سياسة عربية

ميليشيات مدعومة إيرانيا تستعد للسيطرة على غاز "دير الزور"

 غالبية الدول النافذة بدأت تطالب إيران ومليشياتها بالخروج من سوريا - أرشيفية
غالبية الدول النافذة بدأت تطالب إيران ومليشياتها بالخروج من سوريا - أرشيفية

غير آبهة بتعرضها لضربات أمريكية مجددا كتلك التي أودت بحياة نحو 135 قتيلا قبل أيام، تواصل المليشيات التابعة للنظام والمدعومة إيرانيا حشد قواتها في منطقة الميادين بريف دير الزور الشرقي، استعدادا لمعارك ضد "قوات سوريا الديمقراطية- قسد" بهدف السيطرة على حقل غاز "كونيكو".


وقال ناشطون في دير الزور لـ"عربي21" إن "مليشيا لواء الباقر" التي تقود العمليات العسكرية في المنطقة حشدت خلال اليومين الماضيين مدرعات ثقيلة على محوري الطابية والميادين بمحيط حقل كونيكو، تمهيدا للهجوم على الحقل المذكور، بعد أن باءت محاولاتها السابقة بالفشل.


خلط أوراق


من جانبه، رأى رئيس مركز "الشرق نيوز" فراس علاوي أن أوامر إيرانية وراء التحركات العسكرية التي تقوم بها المليشيات شرق دير الزور.


وقال لـ"عربي21": "إن المشهد الراهن يشير إلى سعي إيراني لخلط الأوراق في سوريا عموما لقطع الطرق على التفاهمات السياسية التي تنجز في سوريا"، مشيرا إلى قيام المليشيات بضرب الأرتال التركية التي دخلت إدلب للمراقبة الأسبوع الماضي لنسف اتفاق أستانة في الشمال السوري، وكذلك في دير الزور لتعكير الاتفاقات الروسية- الأمريكية شرق سوريا.


وأضاف علاوي، أن إيران تشعر وكأنها قد أقصيت من الحلول السياسية، وخصوصا أن غالبية الدول النافذة بدأت تطالبها بالخروج من سوريا، وعلق قائلا: "لذلك هي تحاول اليوم تأزيم الموقف في سوريا، لأنها تدرك أن وجودها في سوريا مرتبط باستمرار الصراع العسكري".


وذهب رئيس المركز إلى أبعد من ذلك قائلا: "إيران تحاول توريط النظام وروسيا من خلال خلق ظروف مواتية لمواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة في دير الزور، لا سيما وأن الأخيرة في غير وارد تخليها عن حقل غاز كونيكو أو غيره".


وأوضح أن إيران تسعى إلى السيطرة على حقل غاز "كونيكو" لأنها تدرك أهميته بالنسبة للولايات المتحدة، معتبرا أن "واشنطن غير مهتمة بحقل الغاز لمصلحتها، وإنما تخطط لجعله وغيره من منابع الطاقة كمصادر تمويل ذاتية لـ"قسد"، حتى تزيح عن كاهلها مهمة تقديم الدعم لها، أو تقليص حجمه على الأقل".


وتابع علاوي بأن الولايات المتحدة تخطط لبقاء طويل لـ"قسد" في المنطقة، مضيفا: "هذا الأمر يحتاج إلى دعم مادي كبير، ومن هنا تأتي أهمية هذه الموارد الاقتصادية للولايات المتحدة".

وبالبناء على ذلك، اعتبر علاوي أنه "من المستبعد أن تخسر "قسد" سيطرتها على حقل غاز كونيكو، بالرغم من ضعف تواجدها حاليا في محيط الحقل بسبب نقل قسم كبير من عناصرها إلى عفرين".


تعويض خسائر


المحلل السياسي سامر خليوي، ذكر أن "قسد" المدعومة أمريكيا تسيطر على 85 بالمئة من النفط والغاز السوري والمياه، معتبرا أن هذا الواقع يحتم على النظام استعادة جزء من هذه الثروات كي يتعافى النظام اقتصاديا.


وقال لـ"عربي21": "إن حرمان أمريكا للنظام من كل هذه الثروات خلق مشكلة لدى حلفاء النظام روسيا وإيران، لافتا إلى أنه من غير الممكن تعويض الخسائر الروسية والإيرانية بدون السيطرة على المزيد من الثروات التي تقع تحت سيطرة قسد".


وعن احتمال نجاح النظام والمليشيات في السيطرة على حقل "كونيكو"، رأى خليوي أن الولايات المتحدة أكدت أنها عازمة على الدفاع عن مناطق نفوذها، مشيرا إلى الضربات الصارمة التي تم توجيهها للمليشيات التي كانت تحاول التوغل في منطقة خشام المؤدية لحقل "كونيكو".


ما هو موقف قسد؟


وما بين الإصرار الإيراني وما بين الصرامة الأمريكية تبدو قسد غير متمسكة بالسيطرة على حقل غاز "كونيكو"، الأمر الذي تؤكده التسريبات عن اتفاق جرى ما بين النظام وقسد.


ويقضي الاتفاق بحسب ما رشح من تسريبات، بأن يقوم النظام بتقديم الدعم العسكري للوحدات الكردية وفتح طرق الإمداد لمدينة عفرين التي تشن فيها تركيا عملية عسكرية، مقابل انسحاب الوحدات من بعض المناطق الغنية بالثروات شرق دير الزور وعلى رأسها حقل غاز "كونيكو".


يذكر أن حقل "كونيكو" من أكبر الحقول المنتجة للغاز في سوريا، وسيطرت عليه قسد في أيلول/ سبتمر الماضي بعد اشتباكات مع مواجهات مع تنظيم الدولة.

التعليقات (0)

خبر عاجل