علوم وتكنولوجيا

كيف نجح العلماء في ترجمة لغة الكلاب؟

بين الكاتب أنه يتم تصفية البيانات وتمريرها من خلال عملية تحليلية لتحديد حالة الكلب- جيتي
بين الكاتب أنه يتم تصفية البيانات وتمريرها من خلال عملية تحليلية لتحديد حالة الكلب- جيتي

نشرت مجلة "سايكولوجي توداي" الأمريكية مقال رأي للكاتب ستانلي كورين، تحدث فيه عن آخر ما توصل إليه العلم في ترجمة لغة الكلاب، من خلال استخدام جهاز استقبال موصول بأجهزة استشعار مثبتة في رقبة الكلب ومعدلة لترجمة إشاراته الحركية والسلوكية.


وقال الكاتب في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إن الكلاب عادة ما تستخدم لغرض الحراسة، ويكون نباحها غريزيا أو لسبب معين، وقد يساعد هذا الجهاز على كشف طبيعة نباح الكلب وما إذا كان يشكل تهديدا.


وأفاد الكاتب بأن أحد زملائه أخبره أن المرفق الذي زاره عند الاحتلال الإسرائيلي، كان لديه نظام أمني يشمل أمنيين وكلاب حراسة، كانت موصولة بأجهزة كمبيوتر يفترض أنها تترجم نباحها، وهكذا يتمكن الحراس من تحديد طبيعة ومستوى التهديد الذين كانوا يراقبونه، والجدير بالذكر أن زميل الكاتب أراد معرفة ما إذا كانت معرفتنا بلغة الكلاب قد تطورت ليصبح لدينا الآن مترجم إلكتروني يمكن أن يفسر ما تحاول كلابنا إخبارنا به.


وأورد الكاتب أن "إيال زيهافي مؤسس شركة بايو سانس في إسرائيل، كان أول شخص يقدم فكرة الترجمة الإلكترونية للغة الكلاب، وفي الحقيقة، إن استخدام الكلاب للحراسة ليس بالأمر الجديد، لأن الكلاب لديها رؤية ليلية أفضل من البشر، بالإضافة إلى حواس أخرى أقوى مثل السمع والشم، وعندما كان زيهافي يعمل في القواعد العسكرية، وجد أن أفراد الأمن لا يفهمون دائما ما يعنيه نباح الكلاب، فغالبا ما كان الحراس يعتقدون أن نباح الكلب غير مهم فربما كانت مجرد ردة فعل عن رؤية قطة أو كلب، وبسبب تلك التفسيرات الخاطئة لا تزال هناك عمليات اقتحام".


وأوضح الكاتب أن مختبر أبحاث زيهافي استخدم أجهزة الكمبيوتر لتحليل صوت نباح 350 كلبا مختلفا، وقد أثبتت النتائج التي توصلوا إليها أن الكلاب تنبح بشكل مختلف عندما يقتحم شخص ما المكان الذي توجد فيه، وعموما، لا يهم نوع أو حجم أو جنس الكلب، فكل ما يهم هو أن الكلاب تنبح ردا على أمر ينذر بالخطر.

 

اقرأ أيضا: حيوانات أليفة يجب التخلي عنها إذا كان في منزلك أطفال


وعلى أساس هذا البحث، أنشأ مختبر "بايو سانس" نظام "دوغ بايو سيكيوريتي سيستام"، الذي يمكن دمجه في أنظمة الأمان الموجودة، ويتم إدخال "اللغة" من جهاز استشعار مثبت على طوق الكلب الذي ينقل المعلومات إلى جهاز الاستقبال الذي يحمله الحارس، الذي يقوم بمراقبة عدد من الكلاب.


وبين الكاتب أنه يتم تصفية البيانات وتمريرها من خلال عملية تحليلية لتحديد حالة الكلب اعتمادا على معلومات مختلفة، مثل معدل ضربات القلب لدى الكلب، لجعلها أكثر وضوحًا وتجنب الإنذارات الزائفة،  ويتم ترجمة النتائج إلى ثلاثة مستويات من التحذير، وهو أمر شبيه بما يعتمده نظام الأمن القومي الذي يستخدم الألوان، ويعني اللون الأخضر أن الأوضاع عادية، بينما يشير اللون البرتقالي إلى وجود نشاط مشبوه في المنطقة المجاورة، أما اللون الأحمر فينذر بحدوث اختراق في المنطقة التي يتواجد فيها الكلب.


وأشار الكاتب إلى أن هذا الجهاز يمكن أن يكلف آلاف الدولارات، إلا أن سعره يمثل ربع تكلفة أنظمة المراقبة بالفيديو، وأظهرت المعلومات الواردة من الشركة وتقارير وسائل الإعلام أن هذا النظام كان يستخدم في سجن إيشل الإسرائيلي مشدد الحراسة، بالإضافة إلى بعض القواعد العسكرية الإسرائيلية ومختبرات الأبحاث ومنشآت المياه، فضلا عن المنشآت الصغيرة للمزارع والمراعي والمرائب، كما تم تركيبه في بعض المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.


وذكر الكاتب أنه اتصل بأحد الباحثين الذين كانوا يعملون في مرفق أبحاث حكومي في بيثيسدا ميريلاند، لإخباره عن الفكرة المتعلقة بترجمة لغة الكلاب، التي أثارت اهتمامه، لكن الباحث حذر قائلا: "أولا يجب أن تفهم أن نظام المترجم لا يزال بعيدا عن الكمال".


كما أوضح الباحث أن النظام لا يفسر الكلمات المفردة، في حد ذاتها، بل يحاول وضعها في سياق، وهذا يعني أنك غالبا ما تحصل على جمل غير صحيحة تحتوي على أخطاء نحوية، ومن جهته، أفاد ستانلي كورين بأنه أرسل تسجيلا صوتيا قديما يحتوي على أصوات نباح كلبته، كي تتم ترجمتها عن طريق الجهاز، لكن نص الترجمة الذي تحصل عليه فيما بعد لم يكن منطقيا.

التعليقات (1)
معاوية
الجمعة، 07-12-2018 09:39 ص
تعلموا من الحكام العرب.