عددا من الأسئلة المقلقة، وإن كان الأمريكيون قد شعروا بحس زائف من الأمن، وتجنبوا الروتين الذي يمكن التنبؤ به، من مثل تناول الطعام، وبشكل منتظم، في مكان واحد. 

 

وتنقل الصحيفة عن عدد من المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين، وكذلك عناصر قوات العمليات الخاصة، قولهم يوم الخميس، إن تنظيم الدولة استغل نقطة الضعف، وقال ضابط في قوات العمليات الخاصة: "وجد تنظيم الدولة فرصة، لكن كان يجب أن تتوفر لهم حماية أفضل".

 

ويورد التقرير نقلا عن مسؤول سابق في العمليات الخاصة، لم يذكر اسمه، قوله إن تنظيم الدولة "سيواصل هجماته ضد الأمريكيين في أي مكان ووقت يجد فيه أن هناك فرصة"، فيما قال المسؤولون إن الجنود الذين كان بينهم جندي مارينز ألفوا الوضع وكان عليهم تغيير طرقهم، وقال مسؤول أمريكي يعمل في المنطقة: "كان وهم الشعور بالأمن مشكلة دائمة في شمال سوريا". 

 

وينوه الكاتبان إلى أنه كانت هناك فجوة واضحة وقعت في منبج الواقعة في شمال شرق سوريا قرب الحدود التركية، وقام تحالف أمريكي كردي عربي بطرد تنظيم الدولة منها منتصف عام 2016، مشيرين إلى أنه بعد تهديد تركيا باجتياح المدينة في حال استمر الأكراد في المدينة، فإن أمريكا قررت تسيير دوريات مشتركة من قواعدها وسط بساتين الزيتون؛ لمنع حليف، وهي تركيا، من مهاجمة حليف آخر، وهم الأكراد.  

 

وتذكر الصحيفة أنه عندما زار وفد من أعضاء مجلس الشيوخ المدينة، فإنهم تجولوا في السوق دون سترات واقية، حيث عاينوا محلات الجواهر والبهارات والصابون والدجاج. 

 

وينقل التقرير عن قائد قوات التحالف التي كانت تقاتل في العراق وسوريا الجنرال بول فانك الثاني، قوله إن "الوضع كان لطيفا جدا"، وأضاف: "بهذه الطريقة كان يبدو الاستقرار، وبهذه الطريقة بدا النصر". 

 

ويقول الكاتبان إن السيناتور الجمهوري عن ساوث كارولينا ليندزي غراهام، والسيناتورة الديمقراطية عن نيوهامبشاير جان شاهين، ذهبا من السوق إلى مطعم "قصر الأمراء" لتناول الطعام مع القادة المحليين، وقال غراهام بعد ذلك: "لقد قضينا وقتا ممتعا وتناولنا غداء رائعا.. مكان فيه أمل لمنطقة تحتاج إلى المزيد من الأمل". 

 

وتفيد الصحيفة بأن صاحب المطعم علي صالح اليوسف وجد في مدينة منبج نقطة مضيئة في منطقة تشهد الحروب، وقال في مقابلة تلفازية مع قناة محلية، إنه ترك المدينة بعد سيطرة تنظيم الدولة، وعاد إليها عندما كانت آمنة من جديد، وأضاف: "نتمنى أن تصبح محافظات سوريا كلها مثل منبج"؛ لأنها "أصبحت نموذجا". 

 

وبحسب التقرير، فإن المطعم جذب بألوان الطعام الذي يقدمها، مثل المشاوي والدجاج المسحب والشاورما، الأمريكيين الذين كانوا يتوقفون أحيانا لشراء الساندويشات قبل العودة إلى قواعدهم، وكانوا في بعض الأحيان يوقفون عرباتهم المصفحة ويجلسون على طاولة. 

 

ويرى الكاتبان أن الأمريكيين، وإن التزموا بنوع من الروتين وعدم تغيير مسارهم، إلا أن هذا لم ينعكس في عادات الطعام، لافتين إلى قول المتحدث باسم المجلس العسكري لمنبج شروان درويش: "أعلم أنه كلما ذهبوا إلى المدينة أو كانوا في دورية فإنهم كانوا يتوقفون عند المطعم".

 

وتبين الصحيفة أن الدورية توقفت في يوم الأربعاء عند المطعم، حيث كانت السيارات واقفة وبازدحام أمام المطعم، وقام انتحاري بتفجير نفسه عند باب المطعم، حيث انطلقت كرة نارية ودمرت شواية الدجاج، فيما تفرقت الجثث في كل مكان. 

 

ويورد التقرير نقلا عن الصحافي المحلي أحمد حمو، قوله: "رأينا المدنيين على الأرض، والأطفال والجنود، وكانت النيران المشتعلة داخل المطعم.. كان مشهدا مروعا". 

 

وينقل الكاتبان عن أحمد سليمان (12 عاما)، الذي كان في طريقه لزيارة جده عندما حدث التفجير، قوله: "عندما مررت كان هناك رجل يصنع الشاورما.. وبعد ذلك اندلعت النيران، ولم يعد ذلك الرجل موجودا". 

 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول حمو إن رجال الإنقاذ كانوا يقومون بالإسعاف عندما وصلت ثلاث مروحيات حاولت إحداها الهبوط أمام المطعم ولم تستطع؛ بسبب ضيق الشارع، فهبطت في الملعب القريب، وتم إجلاء الجنود القتلى والجرحى ونقلهم إلى مكان آخر.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)