صحافة إسرائيلية

"يديعوت": شهر عسل بين إسرائيل ودول عربية في اليونسكو

اليونسكو- جيتي
اليونسكو- جيتي

قال إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت إن تحسنا في العلاقات الدبلوماسية طرأ بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وعدد من الدول العربية في منظمة اليونسكو للثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة، واصفا ما يحدث بينهما بـ"حفلة زواج".

وأضاف آيخنر في تقرير ترجمته "عربي21" أنه بعد إعلان إسرائيل مؤخرا عزمها الانسحاب من المنظمة الدولية بسبب إصدارها جملة قرارات تعتبرها معادية لها، إلا أن تسوية نادرة حصلت مع عدد من السفراء العرب أدت لإرجاء إصدار عدد من القرارات ضد إسرائيل، جعلت سفيرها في المنظمة الدولية كرميل شامة هاكوهين يصف ما يحدث بأنه "حفلة زواج"، بحيث يتم طي صفحة صدور أي قرارات جديدة معادية لإسرائيل.

ونقل عن هاكوهين قوله: "إن حالة من شهر العسل" تشهدها العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية في اليونسكو، في ظل الاتفاق النادر الذي توصل إليه الجانبان في الأيام الأخيرة حول قرارات تتعلق بـ"فلسطين المحتلة"، حيث قدمت عدد من الدول العربية قبل أسابيع مشاريع قرارات صعبة لإقرارها عبر اليونسكو منسجمة مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334.

 

ولفت إلى أن القرارات تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي لفلسطينية غير قانونية، وتدين القرارات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى مدينة القدس المحتلة.

وأشار هاكوهين إلى أن مندوبي دول عربية في اليونسكو طالبوا بإضافة بند جديد يطلب المسارعة في تنفيذ مشاريع القرارات من خلال سكرتارية المنظمة الدولية، لكن إسرائيل زعمت أن هذه القرارات لا تصلح لأن تكون أساسا لانطلاق عجلة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإن الخطوة المطلوبة الوحيدة هي العمل على إرجائها وتأجيلها لمدة نصف عام على الأقل، حتى الجلسة القادمة للمنظمة الدولية، وبعد مفاوضات هادئة استمرت أسبوعين، حققت إسرائيل ما تريد.

وأكدت الصحيفة أن السكرتارية العامة لليونسكو أعلنت عن عقد اجتماع للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لمعرفة ما الذي يمكن القيام به في المستقبل، حيث تولى المندوب الأمريكي إجراء مفاوضات منفصلة بين الجانبين، كل على انفراد، وتم إنجاز الاتفاق بينهما بإعلان من الأمين العام الجديدة لليونسكو أودري أزولاي.

ورغم أن الاتفاق ذو طبيعة فنية، إلا أنه يعبر عن نموذج جديد من العمل والتعاون بين دول الشرق الأوسط في المنظمة الدولية، بعد أن كانت ترى إسرائيل في اليونسكو بأنها منحازة للدول العربية، خاصة منذ اعترافها بفلسطين كعضو فيها عام 2011، وفي ظل أن مشاريع القرارات المقدمة للأمانة العامة للمنظمة ما زالت توجه انتقادات قاسية لإسرائيل.

لكن السفير هاكوهين أعلن ترحيل البنود المثيرة للخلافات إلى ملحق غير ملزم للأطراف، وبناء عليه فلن يتم عقد جلسة للتصويت على قرارات تقدمت بها دول عربية حول موضوعي مدينة القدس وأحداث قطاع غزة، مشيرا إلى أنه تطور سياسي قد يجعل الولايات المتحدة وإسرائيل تعيد النظر في توجههما بالانسحاب من اليونسكو، بعد أن عثرت كل الأطراف على صيغة توافقية إيجابية، تحققت عقب تعتيم إعلامي طيلة الأسبوعين الماضيين، ما يؤسس لعمل وتعاون مشترك بين دول المنطقة في قضايا إقليمية داخل المنظمة الدولية.

وقال السفير هاكوهين إن إسرائيل "تبارك الاتفاق الذي تم التوصل إليه، وتعبر عن شكرها للولايات المتحدة والأمانة العامة لليونسكو على تدخلهما الايجابي والناجح في التوصل لهذا الإجماع، الذي لم يتحقق مثيل له منذ زمن طويل، وبدا كأنه من المستحيل تحقيقه، كما تثمن إسرائيل الاستعداد الإيجابي الذي أبدته الدول العربية والفلسطينيون، لاسيما من جهة الأردن، لتحصيل هذا الاتفاق".

التعليقات (0)