صحافة دولية

"البايس": إلى أي مدى سيكون خريف رئيس السلطة قاسيا؟

عباس جيتي
عباس جيتي
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن المعضلات التي يواجهها رئيس السلطة، محمود عباس، والتي ستجعل خريفه قاسيا للغاية في منطقته المحاصرة. إلى جانب وضعه الصحي الهش والمتدهور، ما يجعل من موقفه السياسي أكثر ضعفا.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن محمود عباس محاصر بين إلغاء المساعدات الاقتصادية التي فرضها ترامب والمفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس. وقد أشعلت هذه التفاصيل غضبه، خاصة أنه يرفض اتفاق وقف النار في غزة الذي يتم بوساطة مصرية.

وأوردت الصحيفة أن انفجار غضب عباس، الذي تردد صداه في الصحافة الإسرائيلية، تزامن مع قطع المساعدات الأمريكية لفلسطين وتزايد تدهور حالة الرئيس الفلسطيني. وتتابع الصحافة الإسرائيلية الحالة الصحية للرئيس البالغ من العمر 83 سنة، إذ نقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن مصادر فلسطينية أن "عباس يعاني من قصور في الذاكرة، ولا يقضي إلا بضع ساعات في اليوم في مكتبه الرسمي".

وبينت أنه يخيم على رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، صمت رسمي حول الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني منذ أن قضى أكثر من أسبوع في المستشفى بسبب الإصابة بالتهاب رئوي، خلال شهر أيار/ مايو الماضي.

وتجدر الإشارة إلى أن الحالة الصحية لعباس هشة للغاية إذ إنه خضع للعديد من عمليات قسطرة القلب، كان آخرها خلال سنة 2016. علاوة على ذلك، فقد اضطر رئيس السلطة خلال شهر شباط/ فبراير الماضي إلى دخول غرفة الطوارئ في أحد المراكز الصحية في الولايات المتحدة بعد أن شعر بوعكة صحية في نهاية مداخلته أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وأضافت الصحيفة أنه منذ ثلاثة أشهر تقريبا، أصبح ظهور عباس على العلن محدودا، وكانت الزيارات التي يؤديها خارج فلسطين نادرة. وخلال هذه الفترة، زاره الأمير البريطاني "ويليام" وزعيم المجلس الرئاسي في البوسنة والهرسك، بكر عزت بيغوفيتش. كما أنه استقبل الفتاة الأسيرة المفرج عنها عهد التميمي.

ونقلت الصحيفة أن عباس يواجه تحدي الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يبدأ أواخر الشهر الحالي. وخلال اجتماعاتها المقبلة، تخطط واشنطن للكشف عن مخطط ترامب "للسلام النهائي" في الشرق الأوسط. وقبيل هذا الموعد، بدأت واشنطن في الضغط على السلطة الفلسطينية من خلال خفض المساعدات الإنسانية نحو الأراضي المحتلة.  

وذكرت أن البيت الأبيض ينوي تصعيد الضغط على السلطة الفلسطينية لإنهاء المقاطعة الدبلوماسية لواشنطن. وقد حافظت السلطة الفلسطينية على هذا الموقف منذ أن اعترف الرئيس الجمهوري بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأوضحت الصحيفة أنه نتيجة للضغوطات الأمريكية التي بدأت تتجلى منذ اعتلاء ترامب سدة الحكم، فإنه سيعبر عباس بعد ربع قرن من توقيع اتفاق أوسلو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن "رفضه القاطع" للمخططات الأمريكية والإسرائيلية التي تسعى إلى "تصفية القضية الفلسطينية". وفي وقت سابق، هدد عباس بحل السلطة وتسليم الضفة الغربية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي.

وأشارت إلى أنه في الوقت الذي رفض فيه عباس الهدنة الدائمة بين إسرائيل وحماس- وهي الحركة الإسلامية التي تحكم قطاع غزة بحكم الأمر الواقع منذ سنة 2007- فقد عبرت واشنطن عن دعمها الكامل لمصر التي لعبت دور الوسيط في "اتفاق إعادة الهدوء في قطاع غزة".

وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة ما زالت مصرة على فرض ضغوطات على السلطة، وهو ما أكدته تصريحات المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، التي أدلى بها مساء الأربعاء الماضي. وقد لمحت هذه التصريحات بإمكانية سد الشغور الذي خلفته السلطة الفلسطينية في مفاوضات إعادة السلام إلى غزة، باللجوء إلى جهات سياسية أخرى.
التعليقات (0)