صحافة عربية

فايننشال تايمز: حملة شرسة لإنقاذ ابن سلمان.. تعرف عليها

أفادت الصحيفة بأن الأمير الشاب نظم حملة دعائية واسعة النطاق لتبرئة ساحته من جريمة قتل خاشقجي- جيتي
أفادت الصحيفة بأن الأمير الشاب نظم حملة دعائية واسعة النطاق لتبرئة ساحته من جريمة قتل خاشقجي- جيتي

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن الحملة الشرسة التي يقودها ولي العهد محمد بن سلمان، لإنقاذ سمعته من شبهة التورط في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ولي العهد محمد بن سلمان مصمم على تجنيد كل الأطراف المؤثرة على الصعيد الدولي، لتلميع صورته من القضية التي هزت الرأي العام العالمي خلال الآونة الأخيرة، وقد بدا جليا أن العديد من الشخصيات النافذة تتعرض لضغوط شديدة للدفاع عن ابن سلمان.


ولعل أفضل مثال على ذلك؛ المقابلة التلفزيونية التي أجراها الملياردير السعودي، الوليد بن طلال، خلال الأسبوع الماضي، حيث بدا عليه الارتباك وعدم الارتياح حين اضطر للإشادة بإنجازات ولي العهد، تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، كان ضحية أخرى من ضحايا سلطة بن سلمان التي يسعى جاهدا لفرضها على المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط ككل.


وأفادت الصحيفة بأن الأمير الشاب نظم حملة دعائية واسعة النطاق لتبرئة ساحته من الجريمة البشعة التي راح ضحيتها خاشقجي في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية خلال الشهر الماضي. ولم يعد ظهور الموالين لابن سلمان في وسائل الإعلام لدحض كل الادعاءات التي تربط اسمه بشكل مباشر بهذه القضية، أمرا كافيا. فقد تجاوز الأمر ذلك ليصل إلى حد استخدام ضحاياه في هذه التمثيلية.

 

اقرأ أيضا: تركيا: بات من الضروري إجراء تحقيق دولي بمقتل خاشقجي


وخلال السنة الماضية، استدعى محمد بن سلمان سعد الحريري إلى الرياض بحجة عقد اجتماع، إلا أنه عمد إلى احتجازه وأمره بأن يظهر على شاشة التلفاز لتوجيه ضربة عنيفة لإيران وحليفها اللبناني حزب الله. وكان ذلك إنذارا مبكرا على الأسلوب الاستبدادي الذي ينتهجه ولي العهد لفرض سلطته.

 

وعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية أصرت على إنكار عملية الاعتقال هذه، إلا أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اضطر لاستخدام علاقاته الديبلوماسية لضمان إطلاق سراح رئيس الوزراء اللبناني.


وأضافت الصحيفة أن الأمير السعودي الوليد بن طلال، وهو أحد أفراد عائلة آل سعود المالكة، تعرض للاعتقال قبل سنة ضمن حملة لمكافحة الفساد، التي شنها آنذاك محمد بن سلمان. وقد شملت تلك الحملة أفرادا من العائلة المالكة وعددا من رجال الأعمال الذين أجبروا على التخلي عن بعض من أصولهم وأموالهم مقابل الإفراج عنهم. ومنذ أن تم إطلاق سراحه، أعرب الأمير بن طلال في مناسبات عديدة عن دعمه لمحمد بن سلمان، واصفا بأن عملية احتجازه كانت سوء تفاهم تم حله لاحقا وطويت صفحته.


وأشارت الصحيفة إلى المقابلة التي أجراها الوليد بن طلال مع قناة "فوكس نيوز" الإخبارية خلال الأسبوع الماضي. وقد تحدث الأمير خلال هذه المقابلة التلفزيونية ببلاغة عن الصحفي جمال خاشقجي، مشيرا إلى أنه ترأس أحد مشاريعه، وهي محطة تلفزيونية لم تستمر في بث برامجها لمدة طويلة. لكن الغريب في الأمر أنه احتفظ بعباراته الحارة والعميقة لولي العهد، حيث برأ ساحته من التورط في عملية مقتل الصحفي.


وأوردت الصحيفة أن كلا من الأمير بن طلال ورئيس الوزراء اللبناني اعتمدا أسلوب التظاهر تفاديا لبطش ولي العهد. ولا أحد يعلم الأسباب الحقيقية وراء مقتل خاشقجي، لكن العملية الوحشية في حد ذاتها كانت تحذيرا قاسيا أرسله ابن سلمان للعديد من الأشخاص لردع كل من تسوّل له نفسه معارضته.

 

اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: كيف أصبحت جريمة قتل خاشقجي هدية لإيران؟


وعلى الرغم من أن العديد من المراقبين والسياسيين يعتقدون أن عملية تصفية خاشقجي تمت بأوامر عليا صادرة مباشرة من ابن سلمان، إلا أنه مع مرور الأيام يبدو أن محمد بن سلمان سيتمكّن من النجاة بفعلته. فحليفه المركزي، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أبدى عدم رغبته في ربط الأمير الشاب مباشرة بعملية القتل. من جهة أخرى، ترغب الولايات المتحدة في استغلال ضعف موقف الأمير حتى يقوم ببعض التنازلات في المنطقة، على غرار إنهاء الحملة العسكرية التي تعتبر آثارها كارثية على الشعب اليمني، ووضع حد للحصار التي فرضته على جارتها قطر.


ونوهت الصحيفة إلى أن السعوديين الذين يعيشون على أرض الوطن قد بعثوا برسالة للعالم مفادها أن المملكة هي "منارة" لمواجهة النفوذ الإيراني وضمان الاستقرار في المنطقة. في الأثناء، يبدو أن الأزمة التي يمر بها بن سلمان في الوقت الراهن تسير نحو انفراج قريب. لكن من المفارقات الغريبة أن ولي العهد السعودي، الذي عمل على تقليص نطاق السلطات الممنوحة للمؤسسات الدينية، استخدم علماء الدين لحشد الدعم على المستوى المحلي. وتتمثل رسالة علماء الدين الموالين لنظام بن سلمان في أنه يجب حماية أميرهم، الذي يقود المملكة نحو الانفتاح والتطور، من المؤامرات الدولية التي تُحاك ضده.

التعليقات (4)
متفائل
السبت، 17-11-2018 12:37 ص
يعكف الصهاينة ، من دون شك ، على دراسة ملف ابن سلمان ، لعلهم أدركوا ضرره من أجل التمادي رفقة ترامب في صفقة القرن ، لذلك فإنهم هم من سيعطي الضوء الأخضر بخصوص إبعاد ابن سلمان عن دائرة الحكم ، و استبداله بسعودي آخر من نفس العائلة ، لكنهم لن يسمحوا بأكثر من ذلك ، و عليه فإن مصلحة الكيان الغاصب تبقى في صدارة الاهتمام بالنسبة للكونغرس وإدارة الرئيس ترامب ، ليس إلا . و على هذا الأساس سوف ينخدع العرب ، مطبعين و غير مطبعين بسيناريو إبعاد أو إخفاء ابن سلمان عن الأنظار ، أما بخصوص عملية الابتزاز الأمريكية لمقدرات الشعب السعودي فسوف تتضاعف ، وتكون أضعاف ما جلبه ملف " البترو دولار " .
الاردني
الخميس، 15-11-2018 02:07 م
خلع بن سلمان بيد ترامب وهو اسهل من خلع نعاله
العقيد ابو شهاب
الخميس، 15-11-2018 11:04 ص
طالما أن أمريكا هي من تسيطر على بلدان العرب فبقاء أو زوال أي حاكم عربي هو قرار بيدها. لاحظنا أن أمريكا أصرت على بقاء بشار رغم أن عصابته ارتكبت جميع الموبقات في سوريا من قتل و تدمير و تهجير و إذلال و كبت للحريات و نهب للثروات. أي حاكم يقوم بما قام به بشار هو عز الطلب لأمريكا و موضع رضاها التام ، فهو ليس بحاجة إلى حملات إنقاذ . يكفيه أن يكون مع سحق الشعب حتى تبقيه أمريكا عدوة الشعوب و نصيرة الظلم و الاستبداد.
عابر سبيل
الخميس، 15-11-2018 12:10 ص
أعتقد أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "أبو منشار العظم" إن لم يتم استبداله بشخص آخر من عائلة آل سعود، فسيجر المنطقة والمسلمين إلى كارثة كبيرة، لا قدر الله، ربما تكون حرب عالمية ثالثة مدمرة، بسبب تهوره، ومراهقته السياسية، وأفعاله الصبيانية بعد تعيينه وليا للعهد في 29 إبريل 2015م ولسببٍ آخر ألا وهو شغفه الجارف للوصول للسلطة. اللهم اكف المسلمين شره، ومكره، وكيده بما شئت وكيفما شئت، يا الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد، يا الله لا إله إلا هو الحي القيوم، يا ذا الجلال والإكرام. آمين... آمين... آمين...