سياسة عربية

مبادرات شعبية لإيقاف اقتتال فصائل معارضة في إدلب السورية

الاقتتال تواصل طوال الفترة الماضية بين فصائل المعارضة في الشمال السوري (أرشيفية)- تويتر
الاقتتال تواصل طوال الفترة الماضية بين فصائل المعارضة في الشمال السوري (أرشيفية)- تويتر

طرحت فعاليات مدنية من شيوخ ووجهاء عشائر مبادرة موحدة تحت مسمى "اتحاد المبادرات الشعبية"، تدعو لوقف الاقتتال الحاصل بين "هيئة تحرير الشام"، و"جبهة تحرير سوريا" التابعتين للمعارضة السورية المسلحة.

وجاء في بيان اطلعت عليه "عربي21"، أن "اتحاد المبادرات الشعبية" يدعو "الأطراف المتنازعة إلى الإعلان المتزامن عن وقف الاقتتال بشكل دائم على الفور كمرحلة أولى". 

وأضافت أنه سيجري بعدها "عقد جلسة خلال مدة أقصاها 24 ساعة مع الوفد المنبثق عن (اتحاد المبادرات الشعبية)، لوضع حل بعيدا عن السلاح ونزف الدماء، وتضييع المقدرات".

وأكد البيان أن اتحاد المبادرات الشعبية سيعمل على إظهار الحقيقة حول "من يريد صلاح الساحة ومن يريد إغراقها".

وأوضح أن المبادرة "تمثل جمعا من أطياف المجتمع من المشايخ وأساتذة الجامعات مع الأطباء والعشائر والمجالس المحلية والوجهاء والإعلاميين وجميع فعاليات المجتمع".

وفي هذا الصدد، أكد الصحفي السوري محمد ياسين أن "المبادرة جاءت من أجل وقف الاقتتال وشلال الدم في الشمال السوري بين فصائل المعارضة، خاصة في هذ المرحلة العصيبة، التي تمر بها الثورة السورية".

وقال في حديث لـ"عربي21"، إن هناك "زخما شعبيا لإنجاح المبادرة، التي يعول عليها الكثيرون، لأن فشلها يعني استمرار القتال بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا، بالتالي تكملة اللعبة الدولية والتسريع في إنجاز المخططات الإقليمية للشمال السوري".

 

اقرأ أيضا: اقتتال بين الزنكي وتحرير الشام بالشمال السوري وقصف للنظام


من جهته، قال الناشط السياسي السوري درويش، إن "معظم العقلاء يريدون وقف إطلاق نار، إلا أنهم ضمنيا لا يتوافقون مع نهج هيئة تحرير الشام وشرعييها، بينما بالمقابل، تظهر فصائل الثوار كأنها لا تأبه للحوامل الاجتماعية إلا أثناء نزاعاتها مع الفصائل الراديكالية".

وقال لـ"عربي21"، إن المعركة الدائرة بين الطرفين "تهدف لسيطرة أحدهم على قطاع إدلب سيطرة مطلقة، وهي معركة مؤجلة، لأننا كل فترة نسمع بمناوشات بينهم".

وأشار درويش إلى أن هذه المعركة من أكثر المعارك الخاسرة لسكان قطاع إدلب، بغض النظر عن مدى توافقهم مع أحد الطرفين، حيث إن خسارتهم فيها تكون مضاعفة، لأنها ليست مع عدوهم الأول نظام الأسد وحلفائه الطائفيين.

 

اقرأ أيضا: عودة الاشتباكات العنيفة شمال سوريا بعد انهيار الهدن (شاهد)


وقال: "صوتنا يسقط عند أخمص بندقيتهم"، يقصد بذلك أصوات المدنيين الذي يبقى خافتا أمام حاملي السلاح، لا سيما عندما يصل الموضوع للسيطرة والسلطة، وفق قوله.

وأضاف أن "هذا ما يشعرنا بالخوف من القادمات في ظل تعطشهم لبسط نفوذهم، بعيدا عن هموم المجتمع المحلي".

الجدير بالذكر أن "جبهة تحرير سوريا" كانت قد أعلنت موافقتها على المبادرة، في حين لم يصدر حتى اللحظة أي بيان رسمي عن "هيئة تحرير الشام" بخصوص هذه المبادرة.

التعليقات (0)