صحافة دولية

أوبزيرفر: هل تجد معاناة اليمنيين حلا بالكونغرس.. وكيف؟

أوبزيرفر: معاناة الملايين في اليمن تجد فرصة للأمل في الكونغرس- جيتي
أوبزيرفر: معاناة الملايين في اليمن تجد فرصة للأمل في الكونغرس- جيتي

نشرت صحيفة "أوبزيرفر" مقالا للصحافي المتخصص في الشؤون الخارجية سايمون تيسدال، يحاول الربط فيه بين الحرب الجارية في اليمن ومعاناة المدنيين فيها، وما يمكن أن يقوم به الكونغرس الأمريكي من تخفيف بؤس الحرب على اليمنيين.

ويقول تيسدال في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن الكونغرس الأمريكي يناقش قرارا قد يؤدي إلى إضعاف قدرة الإدارة الأمريكية على تقديم الأسلحة للتحالف الدولي، الذي يخوض الحرب في اليمن ضد الحوثيين بقيادة سعودية.

ويجد الكاتب أن "ما يثير الغضب هو الرد السلبي للحكومات المعنية بالنزاع، فمنذ عام 2015 تعرض اليمن لتدخل واسع، من السعودية وإيران وبريطانيا والولايات المتحدة، إلا أن ما قاموا به لم يسهم إلا في زيادة نار النزاع لا إطفائه، وظهر في النقاش المحدود، الذي جرى بين قادة الدول في الأمم المتحدة عن اليمن، أن الحرب فيه زادت سوءا، فربما أدى انهيار عملية جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة لدخول اليمن في أسوأ فصل من فصول الحرب". 

ويشير تيسدال إلى أنه بحسب لجنة الإنقاذ الدولية، فإن شهر آب/ أغسطس كان من أكثر الأشهر عنفا هذا العام، حيث قتل حوالي 500 شخص في أيام، فيما شهدت الأشهر الأربعة الأخيرة ارتفاعا في قتل المدنيين، بنسبة 164%، والنسبة مرشحة للصعود مع تجدد الهجوم الحكومي والتحالف بقيادة السعودية على ميناء الحديدة، لافتا إلى أن التحالف شن منذ عام 2015، حوالي 18 ألف غارة، ثلثها أصاب أهدافا مدنية.

وتنقل الصحيفة عن وزير الخارجية البريطاني السابق ومدير اللجنة ديفيد ميليباند، قوله: "يحتاج العالم للاستيقاظ على الوضع في اليمن"، وأضاف بعد زيارة  للبلد هذا الشهر: "مع وجود أكثر من 22 مليونا يحتاجون للمساعدة فإن هناك نسبة 68% منهم لا يستطيعون الحصول على الخدمات الصحية الأساسية والمياه الصالحة للشرب... هناك سبب يدعونا للقول إن الأسوأ قادم".

ويبين الكاتب أنه بحسب تقييم ميليباند، فإنه لا طرف في الحرب اليمنية يربح الحرب، مشيرا إلى أن هناك منظمات إغاثة أخرى دعمت دعواته لوقف الحرب، وقال مدير برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي في الأسبوع الماضي: "اليمن هو كارثة، ولا أرى أي ضوء في نهاية النفق"، وأضاف أن السماح لمنظمات الإغاثة بالعمل هو مشكلة، متهما الحوثيين الذين تدعمهم إيران "بخرق كل مبدأ إنساني يمكن التفكير فيه"، بما في ذلك منع وصول الطعام للمحتاجين. 

وتلفت الصحيفة إلى أن الخبير في الشؤون اليمنية والباحث في معهد "تشاتام هاوس" بيتر سالزبري حذر في مقال نشره على موقع المجموعة الاستشارية "مجموعة الأزمات الدولية"، من أن أن انهيار عملية جنيف في وقت سابق من هذا الشهر قد تؤدي إلى فتح الباب أمام "الفصل الأكثر دموية في الحرب"، وقال: "تبدو هذه التراجيديا التي كان يمكن تجنبها محتومة الآن، في ظل غياب تدخل حاسم من دول مجلس الأمن الدولي، خاصة الولايات المتحدة". 

ويرى تيسدال أن "الآمال بوقف السعودية والإمارات عملياتهما طوعا تبدو الآن بائسة، ولا إيران مستعدة للتوقف، خاصة أنها تعتقد أن لديها اليد العليا اليوم، وترى اليمن جزءا من معركتها الأوسع في نزاعها مع ملكيات الخليج السنية، ولا يوجد احتمال لتحرك بريطانيا المشغولة بالبريكست، رغم النقد المحلي لدعمها العسكري في التخطيط للغارات وبيع السلاح للسعودية، فيما تهتم فرنسا وبقية الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ببيع السلاح للدول المشاركة، ومثل بريطانيا والولايات المتحدة، فإن لدى فرنسا قوات خاصة على الأرض تساهم في عمليات مكافحة الجهاديين في اليمن".

 

ويستدرك الكاتب بأن "ضوء الأمل الوحيد لوقف المعاناة اليمنية قد يأتي من الكونغرس، ففي الأسبوع الماضي قام أكثر من 50 عضوا في مجلس النواب، بدعم قانون صادق عليه الحزبان، واستحضروا قانون سلطة الحرب عام 1973، حيث أكدوا أن الكونغرس لم يمنح أبدا تفويضا للبيت الأبيض ليدعم التحالف في اليمن، وهو ما يقتضي منه عمله بموجب القانون، وطلبوا من ترامب سحب القوات الأمريكية كلها من هناك". 

وينوه تيسدال إلى أن التحرك ذاته جار في مجلس الشيوخ، حيث منع السيناتور بوب منديز، وهو أهم ديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية، صفقات أسلحة بقيمة ملياري دولار لكل من السعودية والإمارات، فيما قال رون خانا، الذي دفع بمشروع القرار في مجلس النواب: "يساهم الدمار الواسع والأمراض بأسوأ كارثة إنسانية، وتسهم الطائرات المزودة بالوقود الأمريكي برمي القنابل على الضحايا الأبرياء"، مشيرا إلى أنه من المرجح أن يتم التصويت على المشروعين بعد انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر النصفية. 

ويعلق الكاتب قائلا إن "التحركين سيعارضهما دونالد ترامب وإدارته التي تقول إن الدعم العسكري والخبرات يسهمان في تقليص الضحايا المدنيين، إلا أن هذين التحركين في الكابيتال هيل هما تعبير عن حالة من الاستياء من الحرب، بعد سلسلة من الجرائم، بما فيها قصف مروع لحافلة مدرسية، مات فيه عدد من الأطفال الشهر الماضي، الأمر الذي قد يورط الولايات المتحدة في جرائم حرب". 

وتنقل الصحيفة عن النائب الديمقراطي جيم ماكغفرن، قوله إن "تصرفات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن تصل إلى مستوى جرائم الحرب ضد الإنسانية.. على الولايات المتحدة إرسال رسالة واضحة، ودون غموض، للسعودية بأن أفعالها غير مقبولة للمجتمع الدولي، ولن يتم التسامح معها".

ويختم تيسدال مقاله بالإشارة إلى أن التقرير الأخير للأمم المتحدة عن وضع الأطفال في اليمن يؤكد أن نحو 1300 طفل قتلوا خلال العام الماضي، أو تعرضوا للتشويه والإعاقة، وان أكثر من نصفهم قتلوا في الغارات الجوية او الصاروخية التي شنها التحالف السعودي، في الوقت الذي سقط فيه آخرون ضحايا لهجمات نفذتها قوات الحوثي.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا

التعليقات (0)